السوريون في أفيون.. 100 شركة ومصنع وإسهام مهم بالاقتصاد التركي

22 مارس 2023آخر تحديث :
إعلان
السوريون في أفيون.. 100 شركة ومصنع وإسهام مهم بالاقتصاد التركي

السوريون في أفيون.. 100 شركة ومصنع وإسهام مهم بالاقتصاد التركي

تركيا بالعربي – متابعات

في عقدة الطرق الواصلة بين معظم مدن غربي الأناضول تتموضع ولاية “أفيون قره حصار” التركية، غارقة في القدم لأكثر من 3000 سنة قبل الميلاد، وتطل قلعتها العالية على سفح جبل مرتفع على مدينة عامرة بأهلها لجأ إليها السوريون كغيرها من المدن في عموم تركيا ووضعوا بصمتهم الإيجابية فيها.

وعلى عادة السوريين في أي مكان نزلوا به، فتحوا المطاعم والمتاجر وانخرطوا في سوق العمل إلى درجة كبيرة رغم قلة عددهم مقارنة بالمدن الكبرى الأقرب للجنوب التركي مثل أنطاكيا وكلّس وغازي عنتاب وكهرمان مرعش أو المدن الاقتصادية الكبرى مثل إسطنبول وإزمير وبورصا وأنقرة.

ويبلغ عدد سكان ولاية أفيون بشكل عام 747.555 ألف شخص وفق إحصائيات عام 2022، بينهم 324.996 شخصاً يعيشون في مركز الولاية.

كم سورياً يعيش في أفيون؟

إعلان

ويعيش في ولاية “أفيون قره حصار” نحو 12 ألف لاجئ سوري، وفق تقديرات رئاسة الهجرة التركية، فيما تشير جمعية اللاجئين في تركيا إلى 11080 لاجئا سوريا بينهم 4500 سوري في أفيون المركز، في الوقت الذي يبلغ عدد الأجانب المقيمن في الولاية نحو 10 آلاف شخص في مقدمتهم العراقيون والإيرانيون والأفغان ثم الجنسيات الأخرى.

ورغم عدم بروز الحضور السوري في أفيون بشكل كبير بسبب قلة العدد، إلا أن وجودهم الإيجابي ومساهمتهم المرتفعة بالاقتصاد التركي مقارنة بعددهم مهمة جداً، ما دفع موقع “تلفزيون سوريا” لزيارة الولاية والوقوف على الإسهام السوري فيها.

ورصد موقع تلفزيون سوريا العديد من النشاطات الاقتصادية السورية في المدينة التي تشتهر بشكل أساسي بصناعة الرخام ومصانع لحم السُجق، إلى جانب حمامات الماء الكبريتية الساخنة التي تجذب السياح.

صناعة الرخام ومهارة السوريين

وقال أحمد صوران الذي قدم إلى تركيا منذ 19 عاماً، وهو صاحب مصنع رخام، لموقع “تلفزيون سوريا” إن الاقتصاد قائم في أفيون على صناعة الرخام ولذلك توجه 80 بالمئة من السوريين المقيمين في الولاية للعمل في هذا المجال المهم حيث شيد 5 رجال أعمال سوريين مصانع رخام خاصة بهم، واستأجر رجال أعمال سوريون 10 مصانع أخرى، إلى جانب 30 ورشة صغيرة مستأجرة من قبل سوريين أيضاً.

أحمد صوران صاحب أحد مصانع الرخام بأفيون
أحمد صوران صاحب أحد مصانع الرخام بأفيون
أحمد صوران صاحب أحد مصانع الرخام بأفيون
أحمد صوران صاحب أحد مصانع الرخام بأفيون

وتتمركز 24 في المئة من صناعة الرخام في تركيا بولاية “أفيون قره حصار” وحدها بـ 600 مصنع رخام، حيث تبعد المصانع نحو 18 كيلومتراً عن مركز المدينة.

وبحسب الصناعي السوري صوران، فإن اليد العاملة السورية بالنسبة للرخام مطلوبة أكثر من الأتراك، خصوصاً لأصحاب الخبرة في مجال التحجير والحفر على الرخام بسبب المهارة فيها، ومتوسط الأجور بين 400 و700 ليرة يومياً بحسب الخبرة، والمعاشات بين 10 آلاف و15 ألف ليرة تركية شهرياً.

وبحسب تقديرات رئاسة الهجرة في أنقرة وغرفة التجارة والصناعة في أفيون، بلغت نسبة التصدير للسوريين في أفيون 3.6 بالمئة من مجمل الشركات التي تصدر في الولاية، وهو رقم كبير بالنسبة لعدد اللاجئين السوريين وعدد شركاتهم، وفق صوران.

وأوضح الصناعي السوري “صوران” وهو أحد أعضاء الهيئة الاستشارية بإدارة الهجرة التركية بأفيون، وعمل في الترجمة المحلفة أيضاً أن السوريين أسسوا في أفيون نحو 100 شركة مرخصة وذات عائد ضرائبي بمستويات مختلفة صغيرة ومتوسطة وكبيرة.

ويصدر مصنع الرخام الذي يملكه صوران منتجاته إلى السعودية والإمارات والكويت والعراق والولايات المتحدة الأميركية.

وفي وسط مدينة أفيون تنتشر محال صناعة “السجق التركي” وشاورما السجق ومحال الألبان والدواجن والتي يعمل بها قسم من السوريين إلى جانب ورشات صناعة الأحذية والمطاعم والمحال الصغيرة أيضاً، أما في القرى المحيطة بمركز أفيون فيغلب على السوريين المقيمين فيها العمل بمهن الرعي والزراعة ومزارع المواشي.

الأعمال السورية في أفيون

ويوجد في أفيون بحسب السوريين المقيمين فيها، محلان سوريان في مجال بيع وصيانة الهواتف، و10 محال مواد غذائية متفرقة بأحيائها، ومحلان لبيع المواد الغذائية بالجملة، وخياطان اثنان ومحل هدايا وعطورات، و3 محال لبيع الألبسة و3 أخرى لبيع المفروشات.

محمد غنوم - صاحب أحد محال الغذائيات في أفيون
محمد غنوم – صاحب أحد محال الغذائيات في أفيون

وبالنسبة للمطاعم يوجد في أفيون مطعم فول وفلافل وحيد، وآخر دجاج ومشويات وفرن واحد للمعجنات، ومحل صناعة حلويات واحد أيضاً، فيما لا يوجد فرن لصناعة الخبز السوري، إذ يأتي الخبز بشكل يومي من ولاية بورصة التركية.

إعلان

وزار موقع “تلفزيون سوريا” فلافل أبو يوسف في أفيون، وهو الفوال الوحيد في السوق القديم بالمدينة، والذي افتتح قبل 3 سنوات تقريباً.

وقدم محمد ديب الشيخ (37 عاماً) إلى أفيون عام 2018، كان يعمل في حي السكري بمهنة “الفوال” وهي مهنة أجداده، محاولاً تقديم الطعام الحلبي الشهي للسوريين الذين يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالفول والفلافل وفتات الحمص، وليعّرف الأتراك في أفيون على أطباقه.

محمد ديب الشيخ - صاحب فلافل أبو يوسف
محمد ديب الشيخ – صاحب فلافل أبو يوسف

وقال الشيخ لموقع “تلفزيون سوريا” أن الإقبال على سندويش الفلافل والفول والحمص أكبر من توقعاته ويعد جيداً في مدينة مثل أفيون، وفي متابعة التقييم على تطبيق “غوغل” نال أبو يوسف خمس نجوم من معظم من زار مطعمه وتناول الطعام لديه.

وأضاف أن زبائنه لا يقتصرون على السوريين المقيمين في المدينة بل المقيمن العرب وخصوصاً العراقيين بالإضافة للأفغان والإيرانيين الذين يعيشون فيها.

ويرى الشيخ أن الوضع الاقتصادي تراجع مؤخراً بكل أنحاء تركيا ما تسبب ببعض الغلاء، أما بخصوص العنصرية فالعلاقة مع الشعب التركي ممتازة في أفيون وهناك علاقة طيبة وممتازة في مناطق العمل وكذلك الحال في بيوتنا ومع جيراننا.

وعبر الفوال السوري عن شكره لتلفزيون سوريا على تسليطه الضوء على واقع الجالية السورية في ولاية أفيون متمنياً أن يعم الخير والسلام في سوريا وتركيا.

كم كلفة المعيشة في أفيون؟

وبعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في 6 شباط 2023، قدم إلى أفيون 195 عائلة من مناطق الزلزال العشرة بتركيا، خصوصاً أن متوسط الإيجارات بتركيا بين 1300 و2500 ليرة من دون تدفئة.

وتحتاج الأسرة من أب وأم وولدين في أفيون شهرياً بين 8 آلاف و10 آلاف ليرة بالحد الأدنى وبين 12 ألف و14 ألف ليرة بالحد المتوسط لتعيش في أفيون، ويختلف ذلك من حي إلى آخر.

وفي الجولة التي أجراها موقع “تلفزيون سوريا” في مركز أفيون، التقى بمحمد غنوم السوري الذي غادر حلب عام 2014

وقال محمد غنوم الذي غادر حلب عام 2014، وكان يعمل في مجال الحلويات والمعجنات، إلا أن الوضع الاقتصادي في أفيون دفعه لفتح “ميني ماركت” يبيع فيها كل المنتجات السورية والتوابل والبهارات والأجبان والألبان والخبز السوري.

وأضاف غنوم لموقع “تلفزيون سوريا” أن السوريين في أفيون يتمركزون في حي “جمهوريات” بشكل أساسي، يليها حي “مجيدية”، وهناك إقبال جيد على الشراء، ولا يقتصر الأمر على السوريين بل يشمل العراقيين والأتراك أيضاً.

وأشار إلى أن البضاعة التي يبيعها تهم الزبون السوري لأنه اعتاد عليها في سوريا، وتصنعها الشركات السورية في عنتاب بشكل أساسي، كما أنه يوجد محال جملة في أفيون تزوده وبقية المحال بالبضاعة السورية والتركية أيضاً.

المصدر: تلفزيون سوريا – عبد الناصر القادري

عاجل: الطاولة السداسية التركية المعارضة تعلن بيانها بشأن الوضع الراهن وتوجه رسالة للسوريين

أعلنت الطاوقة السداسية التركية المعارضة والتي تضم 6 أحزاب سياسية تركية معارضة البيان المشترك للاجتماع الاستثنائي حول تطورات الزلزال.

وقالت الطاولة السداسية، نعيش واحدة من أكبر كوارث بلادنا. ندعو الله أن يرحم الضحايا وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.

وتابعت أحزاب المعارضة بالقول، نشكر جميع مؤسساتنا التي عملت بكل ما أوتيت من قوة منذ لحظة الزلزال رغم ذهول وعجز الحكومة والمواقف التمييزية التي اتخذتها. ونحن ممتنون لكل الأبطال المجهولين في المنظمات المدنية ومن المواطنين ومن أعضاء الفرق الأجنبية.

وأضافت أحزاب المعارضة واضح جدًا أنه لم تُتَّخذ الخطوات اللازمة للاستعداد للزلزال في بلد مهدد بالزلازل. دفع شعبنا ثمنًا مميتًا لإضعاف مؤسسة آفاد ولتنصيب أشخاص يفتقرون للكفاءة ولمنح عفو للإعمار دون أي فحص لمقاومة المباني للزلازل وللفساد في قطاع الإنشاءات.

وتابعت المعارضة التركية بالقول، لقد تسبب النظام الرئاسي الذي جعل كل المسؤولين ينتظرون تعليمات وقرارات شخص واحد بمضاعفة الخسائر والضحايا بسبب تأخر وبطء وعدم كفاية عمليات التدخل والإنقاذ والإغاثة.

وأضاف البيان للأسف تم التفرقة بين البلديات ومنظمات المجتمع المدني، ولم تتخلَّ الحكومة عن خطابها الاستقطابي الذي يفرق بين الشعب، وهذا أيضًا تسبب بتأخير وإعاقة العمل. كما كان التأخر بإدخال القوات المسلحة وعمال المناجم إلى الساحة، وإبطاء سرعة الإنترنت، وإغلاق البورصة متأخرًا، سببًا
في نتائج وخيمة عمّقت من آثار الأزمة.

تابع البيان حتى الآن لم تقم الحكومة بحل مشكلة السكن وتوفير الحمامات المتنقلة وأدوات النظافة، وهذا يضعنا أمام خطر انتشار الأمراض المعدية. ولم تقم الحكومة بأي تخطيط لعمليات الإجلاء والهجرة من الولايات المتضررة. كل التقصيرات والأخطاء واضحة للعيان، ونحن ندون كل المسؤولين عنها من الساسة والحقوقيين والإداريين.

وقالت الطاولة نحن في تحالف الشعب مدركون للمسؤوليات الثقيلة التي على كاهلنا. أمامنا الآن اختبار صعب، نحن مجبرون على التعلم من هذا الدرس والتخطيط لمستقبل مدننا بالتفكير الجمعي.

وتابعت يجب ألا ننسى أن الجيولوجيا وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم البيئة والطب والاقتصاد والتعليم والحقوق والسياسية والتخطيط المدني والعمارة ليست مجالات مستقلة، وأنه لا يجب إهمال أي منها. ولهذا نحن سنتابع هذه المرحلة برفقة المختصين في هذه المجالات، وسنؤسس هيئة مشتركة لوضع خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى لمحو آثار هذا الزلزال.

وأضافت أحزاب المعارضة التركية يجب أن يمنع بيع العقارات والأراضي للأجانب في الولايات المتضررة من الزلزال. التركيبة الديمغرافية لهذه الولايات، وبالأخص هاتاي، لها أهمية كبيرة جدًا، وسنتابع هذه القضية باهتمام كبير.

وأضافت يجب أن تعود الحكومة عن قرار التعليم عن بعد للجامعات على الفور. أي حل يحرم شبابنا من التعليم الجيد ليس حلًا حقيقيًا. يجب أن تبدأ الحكومة باستخدام الطاقة الاستيعابية في القطاع السياحي والتعاون مع البلديات في المدن الكبيرة لاستخدام المباني الفارغة.

وقالت المعارضة التركية في بيانها نعزي الشعب السوري بضحايا الزلزال الذي أصابهم أيضًا ونرجو لهم الصبر والسلوان، وندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لمساعدة الشعب السوري على لأم جراحه بعد الزلزال.

وتابعت سنقيم اجتماعنا الروتيني المؤجل يوم 2 مارس/آذار المقبل في ضيافة حزب السعادة.

وختمت الطاولة السداسية بالقول، نحن مستعدون لحمل المسؤولية السياسية، وسنطبق وعودنا في بيان السياسات المشتركة المتعلقة بالتمدن وإدارة الكوارث، وسننشئ إدارة كوارث قوية مستعدة للتعامل مع الزلزال وكأنه سيقع غدًا.

وللمزيد من التفاصيل حول هذا الخبر وبقية الأخبار >>> نترككم مع مداخلة للاعلامي علاء عثمان، ولا تنسوا الاشتراك في قناة تركيا بالعربي على يوتيوب لنوافيكم بكل جديد:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.