‏صحيفة: الدول العربية لن تدفع لإعادة إعمار سوريا‏

22 أغسطس 2023آخر تحديث :
‏صحيفة: الدول العربية لن تدفع لإعادة إعمار سوريا‏

‏صحيفة: الدول العربية لن تدفع لإعادة إعمار سوريا‏

تركيا بالعربي – ربا عز الدين

نشرت صحيفة “بوليتيكن” الدنماركية، تقرير خاص بالوضع في سورية من زاوية العزلة التي يعيشها النظام السوري، وأشارت إلى أنه “لا أحد مستعد للاستثمار” باستمرار بشار الأسد في الحكم.

ووفقاً لما جاء في تقرير الصحيفة: “إذا كان الأسد يأمل في الدخول إلى الدفء العربي بسرعة، فمن الواضح أنه بحاجة إلى التفكير مرة أخرى”.

وأضافت الصحيفة: “رحبت جامعة الدول العربية بعودة الديكتاتور السوري في مايو/ أيار الماضي بعد 12 عاما من الحرب الأهلية التي شهدت فرار نصف سكان سورية ومقتل 450 ألفا”.

وتابعت: “كان من المتوقع منح النظام فرصة للتحرر من عزلته الدولية، بعد أن انتصر الأسد في معظم الحرب الأهلية، ولا تزال سورية مدمرة، والشعب مهجر، والأسد معزول، بالطبع هو خيار الأسد بنفسه”.

وتابعت قائلةً: “الديكتاتور يريد من الدول العربية أن تعيد فتح سفاراتها في دمشق، وبالتالي التحرر من العقوبات الدولية، هذا النظام يريد أيضاً خروج الجنود الأجانب، من تركيا والأميركيين، و”داعش”، والحصول على ضوء أخضر لإنهاء الحرب وحل الحكم الذاتي في مناطق شمال شرق سورية، وطرد المتمردين من محافظة إدلب”، وفق تعبير الصحيفة الدنماركية.

من جهة أخرى ذكّرت الصحيفة بمقتل ما يقارب من 500 ألف سوري، ونزوح سبعة ملايين داخل البلاد، وخمسة ملايين إلى الخارج، عندما قمع النظام بوحشية الثورة الشعبية في 2011.

وشددت بقولها: “لا يوجد حل سياسي، و الانفتاح العربي، بما في ذلك عودة سفارة أبوظبي للعمل في دمشق، واستئناف السعودية والأردن التواصل مع الأسد، “لا يكفي لكسر 12 سنة من العزلة”.

مضيفةً: “شبه الجزيرة العربية لا تستطيع فعل الكثير له (الأسد)، فالعقوبات المفروضة على نظام دمشق هي بالأساس أميركية وأوروبية، ويريد الطرفان رؤية حل سياسي، وهذا سبب عدم دخول الغرب في مفاوضات بشأن المساهمة في إعادة إعمار سورية”.

وتابعت “بوليتيكن”: “أراد العرب من الأسد وقف إنتاج وتصدير المخدرات، لكنه لا يستطيع أن يفي بذلك، بل إنه في مقابلة تلفزيونية هذا الشهر اعتبر أنه من غير المنطقي اتهام حكومته في تجارة المخدرات”.

من ناحية أخرى قالت الصحيفة: “التحقيقات الدولية تظهر أن عائلة الأسد تتحكم في تجارة المخدرات، والتي تعد اليوم ضرورية للاقتصاد السوري”، مبينة أن الدول النفطية غير مستعدة للتمويل، “وهو ما اعترف به الأسد في المقابلة”.

أما بخصوص عودة اللاجئين إلى سوريا، أشارت “بوليتيكن”: “هناك أقل من 10 في المائة عادوا إلى ديارهم من الخارج، ويجب أن لا ننسى أن الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي “حزب الله”،في دمشق الذين ساعدوا الديكتاتورية على الانتصار والاحتفاظ بالسلطة في دمشق”.

وأكدت أن الوجود التركي والأميركي في سوريا “باقٍ طالما ظل هناك وجود روسي وإيراني وغيرهما”، مشددة على أن طهران وموسكو “ساعدتا النظام في شن الحرب من أجل السلطة، لكنهما لن تدفعا ثمن إعمار سوريا، لذلك يراهن الأسد على دول الخليج العربي. لكن، كما كتبت مجموعة الأزمات الدولية، ليس من المرجح أن تنفق أي دولة خليجية مبالغ كبيرة لدعم نظامه”.

واختتمت الصحيفة تقريرها قائلةً: “سوريا الآن بعيدة عن أن تكون على رأس أولوياتهم (الخليج)، وهذا هو السبب في أنها لا تزال تنتظر عبثاً السلام وإعادة الإعمار والاستثمار. لقد انتصر الأسد في الحرب، وليس في السلام”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة