استخدام رمل البحر في البناء.. الكشف عن أخطاء فادحة في المباني التي دمرها الزلزال بولاية هاتاي
تركيا بالعربي – ربا عز الدين
بعد الزلازل الأخيرة التي ضربت عدة مناطق تركية وكان مركزها كهرمان مرعش، في 6 شباط الفائت، فيما تراوحت شدتها بين 7:8 و7:6 على مقياس ريختر، تهدمت العديد من المباني فوق رؤوس ساكنيها، وأدت إلى وفاة أكثر من 45 ألف شخص حتى اليوم، إلا أن الحكومة التركية سارعت لفحص المباني في المنطقة لاكتشاف مواطن الخلل وما أدى لهذا الكم الكبير من الدمار.
صرح أحد المهندسين المدنيين الذين فحصوا حوالي 500 مبنى في هاتاي، أحد المناطق المتعرضة للزلزال بشكل واضح، مبيناً أن العيوب التي تسببت في الدمار كانت وجود أعمدة ضعيفة واستخدام حديد مسطح، وتعرض العناصر الحاملة للأضرار، إضافة إلى أن القسم غير ملائم ولا يوجد تباعد مناسب، مع وجود أرضية لينة “عمود ضعيف” ، “استخدام حديد مسطح” ، “أضرار للعناصر الحاملة”. “،” القسم غير الملائم “،” المباعدة غير المناسبة للركاب “،” الأرضية اللينة وتسييل التربة و عدم استمرارية الإطار.
وأشرف على تقييم الضرر مهندسين معماريين ومهندسين جيولوجيين ومهندسين مدنيين، فحصوا الأرض والهيكل والتصميم، حيث تعرضت المباني في هاتاي لأضرار جسيمة وكانت بغالبيتها مبانٍ قديمة.
وشرح “توران” أن المشكلة الأكثر شيوعاً أثناء الفحص كانت الجودة الرديئة للخرسانة، أي أنها لم تكن تتمتع بالقوة المطلوبة، فيما لم تكن التعزيزات مثل الحديد في القطر والهيكل المطلوبين وهذا ما يؤكد وجود أخطاء في المشروع والتطبيق، مشيراً إلى مشاكل كبيرة أيضاً بسبب مسوحات التربة الضعيفة وإسالة التربة، وذلك بسبب أخطاء البناء.
وحذر “توران” من اكتشاف خطير جداً، وهو استخدام رمال البحر في المباني بهاتاي، حيث وثقت أحد الصور صدف البحر في هذه الرمال، مضيفاً أن أكبر خطر لرمال البحر أنه يعطل الهيكل الخرساني بسبب ارتفاع نسبة الملوحة فيه وبالتالي يجعل الخرسانة ضعيفة.
يقول “توران” لقد رأينا الحديد الموجود في الخرسانة يتآكل ويتقلص قطره كما تسبب أيضاً بصدأة وتعفنه مبدياً استغرابه من رؤية الحديد الذي يجب أن يكون قطره 16 ملم، انخفض إلى 10 ملم بسبب التآكل.
وأشار تورون إلى أن أقسام الأعمدة في المباني التي تم تشييدها وفق الأنظمة القديمة كانت غير كافية، مشيراً إلى أهمية الحديد المضلع على اعتباره يتحد بشكل أفضل مع الخرسانة .
أوضح تورون أن الطريقة والمسافات بين الركائب، مهمة للغاية، لأن عدم وجود تعزيز بالمستوى المطلوب يظهر مشاكل جدية في قوى المباني، و في حالة حدوث زلزال ، تعمل هذه الانحناءات كأداة حماية للمبنى، على الرغم من أن هذا قد يبدو وكأنه تفصيل تقني صغير ، إلا أنه كبير خطأ يمكن أن يؤدي إلى الهدم إذا لم يتم.
اختتم توران حديثه حول أهم الأسباب التي أدت لانهيار المباني في هاتاي، بنقطة أخطاء التصميم المعماري، خاصة في الطوابق الأرضية، وهو تشكيل أرضيات ناعمة، منوهاً أيضاً إلى أنهم وجدوا مسافة الاقتراب من المبنى كانت غير كافية، أي أنهم رأوا مبانٍ مشيدة بقرب بعضها تقريباً وهذا بدوره ما تسبب بضرر أكبر وفق رأيه.
وجه توران نصيحته الأخيرة بضرورة أن تتم أعمال البناء من قبل محترفين، مع أهمية تدريب المقاولين والأشخاص العاملين على المشروع ككل.
يذكر أن وزير العدل التركي “بكير بوزداغ” أعلن السبت الفائت، عن اعتقال 184 شخصاً بتهمة الإهمال في ملفات الأبنية التي انهارت بفعل الزلزال الذي ضرب جنوب البلاد، ومن ضمنهم رئيس بلدية، مع ارتفاع عدد قتلى الزلزال إلى 50 ألفاً في تركيا وسوريا.
