شاهد بالصور.. المدينة التي يمـ. ـو ت الناس في شوارعها بالكورونا

4 أبريل 2020آخر تحديث :
شاهد بالصور.. المدينة التي يمـ. ـو ت الناس في شوارعها بالكورونا

لا يقتصر الأمر على خلو الميادين وازدحام المستشفيات. ففي غواياكويل، أكبر مدن الإكوادور من حيث الكثافة السكانية، أدى تفشي وباء فيروس كورونا إلى تساقط الناس في الشوارع، ووجود قوائم انتظار تصل لأيام لنقل جثث أولئك الذين توفوا في بيوتهم جراء الإصابة بالمرض.

وقد سجل إقليم غواياس حالات وفيات لها علاقة بفيروس كورونا أكثر من دول قارة أمريكا اللاتينية بأسرها، حيث سجل 60 وفاة و1937 إصابة مؤكدة بحلول الأول من إبريل/نيسان.

وتعد مدينة غواياكويل، عاصمة الإقليم، وحدها موطنا لـ 70 في المئة من الوفيات في الإكوادور كلها. وهي واحدة من أكثر مدن العالم تضررا من تفشي فيروس كورونا.

يذكر أن الإحصائيات لم تأخذ في الاعتبار أولئك الذين توفوا دون إجراء اختبار فحص الإصابة بالفيروس لهم.

وقد شهدت الإكوادور ثالث أكبر عدد من الوفيات في أمريكا اللاتينية بعد البرازيل وتشيلي، ولكن بمقارنة نسبة الوفيات بعدد السكان تعتبر هي صاحبة النصيب الأكبر.

ولم يعد متعهدو الجنازات هناك قادرين على التكيف مع الوضع.

وبلغت الأزمة هناك إلى حد أن رئيس الإكوادور، لينين مورينو، شكل قوة خاصة لجمع الجثث ودفنها.

وتقول جسيكا كاستانيدا، التي تعيش في هذه المدينة التي تضم 2.5 مليون نسمة وتقع على بعد نحو 600 كيلومتر من العاصمة: “عندما توفي عمي سيغوندو في 28 مارس/آذار الماضي لم يأت أحد لمساعدتنا”.

وأضافت قائلة:”لا توجد أسرة متاحة في المستشفيات، وقد مات في البيت، طلبنا خدمة الطوارئ فطلبوا منا أن نصبر، مازالت جثته على الفراش حيث مات دون حتى أن نلمسها”.

ولم يتأثر فقط مرضى فيروس كوفيد 19 بضعف استجابة خدمات الطوارئ في البلاد. يقول ويندي نوبوا الذي يعيش في شمال المدينة: “عندما سقط جاري وأصيب رأسه، اتصلت برقم الطوارئ 911 ولم يأت أحد”.

ونتيجة لذلك توفي الجار غوركي بازمينو، البالغ من العمر 96 عاما، في 29 مارس/آذار الماضي.

وأضاف قائلا:” ظلت جثته ملقاة على الأرض يوما بأكمله حتى جاءت أسرته وأخذته، ولكنهم لم يستطيعوا دفنه لعدم وجود طبيب يوقع شهادة الوفاة”.

“أكثر من 72 ساعة”
ويستخدم سكان المدينة وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن حالات الوفيات، والتشارك في المعلومات عن أولئك الذين ماتوا في الشوارع.

وتُظهر الفيديوهات التي انتشرت في الأيام القليلة الأخيرة رجلا تخور قواه وينهار واقعا على الأرض خارج مستشفى، ثم يظهر محتجون يحرقون إطارات في الهواء الطلق للمطالبة بنقل جثة من بيت (ولم تتيقن بي بي سي من صحة الفيديو من جهة مستقلة).

وتقول جسيكا زامبرانو الصحفية في جريدة لاتريغارفو اليومية في غواياكويل:” ذهب شريك حياتي لشراء منتجات من البقالة فعثر على شخص ميت، وقُيل لنا إن هناك جثة لشخص آخر على بعد أمتار من الأولى”.

وتضيف قائلة: “كنا معتادين على رؤية المشردين ينامون في الشوارع، والآن نرى المشردين موتى في وسط المدينة”.

وأولئك الذين يموتون في البيت عددهم أكبر بكثير، ويشكلون ضغطا كبيرا على المؤسسات الحكومية.

ولم تعد المستشفيات المكتظة بقادرة على استيعاب المزيد من المرضى.

وتقول بلانكا مونكادا، وهي صحفية في جريدة إيكسبريسو: “إن الناس في غواياكويل يائسون، وقد ينتظر البعض السلطات لأكثر من 72 ساعة ليقوموا بنقل جثة”.

وفي الأسبوع الأخير من مارس/آذار الماضي، توفي أكثر من 300 شخص في بيوتهم جراء فيروس كورونا، وقامت الشرطة بنقل الجثث، وتضم قائمة الانتظار الحالية 115 اسما بحسب تقرير لوكالة أنباء EFE.

وإقليم غواياس هو أكثر المناطق المتضررة في البلاد حيث ييحتوي على نحو 70 في المئة من الوفيات.

وتعقدت عملية جمع الجثث أكثر بسبب حظر التجول المفروض في الإكوادور الذي يستمر 15 ساعة يوميا، ويبدأ في الثانية ظهرا مما لا يسمح بإتمام الوثائق الضرورية.

ومنذ أيام قليلة تولى قائد الجيش داروين جارين دور المنسق الحكومي بين الجيش والشرطة في إقليم غواياس، ويقول لبي بي سي إنه سيتم دفن كل الجثث بحلول نهاية الأسبوع الجاري، وستكون القوات المسلحة مسؤولة عن عمليات الدفن”.

ويمثل التعامل مع عدد متزايد من الموتى تحديا. وقد أشارت وسائل إعلام محلية إلى أن هذا الأمر أدى إلى خلافات سياسية.

وتلقي سينتيا فيتيري عمدة غواياكويل، وهي قيد العزل الذاتي بعد إصابتها بفيروس كورونا، باللوم على الحكومة المحلية في فشل النظام الصحي.

وتقول العمدة: “تركوا الموتى على جنبات الطرق، والناس يتساقطون امام المستشفيات، ولا أحد يريد نقل الجثث. فما الذي سيحدث لمرضانا؟ وعلى الأسر أن تتنقل في أنحاء المدينة وتطرق أبواب المستشفيات الحكومية العاجزة عن استقبالهم حيث لا يوجد بها أسرة فارغة”.

جدل حول المقابر الجماعية
كان على السلطات الوطنية التعامل مع حالة طوارئ صحية غير مسبوقة بعد أن أصبحت الإكوادور واحدة من أوائل الدول في أمريكا اللاتينية التي تُسجل إصابة بفيروس كورونا في أواخر فبراير/شباط الماضي.

وقال كارلوس زيفالوس وزير الصحة في الإكوادور لبي بي سي: “لا نستطيع إنكار ما يحدث، فالأمر خطير جدا”.

وأضاف قائلا: “لكن علينا أن نؤكد أننا من بين أوائل الدول في القارة التي طبقت إجراءات صارمة”.

وقال زيفالوس إنه لا يتفق مع بعض الانتقادات الموجهة إلى الحكومة.

وفي غواياس، اقترحت الحكومة المحلية التعامل مع الأزمة بدفن الناس في مقابر جماعية، لكنها سرعان ما تراجعت.

وقال هيكتور تشيريبوغا، عالم الاجتماع الذي يتخذ من غواياكويل مقرا له، لبي بي سي : “إنها فكرة سيئة للغاية”.

وأوضح قائلا: “إننا في مدينة تُؤجل فيها الجنازة حتى يعود أحد الأقارب من أوروبا حيث هاجر عدد كبير من الإكوادوريين في العقدين الأخيرين. وهنا يضع الناس الجثث في ثيابها استعدادا للمراسم، وحتى وقت قريب لم تكن الكنيسة الكاثوليكية توافق على إحراق الجثث”.

وقال الباحث في علم الاجتماع إنه في مجتمع محافظ مثل غواياكويل ستصيب فكرة الدفن الجماعي الكثيرين بالحزن.

صور
صور
صور
صور
صور
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.