إمام أوغلو يرفض حلم أردوغان

4 ديسمبر 2019آخر تحديث :
أكرم امام أوغلو والرئيس أردوغان
أكرم امام أوغلو والرئيس أردوغان

هاجم رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، مشروع “قناة إسطنبول”، والذي أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عام 2011، واصفا إياه بـ”الكارثي”.

وقال إمام أوغلو، إن مشروع “قناة إسطنبول”، يترتب عليه نتائج قد تغير نظام التوازن البيئي في المدينة، مضيفا: “هذا المشروع ليس خيانة لإسطنبول فقط، بل مشروع قتل”.

وأضاف: “هو مشروع كارثي لا لزوم له، وعند الانتهاء منه، فهذا يعني خسارة إسطنبول التاريخية”.

وانتقد إمام أوغلو، تكاليف “الحلم”، “في حين أن الاقتصاد في البلاد يمر بمرحلة صعبة.. ويمكن استثمار الأموال التي تنفق عليه في مشاريع أخرى”.

وأضاف أن المشروع يؤثر بشكل سلبي على البحيرات والأحواض المائية والمناطق الزراعية، ونظام النقل في المدينة، وتشكيل جزيرة بين مضيق البوسفور والقناة الجديد، “وهذا يعني تعريض نحو 8 ملايين نسمة لخطر الزلازل، وحصرهم في تلك المنطقة”.

حلم أردوغان

وكان الرئيس أردوغان، قد أعلن عام 2011، عن “مشروع العصر” بإسطنبول، ويهدف إلى تعزيز مكانة المعابر المائية في تركيا، ويربط بحر مرمرة بالبحر الأسود.

كما يهدف المشروع إلى تخفيف حركة الموانئ في مضيق البوسفور ويسهل حركة السفن هناك.

يشار إلى أن “قناة إسطنبول” هي حلم الرئيس التركي، التي يعتبرها من أكبر المشاريع الاستثمارية والاستراتيجية في البلاد.

ومشروع القناة سيعزز مكانة تركيا في مجال المعابر المائية، ويربط بحر مرمرة بالبحر الأسود في الشق الأوروبي من إسطنبول.

ولاقت تصريحات إمام أوغلو لمشروع “قناة إسطنبول” الذي يعتبر مشروع العصر والمشروع الأضخم في تركيا، انتقادات واسعة.

سيغير التاريخ

وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إن “مشروع قناة إسطنبول سيغير التاريخ، ويشكل نقطة تحول للبلاد في النقل البحري”.

وأضاف: “إذا كنا نعيش في مثل هذه الجغرافيا ، فنحن بحاجة إلى أن نكون رياديين”.

بدوره هاجم الكاتب التركي، إرسين راموأغلو، رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، قائلا: “إنه (إمام أوغلو) بدأ بحملة ضد قناة إسطنبول”، مضيفا: “أنا اتفهم المعارضة البريطانية والإسبانية لمشروع القناة، لكن لا أتفهم معارضة إمام أوغلو”.

اتفاقية مونترو

وأشار في مقال له على صحيفة “صباح”، إلى أن “قناة إسطنبول” سيلغي البند الذي يسمح للسفن الأجنبية من المرور عبر مضيق البوسفور دون تفتيش أو رقابة من السلطات التركية، بحسب اتفاقية مونترو.

وأضاف: “كلمات إمام أوغلو ليست عبثية.. ويخفي خلفها حقيقة أن بريطانيا وأسبانيا لا يريدون مشروع القناة”.

استغلال الزلازل

وأوضح، أن إمام أوغلو يحاول استغلال قضية الزلازل وإخافتهم، ليستنفر الشعب التركي ضد مشروع القناة

وتابع: “هل إمام أوغلو يخشى على إسطنبول؟.. إن كان كذلك فلماذا يبيع المساحات الخضراء حول الفيلا الخاصة به، ولماذا يذهب إلى عطلاته في ظل الأزمات التي شهدتها إسطنبول”.

وأضاف: “لو كان أمثال إمام أوغلو وحزب الشعب الجمهوري خلال فتح إسطنبول لبقيت تحت سلطة البيزانطيين”.

لماذا ينتقد إمام أوغلو الآن؟

وتساءل الكاتب التركي، عن توقيت انتقادات إمام أوغلو، بالتزامن مع إبداء بريطانيا وألمانيا رفضهمها للمشروع، وكأنه يتحدث ناطقا باسمهم.

وأكد على أن هذا المشروع يعد مهما للغاية بالنسبة لتركيا، ويشكل مصدر دخل مهم، حيث يقول الخبراء أن الإيرادات ستكون أربع أضعاف تلك التي تجبى من قناة بنما.

ونقل الكاتب التركي عن المؤرخ إلبير أورتايلي، قوله “لوزان تغيرت وستتغير أكثر، مونترو تعني تصحيح لوزان، وسيتم تصحيحها أكثر، ولا يمكن أن يمر هذا العدد الكبير من سفن وإلا قد تحصل حوادث بشكل يومي”.

وهاجم الكاتب التركي، إمام أوغلو، متسائلا إياه: “لمن أنت تقاتل؟ من أجل الأتراك أم البريطانيين؟.. ماذا وعدوك؟.. كثير من الأمور تجول في رأسي”.

وشدد على أن قناة إسطنبول ستكون علامة فارقة في العالم البحري، وسنصنع التاريخ في النقل البحري.

يشار إلى ان إمام أوغلو تعرض لانتقادات بسبب كثرة إجازاته وسفرياته منذ توليه منصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، فيما اتهمه آخرون بعدم التزامه بوعوداته الانتخابية، فضلا عن ظاهرة الطرد التعسفي لمئات الموظفين بالبلدية.

عربي 21

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.