أميركا تطبخ مفاجأة والإطاحة بالأسد قاب قوسين أو أدنى

11 نوفمبر 2023آخر تحديث :
بايدن بشار
بايدن بشار

أميركا تطبخ مفاجأة والإطاحة بالأسد قاب قوسين أو أدنى

تركيا بالعربي – ربا عز الدين

مع استمرار التصعيد، في حربٍ تبدو نتائجها غير واضحة المعالم حتى الآن في غزة، يمكننا القول بأن سوريا لها نصيب أيضاً من التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة.

حيث أنه في بداية التصعيد على غزة، قام “بنيامين نتنياهو” رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالتعهد بأن الحرب ستغيّر الشرق الأوسط، قائلاً: “ما ستختبره حماس سيكون صعباً ورهيباً.. سنغير الشرق الأوسط، وما سنفعله لأعدائنا في الأيام القادمة، سيكون له صدىً لديهم لأجيال”. على حدّ قوله.

وعلى الرغم من أن علاقة دمشق مع حركة “حماس” لا تبدو في أفضل حالاتها، لكن الجميع يعلم مدى تأثير النفوذ الإيراني على كلا الطرفين، ورغم التخاذل الإيراني إزاء حركة “حماس” خلال الحرب الأخيرة (وفق ما يصفه باحثون مقرّبون من الحركة)، إلا أن العلاقات بقيت جيدة بينهما، خاصة وأن الحركة ليس لديها خيار أو حلفاء غير الجانب الإيراني.

وتساعد إيران حركة “حماس” بشكل كبير في تحسين قدراتها العملياتية، عبر تهريب مكونات الصواريخ إلى غزة، من شبه جزيرة سيناء، إذ تنقلها إلى متاهةٍ من الأنفاق تحت الأرض، حيث يتم تجميعها هناك، بينما يجري التدريب التكتيكي، بمعسكرات خارج غزة.

وهناك احتمالية تورّط دمشق في الحرب الدائرة بغزة، وبالأخص إذا قررت إيران تغيير موقفها الرافض حالياً الانخراط في الصراع، واتّجهت إلى العودة لدعم “حماس” ضد إسرائيل، هذا يعني أن إيران على الأقل سوف تستغل نفوذها في سوريا لتغذية الصراع العسكري في المنطقة.

ومن الواضح أن دمشق لا يبدو أنها ترغب في دخول هذه الحرب، لكنها قد تضطر في مرحلة من المراحل إلى دعم الميليشيات الإيرانية وتسهيل تحركاتها في مناطق الجنوب القريبة من الحدود مع إسرائيل.

ولكن مالا تعرفه دمشق هو أن الرّد الإسرائيلي وقتها لن يفرّق بين القوات السورية والميليشيات الإيرانية بالطبع.

على الرغم من أن ذلك لم يحصل على مدار الـ 12 عاماً السابقة، ولكن احتمالات توريط دمشق في النزاع بغزة، والظروف الخطيرة التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط، قد تشمل وفق بعض القراءات، تعديلات بخرائط المنطقة أو أشكال الأنظمة الحاكمة فيها، وسوريا على ما تبدو ستكون في محور هذه التغييرات، بل ربما تكون الأقرب للتغيير عَبر عمل عسكري محتمل خلال الأشهر القليلة القادمة، بفعل سجل دمشق المليء بالانتهاكات والجرائم من جهة، وعلاقتها مع روسيا وإيران من جهة ثانية.

وهناك 3 أسباب قد تكون متاحة، وذلك بالاعتماد على القوى المتحالفة مع واشنطن في شمال وشرق سوريا، إن ضمنت واشنطن لـ “قوات سوريا الديمقراطية” الحماية الجوية من تركيا والاعتراف السياسي، ما قد يجعل مناطق الإدارة الذاتية، منطلقاً للحكم الجديد البديل عن حكم بشار الأسد.

ومن الممكن أن تُعتبر محافظة السويداء، نموذجاً بديلاً، لكن فُرصها أضعف من مناطق الإدارة الذاتية، لعدم امتلاكها القوة العسكرية الموحّدة، أو المؤسسات الإدارية البديلة وبالمجمل، يمكن القول إن السبب الأول للتوجه نحو الخيار العسكري، متوفر لدى واشنطن.

بينما السبب الثاني، فهو التهديدات الأمنية، أي إن السلطة في دمشق تشكّل تهديداً أمنياً للولايات المتحدة أو إسرائيل، وبالفعل ونتيجة العلاقة المتزايدة مع إيران، باتت السلطة في دمشق تشكل تهديداً متصاعداً للقواعد الأميركية في شمال وشرق سوريا، ما يعني أن العامل الثاني للتوجه نحو إنهاء حُكم الأسد متوفرٌ أيضاً.

أما السبب الثالث بملف حقوق الإنسان، قد يستخدم المحور الغربي، الانتهاكات الواسعة التي اقترفتها القوات السورية، لحقوق الإنسان في سوريا سببا آخرا لإسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد، وهو عامل متوفر كذلك.

يمكن القول إن القرارات المتعلقة بمصير القيادة السياسية في سوريا، تعتمد على العديد من العوامل، تشمل الوضع السياسي والأمني في البلاد، والمصالح الدولية، ويتطلب أي تغيير في القيادة السورية، حلّاً سياسياً يشمل جميع الأطراف السورية، وهو ما يبدو بعيد المنال، في ظل الانقسام الدولي، وصراع القوى الإقليمية على النفوذ داخل الأراضي السورية، وخضوع الأطراف السورية لتلك القوى العالمية والإقليمية.

في حال الإطاحة بالرئيس الأسد عسكرياً، فإن الأمور قد تأخذ منحى النموذج العراقي، الذي جرى تعديله من النظام المركزي إلى نظام فيدرالي للبلاد، وهو يبدو الحل الأقرب للتطبيق بسوريا، في ظل الانقسام العِرقي والشرخ الطائفي الذي صنعته الحرب السورية.

ولعلّه مِن المفيد هنا، التذكير بما قاله بنيامين نتنياهو، بعد هجوم “حماس” مؤخرا، عندما هدد بتنفيذ ضربات عسكرية مباشرة تستهدف حكم الرئيس بشار الأسد، متابعاً، “إذا قرر حزب الله الدخول في الصراع، ستتخذ إسرائيل إجراءاتٍ لتفكيك حكم الأسد، الذي هو حليف رئيسي للحزب في دمشق، قد يمتد رد فعل إسرائيل إلى حدّ استهداف وتحييد الحراسة الشخصية للرئيس السوري بشار الأسد”.

لروسيا وإيران، مصالح متداخلة في سوريا، وقد تعاونتا بشكل وثيق لدعم دمشق، ويمكن القول إن الهدف الرئيسي لروسيا وإيران، كان منعُ تغيير شكل الحكم الحالي في سوريا، وقيام نظام مدعوم من الولايات المتحدة.

وقد قدّمت روسيا، الدعم العسكري والأمني لدمشق، بينما قدّمت إيران الدعم الاقتصادي والمالي، لكن على الرغم من الضغوط الأميركية والإسرائيلية على روسيا للسيطرة على الوضع العسكري لإيران في سوريا، فمن غير المرجّح أن تتمكن روسيا من التحكم في الموقف العسكري لإيران في سوريا، أو وقف الإمدادات إلى “حزب الله” اللبناني، والجماعات الموالية لإيران في المنطقة.

وذلك يعني بأن احتمالية امتداد الحرب إلى سوريا مرتفعة جداً، وفي تلك الحالة، إن حاولت القوى الغربية الإطاحة برأس النظام السوري “بشار الأسد”، من المتوقّع أن تردّ روسيا وإيران بشكل قوي لحماية مصالحهما في المنطقة، لكنها على الأغلب لن تُجدِ نفعاً في حمايته من السقوط.

وإذا تمت الإطاحة بـ بشار الأسد في غضون الأشهر الستة القادمة، عَبر عمل عسكري محدود ربما، فإن الوضع في سوريا سيكون معقّداً، وستحتاج سوريا إلى تأسيس حكومة جديدة والتفاوض على دستور جديد.

لكن على الرغم من صعوبة ذلك، إلا أنه لن يكون مستحيلاً على الولايات المتحدة، التي تمتلك قواعد عسكرية في شمال وشرق البلاد، وعلاقاتٍ مع مختلف المناطق السورية.

وغالباً لن تتأثر المناطق الخاضعة لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، والمناطق الخاضعة لسيطرة فصائل “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا، إلا في حال تحرّكت أنقرة عسكرياً لاستغلال الوضع ومهاجمة “قسد”، وهو أمرٌ مُستبعد، كونه سيضعها في مواجهة مباشرة مع واشنطن.

هنا يمكننا القول أن الإطاحة بالأسد، ستشكل فرصة جديدة لملايين السوريين الذين فرّوا من الحرب الأهلية، وقد يكون لديهم الرغبة في العودة إلى ديارهم، لتحقيق تلك الرغبة، على الرغم من أن ذلك الأمر لن يكون بتلك السهولة، حيث ستكون هناك حاجة إلى إعادة بناء البنية التحتية، وتقديم الدعم الإنساني للمجتمعات المتضررة.

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة