هل تتخلى روسيا عن الأسد

29 نوفمبر 2019آخر تحديث :
بوتين بشار الأسد
بوتين بشار الأسد

تركيا بالعربي

نشر المجلس الروسي للشؤون الدولية مقالا تحليليا تحدث فيه عن مستقبل سوريا، وعدة سيناريوهات محتملة في البلاد، أحدهما التوصل لاتفاق ينهي الأوضاع في سوريا في اطار مؤتمر يضم الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا الجامعة العربية وإيران ويبحث الانتقال السياسي على أساس 2254 ما يعني رحيل رأس النظام بشار الأسد.

وتحدث كاتب المقال الأستاذ في العلوم السياسية في دامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو ، كارمان غاسانوف، في مقاله عن خريطة السيطرة على الأرض ونفوذ القوى التي تدخلت في سوريا، والاتفاقات التي تم التوصل إليها حول سوريا بين كل من روسيا وأمريكا وتركيا بحسب ما نقل موقع بروكار برس.

وقال كاتب المقال إن النظام السوري سيطر حتى الآن على 70 بالمئة من الأراضي السورية، في وقت أمنت فيه أمريكا نفسها شرق الفرات معتمدة على قواعدها العسكرية في الأراضي التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وذلك بعد هزيمة تنظيم “داعش”.

ورأى أن الاتفاق بين تركيا وروسيا في إدلب قلل من حدة التصعيد العسكري، لكنه حذر في الوقت ذاته من فشل هذه الصفقة على المدى الطويل، في ظل وجود “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا)، كما اعتبر أن هناك صعوبات في تنفيذ الاتفاق المبرم بين البلدين حول المنطقة الآمنة، في ظل الهجمات التي تشهدها مدينة تل أبيض، ووجود “قسد” في كل من منبح وتل رفعت في حلب والقامشلي بالحسكة ومناطق أخرى.

وبحسب الخبير السياسي فإن “التبادل المعادل” سيكون وسيلة للخروج من الوضع الإشكالي الحالي، ولن تمنع تركيا اجتياح قوات النظام لإدلب حتى الطريق السريع M4، وفي المقابل تسمح روسيا لأنقرة بطرد “وحدات حماية الشعب” الكردية العمود الفقري لـ”قسد” خارج المنطقة الحدودية (المنطقة الآمنة)، وجرابلس وتل أبيض ورأس العين، واستطرد قائلا: “في حال تحييد هيئة تحرير الشام في الشمال الغربي وطرد الوحدات الكردية في الشمال الشرقي من المسائل التكتيكية، وحتى لو تم حل هاتين المسألتين، فستظل المشكلة الاستراتيجية موجودة”.

وأشار المحلل إلى أن هناك مخرجين لما يحصل في سوريا في ظل سيطرة أمريكا على بعض المناطق قرب حقول النفط، وتركيا مع الفصائل التي تدعمها على شمال إدلب ومناطق شمال حلب والرقة والحسكة، وبسط النظام بدعم من روسيا وإيران سيطرته على مساحات واسعة مع تمسك البلدين ببقاء قواتهما في سوريا.

والمخرج الأول: أن يعترف اللاعبون الخارجيون بمناطق نفوذ بعضهم، وتكرر سوريا مصير ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية بثلاث مناطق للاحتلال: مناطق النظام تحت حماية طهران وموسكو، والشمال المعارض مع الدور القيادي لأنقرة، وشرق الفرات تحت سيطرة الولايات المتحدة و”الوحدات” الكردية، حيث ستبقى سوريا منقسمة في مثل هذا السناريو إلى أن يتخلى أحد الأطراف طواعية عن نفوذه.

لكنه حذر من أن هذا الخيار محفوف بالمخاطر، “فحتى لو تمكن الأسد من هزيمة المعارضة بالقوة وقضى على ميلشيا قسد، فسيتطلب الأمر عشرات الآلاف من الضحايا من البشر، وسيؤدي هذا التصعيد تلقائيا إلى أزمة جديدة للاجئين، وقد تتحول سوريا الموحدة إلى كوريا الشمالية التي لا يعترف بها سوى قليل من الدول”.

أما المخرج الثاني والذي اعتبره الأكثر إيجابية وأقل تكلفة لجميع الأطراف، قال الكاتب إنه يمكن لروسيا والولايات المتحدة عقد مؤتمر دولي كبير بمشاركة ممثلين من تركيا وجامعة الدول العربية وإيران، وأن يعلن الجميع التزامهم بضمان السلامة الإقليمية لسوريا، على أن الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية والتوحيد يجب أن يحدث بعد التحول السياسي الذي يجب أن يستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، ما يعني استقالة بشار الأسد ووقف إطلاق النار على مستوى الدولة.
وكان موقع “روسيا اليوم” نشر أمس مقالا لسفير الفلسطيني السابق رامي الشاعر والمقرب من الكرملين تضمن انتقادات لأداء النظام، وأشار إلى أن سوريا يملك كثيرين ليجتلوا كرسي الرئاسة بعيدا عن التوريث أو بقاء الأسد الإعلام الروسي: سوريا حبلى بالبدائل وليست عاقرا بالتوريث!

وبحسب هذا السيناريو، يمكن لتركيا وروسيا وأمريكا وجامعة الدول العربية وإيران إقامة منصة لجلب ممثلي المعارضة والنظام إلى طاولة المفاوضات. ويكون الغرض من الصيغة هو تشكيل حكومة انتقالية يتم فيها تمثيل جميع القوى الثلاث وفقًا لمساحة الأراضي التي تسيطر عليها وعدد سكانها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.