أميركا تستفز تركيا بإجراء جديد في سوريا

28 أغسطس 2019آخر تحديث :
الجيش الأميركي
الجيش الأميركي

في خطوة من شأنها أن تستفز الجانب التركي، أنهت القوات الأمريكية المتمركزة في سوريا بناء قاعدة عسكرية في ريف محافظة الحسكة وعلى القرب من الحدود التركية السورية.

وقال موقع “الخابور”، إن القوات العسكرية الأمريكية العاملة في المناطق التي تسيطر عليها “مييشيات سوريا الديمقراطية” الحليفة لواشنطن، انتهت قبل أيامٍ قليلة من تشييد قاعدة عسكرية قرب بلدة الدرباسية بريف محافظة الحسكة، وتحديداً في بلدة الغنامية التي تقع على بعد 5 كم من الحدود التركية.

وتضم القاعدة العسكرية الأمريكية الجديدة في سوريا مهبط للطائرات المروحية، بالإضافة لاحتوائها على مستودعات للأسلحة والذخائر، وعدة مهاجع للجنود، فضلاً عن معسكر للتدريب الخاص.

وأوضح الموقع أن هدف الولايات المتحدة الأمريكية من إنشاء هذه القاعدة العسكرية هو منع الجيش التركي من تنفيذ أي عملية واسعة ضد الوحدات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي “ي بي دي”، والذي يمثل الذراع السوري لحزب “بي كي كي” التركي، والذي يخوض معارك ضد الدولة التركية منذ عشرات السنين.

وعلى الرغم من توصل الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا لاتفاق مبدأي حول المنطقة الآمنة التي ترغب أنقرة في إنشائها شرقي نهر الفرات لضمان أمن حدودها، إلا أن أمريكا تستمر بالمراوغة وتتباطء في تنفيذ الاتفاقيات.

وسبق أن حذر مسؤولون أتراك على رأسهم وزير الدفاع خلوصي آكار ان بلادهم لن تسمح للولايات المتحدة بالمماطلة، وأنها ستمضي في حماية أمنها القومي دون إذن أحد عندما يقتضي الأمر، مؤكدين أن “لصبر أنقرة حدود”.

وشهدت الأيام القليلة الماضية تسيير دوريات أمريكية قرب الحدود السورية التركية في إطار المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق المنطقة الآمنة بين الولايات المتحدة وتركيا، فيما يتوقع أن تشارك قوات تركية في هذه الدوريات خلال الأيام القادمة.

ولا تعتبر قاعدة الدرباسية هي القاعدة الأمريكية الأولى في سوريا، حيث تملك الولايات المتحدة بالفعل قواعد أخرى بسوريا، أبرزها قاعدة التنف القريبة من الحدود السورية العراقية.

كما تملك واشنطن قواعد أخرى في سوريا أبرزها تلك المتمركزة بمنطقة عين العرب “كوباني”، وأخرى في عين عيسى، وقاعدة في حقل العمر النفطي ومنطقة الرميلان النفطي الشهير الواقع شرقي نهر الفرات.

ولا يعتبر إنشاء أمريكا لقاعدة عسكرية جديدة في سوريا أمر سار بالنسبة لأنقرة التي ترى في “قسد” الحليفة لواشنطن ما يشكل خطراً حقيقياً على أمنها القومي.

الأمريكيون كما الروس، لا يملكون حدوداً مع سوريا، وبالتالي لن يراعوا مخاوف أنقرة الأمنية مهما ادعوا ذلك، بل سيركزوا على مصالحهم، لاسيما وأن تمركزهم جاء في أهم المناطق الاقتصادية من حيث الثروات الباطنية والزراعية في سوريا.

من الممكن تشبيه انتشار القواع العسكرية الأجنبية في سوريا الكثيف بما كان يحدث خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، إلا أن هذه المرة لا يوجد سباق تسلح، فالجميع لديه أسلحة ويده على الزناد، لكن الرصاصة الأولى قد تكون كلفتها أكبر من أن تدفعها محافظة واحدة بحجم إدلب، أو دولة إقليمية أو عظمى واحدة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.