فيصل القاسم: تركيا والمعارضة السورية معادية بقوة لـ”فدرلة سوريا”

26 سبتمبر 2020آخر تحديث :
فيصل القاسم
فيصل القاسم

تركيا بالعربي

تساءل الكاتب والإعلامي السوري، فيصل القاسم، عن مسألة “الفدرلة” أو الحكم الذاتي، وفيما إذا كانت سيناريو لإنهاء الحرب السورية؟، مشيرا إلى أن دولا وعلى رأسها تركيا ترفض “فدرلة سوريا”، في حين أن الموالين لتنظيم PKK/PYD الإرهابي) روجوا ورحبوا بهذه الفكرة.

وأضاف القاسم في مقال نشره في “القدس العربي”، اليوم السبت، أنه “ونظراً لأن الفيدرالية سوف تتبع بشكل أو بآخر خطوط عرقية وربما طائفية أيضاً، فقد تم رفضها كـ (تقسيم للبلاد) و(بلقنة)  من جانب خصومها، المؤسسات الرئيسية للمعارضة السورية رفضت دائما فكرة الفيدرالية”.

وأشار إلى أن “الأكراد في سوريا قد روجوا للفكرة (الموالون لتنظيم PKK/PYD الإرهـ.ـابي)، كما تلقى الفكرة رواجاً أيضاً بين أفراد بعض الأقليات في هذا البلد أو ذاك ظناً منها أن الحكم الذاتي يحميها من الأكثرية أو النظام المركزي، بينما ترفضه طبعاً بعض الأقليات المسيطرة كالعلويين في سوريا لأن الفيدرالية ستحرمهم من امتيازات السـ.ـيطرة على كامل سوريا عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وستحصرهم في الساحل السوري فقط”.

وأضاف القاسم متسائلا أنه “لا شك طبعاً أن النظام الفيدرالي يمكن أن يكون حلاً رائعاً لبلداننا، خاصة وأن هناك بلداناً كبيرة ومتقدمة كالولايات المتحدة وألمانيا وسويسرا وماليزيا تتبع النظام الفيدرالي. لكن هل ينفع هذا النظام في كل البلدان يا ترى وخاصة تلك التي تتجذر فيها الانتماءات القبلية والعشائرية والطائفية والمذهبية والدينية كبعض البلدان العربية؟، وهل سيكون الحكم الذاتي لهذه الطائفة أو المنطقة أو المذهب أو القبيلة مختلفاً فعلاً عن النظام الديكتاتوري المركزي في بلدان كسوريا وليبيا والعراق واليمن؟”.

وتابع قائلا “أليست الطوائف والقبائل والعرقيات التي تسعى إلى النظام الفيدرالي في هذا البلد العربي أو ذاك نسخة طبق الأصل عن الأنظمة الديكتاتورية الأقلوية التي ترعرعت فيها؟، ألم تعمل الأنظمة الحاكمة أصلاً كما في سوريا على زرع كل خصال الديكتاتورية والفساد والإفساد في كل مكونات المجتمع العرقية والطائفية والدينية؟، بعبارة أخرى، أليست الثقافة السائدة داخل الأنظمة العفنة كالنظام السوري أو العراقي أو الليبي أو اللبناني أو السوداني أو اليمني متجذرة أيضاً داخل زعيم كل طائفة أو إثنية أو قبيلة؟، هل تختلف عقلية (المواطن) السوري الكردي عن عقلية الدرزي أو العلوي أو الإسماعيلي؟”.

وأكمل القاسم متسائلا “ألم يعمل نظام الأسد منذ وصوله إلى السلطة على صياغة كل السوريين على شاكلته وعقليته الأقلوية القذرة؟، وهل فعلاً لو استقلت الأقليات والمكونات التي تسعى إلى حكم فيدرالي في سوريا مثلاً ستكون أفضل من النظام المركزي في دمشق؟، أم إنها ستنقل كل قذارات وسياسات وعقليات النظام إلى مناطقها وستعمل بها حرفياً؟، وماذا يستفيد أي بلد يسعى بعض مكوناته إلى الحكم الذاتي غير التشظي المناطقي والتقسيم الجغرافي من وراء الفدرلة؟، هل سيكون لدينا فعلاً نظام فيدرالي حديث ومتقدم كما في سويسرا وأمريكا وألمانيا أم ستكون لدينا دويلات على أسس طائفية وعرقية ومذهبية متخلفة ربما أكثر من النظام المركزي الديكتاتوري القذر؟، كنا في القذر وربما سنصبح في الأقذر”.

ووجه القاسم في مقاله سؤالا “هل نحن بحاجة لإقطاعيات وإمارات قبلية ومذهبية وعرقية في سوريا وغيرها؟، أليست سوريا المركزية بعيوبها وقذاراتها أقل ضرراً من الحكم الفصائلي الإقطاعي الذي يرفع شعار الفدرلة زوراً وبهتاناً؟”.
وتابع “قبل أن ننتقل إلى الحكم الفيدرالي الحقيقي يجب أن نربي مجتمعات متحضرة ومتنورة غير طائفية وعائلية وقبلية ومذهبية”.

وقال القاسم في ختام مقاله “ما الفائدة من تقسيم الديكتاتورية والفساد والعائلية والأقلوية على كامل البلاد بحجة الحكم الذاتي؟ هل سيحكمنا في هذه المنطقة أو تلك شخص جدير بالحكم، أم شخص ذو توجهات عائلية وعشائرية وقبلية ضيقة وقذرة مثل الحاكم المركزي وربما أقذر؟ ما الفائدة أن نستبدل الحاكم العلوي المركزي بحاكم محلي من طائفة المنطقة؟ ماذا يستفيد سكان مناطق الحكم الذاتي عندما يتسلط عليها حاكم قذر جاهل متخلف فقط لأنه ينتمي إلى هذه العائلة أو القبيلة أو العشيرة ويحتاج عشرين عاماً كي يصبح حماراً. ما الفائدة أن نستبدل هذا الكلب بذاك الجرو؟”.

يشار إلى أن فكرة “الفدرلة” أو الحكم الذاتي، يروج ويحشد لها بشكل كبير تنظيم PKK/PYD الإرهابي في المناطق التي يحتلها شرقي سوريا، في سعي منه لأن تكون هناك إدارة ذاتية وحكومة منفصلة وقوة عسكرية منفصلة، وكل ذلك طمعا بالسيطرة والسلطة وتركيع الأهالي وإجبارهم على الانتماء إليه، ممارسا بحقهم أبشع أنواع الانتهاكات سواء على صعيد سرقة النفط وتهريبه للنظام السوري وحرمان سكان المنطقة الأصليين منه، أو على صعيد الاعتقالات التعسفية وفرض الضرائب والإتاوات، وصولا إلى السيطرة على كامل ثروات المنطقة وتجويع الأهالي، الأمر الذي دفع بكثير من أبناء المكون الكردي للنزوح من مناطق سيطرة التنـ.ـظيم الإرهـ.ـابي.

المصدر : وكالة أنباء تركيا

اقرأ أيضاً: الشرطة التركية توزع منشورات باللغة العربية على أصحاب المحلات السورية في مرعش

تركيا بالعربي – ترجمة: حسان كنجو

قالت مصادر إعلام تركية، إن الشرطة التركية في ولاية كهرمان مرعش، قامت بتوزيع منشورات (توعوية) باللغة العربية على المطاعم السورية والمحلات في الولاية، وذلك في ظل الدعوات المستمرة للالتزام بفايروس كورونا.

وبحسب خبر نشره موقع (KANAL 46) التركي وترجمته تركيا بالعربي، فإن “في كهرمان مرعش ، وزع عناصر شرطة المجتمع (TDP) كتيبات باللغتين التركية والعربية ، وقد تضمن كل كتاب 14 قاعدة يجب اتباعها ضد وباء كورونا، ضمن نطاق المشروع (دعونا نلتزم بالأقنعة والمسافة الاجتماعية) للاجئين السوريين والتجار والمواطنين”.

وأضاف: “شدد عناصر TDP على ضرورة اتباع قواعد الأقنعة والمسافة الاجتماعية والنظافة، وقد قامت فرق مديرية الشرطة بفرع شرطة كهرمان مرعش (TDP) بتذكير التجار بالإجراءات المتخذة ضد الوباء في نطاق إجراءات فيروس كورونا (كوفيد -19)”.

وذكرت: “حذرت فرق إدارة فرع الشرطة المجتمعية التجار والمواطنين في الطرق والشوارع بخصوص هذا الأمر، وقد أوضح مسؤولو TDP، أنهم ملزمون بارتداء أقنعة ضد الوباء ، مشيرين إلى أنه لا ينبغي للتجار السماح للمواطنين بالتسوق بدون أقنعة”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.