بدأت سياسة سحب البساط من تحت أقدام المعارضة التركية تصل إلى أشدّها

10 أغسطس 2022آخر تحديث :
أردوغان والمعارضة
أردوغان والمعارضة

بدأت سياسة سحب البساط من تحت أقدام المعارضة التركية تصل إلى أشدّها

بقلم الكاتب والحقوقي السوري أحمد قطيع

كل ماتقوم به الحكومة التركية وتصرح به وتفعله وتصدره من قرارات تجاه اللاجئين السوريين منذ بداية عام 2022 هو من قبيل سحب البساط وحرق الأوراق التي تستخدمها بعض أطياف المعارضة.

لقد تمكنت المعارضة خلال الأربع سنوات الماضية من استخدام بعض الأوراق ( اللا إنسانية ) للعب على وتيرة محدّدة ( اللاجئين السوريين ) بعد أن عجزت عن تحقيق أي تقدّم سياسي أو تقديم أي برامج حقيقية ناجحة تمكّن تركيا من الخروج من بعض الأزمات التي يعيشها الشارع التركي ومن عنق الزجاجة.

وحققت المعارضة من خلال تلك الأوراق نجاحاً في تأليب الشعب التركي وتغيير وجهات نظره في التصويت لإنتخابات البلدية الأخيرة في بعض البلديات في الولايات الكبرى.

وحاولت بعد تحقيق ذلك النجاح المحدود أن تدعم اللعب على نفس تلك الأوراق التي لا تدلّ سوى على الإفلاس السياسي لمحاولة يائسة منها لكسب المزيد من الأصوات في الإنتخابات الرئاسية المصيرية 2023 .

بدأت الحكومة التركية ممثلةً بالإئتلاف مابين حزب العدالة والتنمية والحزب القومي ، بإستخدام نفس تلك الأوراق في محاولةٍ منها لسحب البساط من تحت أقدام المعارضة و حرق تلك الأوراق التي كان يلعب بها بعض أطياف المعارضة بطريقة اللعبة ( القذرة ) والتي تمكنت المعارضة من خلالها من كسب بعض الأصوات وتغيير وجهات نظر التأييد لفئة لاتقل عن 25% من الشارع التركي على أقل تقدير .

الأيام القادمة تخبئ لنا المزيد من التصريحات والمزيد من القرارات التي سيتم إتخاذها بحق اللاجئين السوريين والمزيد من التغيّرات ، حيث باتت هذه الورقة هي الورقة الرابحة ( الجوكر ) التي يحاول كلاً من الحكومة والمعارضة أن يكسب من خلالها لعبة الأصوات للإنتخابات الرئاسية المصيرية .

📌 ولكن …

ماذا بعد أن تنتهي انتخابات 2023 ؟ هل سيستمر الوضع في استخدام ورقة ( الجوكر ) ؟ وهل فكّرت تركيا جيّداً سواءً كأحزاب حكومية أو معارضة بما ستخلّفه تلك اللعبة من أزمات خارجية مابين تركيا وسوريا ستمتد على طول حدودها لمئات الكيلو مترات ولعشرات السنوات ؟ وهل إذا تمكنت تركيا فعليّاً من التخلص من اللاجئين على أكمل وجه ، فستكون تركيا قد تخلّصت من الأزمات الحقيقية التي تمرُّ بها ؟ وهل اللاجئين هم السبب الحقيقي وراء تلك الأزمات كما تدّعي المعارضة ؟ أم أنّ ” عذر البليد دائماً هو مسح السبورة ” ؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.