20 دولاراً للوردة الواحدة… الوردة السوداء لا تنمو إلا في قرية عربية تركية

1 فبراير 2023آخر تحديث :
الوردة السوداء
الوردة السوداء

20 دولاراً للوردة الواحدة… الوردة السوداء لا تنمو إلا في قرية عربية تركية

تتميز الورود بألوانها المتميزة والمختلفة كالأحمر والأصفر والأبيض، إلا أن هناك نوع نادر ينمو بقرية صغيرة تدعى هالفيتى بتركيا وهذا النوع ينمو بطريقة طبيعية مثل باقى الورود ولكن الاختلاف هو اللون، حيث تتميز باللون الأسود وفقا لما ذكره موقع أوديتى سنترال.

وعلى الرغم من أنها تبدو سوداء تماما ولكن فى الحقيقة لونها قرمزى غامق جدا وهى زهور موسمية حيث تنمو فى فصل الصيف فقط فى قرية القرية الصغيرة بفضل طبيعة التربة الفريدة من نوعها فى المنطقة ومستويات الحموضة فى المياه الجوفية، والتى تتسرب من نهر الفرات وخلال فصل الربيع تنمو باللون الأحمر الداكن ثم تتحول إلى الأسود خلال أشهر الصيف.

ويعتبر الأتراك المحليون هذا النوع من الورود رمزا للغموض والأمل والعاطفة وكذلك الموت والأخبار السيئة، ومع الأسف هذا النوع النادر من الورود مهدد بالانقراض وذلك نتيجة انتقال سكان قرية هالفيتى التركية عند بناء أحد السدود، حيث غمرت المياه قرية هالفيتى القديمة وعدة قرى أخرى تحت مياه الفرات عندما تم بناء السد ثم تم إعادة بناء هذه القرى من جديد وقد حاول السكان زرع هذا النوع من الورود مرة أخرى فى الحدائق الجديدة ولكن البيئة الجديدة لم تكن ملائمة لهذا النوع، مما أدى إلى انخفاض مطرد فى عدد الورود السوداء التى تزرع فى المنطقة.

وقد بذل المسئولون بعض الجهود لحفظ الورود حيث قاموا بجمع شتلة من منازل القرية وزراعتها بالقرب من بيئتهم الأصلية، مما ساعد فى المحافظة على هذا النوع قليلا.

الوردة السوداء
الوردة السوداء

شانلي أورفا.. مدينة الورد الأسود

تعتبر مدينة شانلي أورفا من بين الوجهات السياحية التي اشتهرت خلال السنوات الأخيرة في تركيا، وذلك بسبب معالمها التاريخية العديدة، أبرزها المسجد القديم، الذي بناه صلاح الدين الأيوبي، وبحيرة السمك التي قيل إنها المكان الذي وُلد فيه سيدنا إبراهيم، إضافة إلى المنزل الذي عاش فيه سيدنا أيوب، الأمر الذي جعلها تعرف بمدينة الأنبياء.

وإضافة إلى هذه المواقع التاريخية، فإن مدينة شانلي أورفا تشتهر بالورد الأسود، الذي ينمو فقط في منطقة هالفيتي، وذلك بفضل نوع التربة التي تمتاز بنسبة حموضة مرتفعة، مقارنة بباقي أنواع التربة الأخرى.

وقد كان سكان منطقة هالفيتي قديماً غير مهتمين بهذا النوع من الزهور، ولم تكن مشهورة في العالم، ولم يسمع بها من قبل. وحسب عدة مصادر تركية، فإن تاريخ “كاراجول” غير معروف، ولم يتم تحديد مصدر بذورها.

إلا أنها مع مرور السنين، بدأت هذه الورود تجذب الانتباه إليها، خصوصاً أنها ذات رائحة قوية، فيما تمتاز باختلاف لونها من الأخضر إلى الأسود، وهو اللون الذي تظهر عليه عندما يكتمل نموها، وتتفتح.

الظروف التي ينمو فيها الورد الأسود

يعتبر الورد الأسود من بين أنواع الورود الحساسة، التي تحتاج إلى بيئة معينة من أجل نموها، ودرجة حموضة في التربة مرتفعة، وهي تماماً البيئة الموجودة في شانلي أورفا.

ومن أجل نموها بشكل جيد، يجب أن توجد في درجة حرارة معتدلة نوعاً ما، وأن يكون المكان الذي ستُزرع فيه البذرة هو المكان نفسه الذي ستنمو فيه في الأخير، مع القيام بعمليات تعقيم، وسقيها بكميات كبيرة من الماء.

لذلك فالورد الأسود يتفتح في فصلي الخريف والشتاء، ونادراً ما يتفتح في فصل الصيف، فيما يصل سعرها إلى ما يعادل 20 دولاراً للوردة الواحدة.

وفي حال نُقلت البذرة من مكانها، وتمت زراعتها في تربة غريبة، تنمو بلون مختلف تماماً، وغالباً ما يكون أحمر، لذلك لا تتم زراعتها في مكان آخر بالعالم.

وعلى الرغم من محاولات زراعة هذا النوع من الورود النادرة في عدة دول عبر العالم، من بينها فرنسا، فإن لونها لا يكون أسود غامقاً كما هو حال ورود هالفيتي، وذلك لأن لونها يكون بنفسجياً غامقاً، أو أحمر مائلاً إلى السواد.

وخلال السنوات الأخيرة، وبعد ارتفاع منسوب مياه سد بيرجيك الواقع في مدينة شانلي أورفا، كانت الأرض التي يزرع فيها الورد الأسود معرضة للتدمير والتلف، إلا أن مديرية الزراعة والغابات قامت بحمايتها عن طريق إنشاء دفيئة خاصة لها، والتي أصبحت بدورها مزاراً سياحياً لكل من يريد رؤية هذا النوع من الورد النادر بشكل مباشر قبل القطف.

روايات وأساطير عن الورد الأسود

حسب عدة مصادر تركية، فإن الورد الأسود ارتبط بعدة روايات وأساطير، أبرزها أنه كان رمزاً لحب فتاة وشاب، لذلك فقد أصبحت رمزاً للعشق والحب والأمل، عكس ما يوحي به اللون الأسود عادة.

كما أن هناك قصة أخرى يرويها بعض شيوخ المدينة، تقول إن هذه الوردة كانت تقدم كهدية من طرف أحد العاشقين، وفي حال قام أحدهما بخيانة الطرف الثاني، أو ارتبط بشخص آخر، فإنه يفقد مشاعره، مثلما تفقد الوردة لونها الأسود عندما تزرع في أرض أخرى.

وحسب الروايات الشفوية الأخرى التي تروى بين السكان، لم يكن من الوردة السوداء إلا واحدة فقط، تسمى بزهرة الشيطان، ولا ينصح بأن يلمسها أحد، إلا أن فتاة قادمة من المدينة أعجبت بها وقامت بقطفها، ولم يحصل لها أي شيء، فأطلق عليها سكان المنطقة لقب الساحرة.

ومن أجل التخلص منها، قرر سكان هالفيتي قتل الفتاة، ومن أجل ترك أثر على وفاتها في تلك الأرض، قام الشيطان بجعل التربة تزهر وروداً سوداء فقط، وهي التي ما زالت موجودة إلى يومنا هذا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.