تركيا في إدلب.. المؤشرات والدلالات

21 أغسطس 2019آخر تحديث :
واصل الجيش التركي، السبت، إرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة ريحانلي، في ولاية هطاي، الحدودية مع سوريا، وذلك في إطار عملية انتشار قواته في محافظة إدلب، استنادًا لاتفاق أستانة. وقال مراسل الأناضول إن التعزيزات شملت مدافع ورافعات مدرعة ومركبات عسكرية. ( Mustafa Kamacı - وكالة الأناضول )
واصل الجيش التركي، السبت، إرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة ريحانلي، في ولاية هطاي، الحدودية مع سوريا، وذلك في إطار عملية انتشار قواته في محافظة إدلب، استنادًا لاتفاق أستانة. وقال مراسل الأناضول إن التعزيزات شملت مدافع ورافعات مدرعة ومركبات عسكرية. ( Mustafa Kamacı - وكالة الأناضول )

تركيا في إدلب.. المؤشرات والدلالات

تطورات ساخنة تشهدها الساحة السورية في إدلب، في ظل هجوم عنيف تشنّه قوات النظام السوري مدعومة بسلاح الجو الروسي على مدن وبلدات المحافظة المشمولة باتفاق خفض التصعيد الموقّع بين تركيا وروسيا.

إدلب التي تعتبر اليوم، عقدة الصراع والحل في المشهد السوري، مرهونة لجملة من المؤشرات الإقليمية والدولية، وتعد التحركات التركية الأخيرة التي تجلت بإرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المحافظة بهدف إنشاء نقطتي مراقبة جديدتين في مناطق بريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي من أهمها.

كما سبق إرسال التعزيزات العسكرية التركية، وصول مؤازرات من الجيش الوطني للفصائل العاملة على جبهات ريفي إدلب وحماة، وذلك لصد قوات النظام السوري التي تحاول التقدم صوب مدينة خان شيخون الاستراتيجية جنوبي إدلب.

وبناء على ذلك، طرحت التحركات التركية، جملة من التحليلات السياسية والاستراتيجية، التي حاولت استشراف ما تريده تركيا من خلال تحركاتها الأخيرة.

مدير مركز جسور للدراسات محمد سرميني قال في تصريحات خاصة لـ “وكالة أنباء تركيا” إن “تدخّل تركيا بإرسال المزيد من التعزيزات نحو نقطة المراقبة التركية في مورك، وبدء إنشاء نقطة مراقبة جديدة أو قاعدة عسكرية في حيش شمال خان شيخون، يأتي في إطار استراتيجيتها للدفاع عن ادلب وما حولها وذلك من خلال بداية الدعم العسكري واللوجستي للمعارضة المسلحة وكذلك بالتنسيق مع الجيش الوطني المتواجد في درع الفرات بالتوجه الى ادلب لدفاع عنها والآن الزج بقوات ونقاط مراقبة جديدة وذلك بعد قناعة تركيا بعدم جدوى إيقاف الحملة العسكرية التي يقودها النظام السوري بدعم من روسيا عبر السبل الدبلوماسية مع هذه الأخيرة، وأنّه لا بدّ من رفع مستوى التدخل العسكري المباشر لضبط انهيار وقف إطلاق النار وإعادة التوازن لقواعد التفاوض عبر الميدان”.

وأضاف سرميني أن “أنقرة لا تريد أن يتم وضعها أمام خيارات ضيقة أو مواقف حرجة على مستوى الأمن القومي في حال حصار نقطة المراقبة التركية في مورك، وبالتالي لا بد من التأكيد على دورها في الضمنانة المنفردة لمنطقة خفض التصعيد وما يترتب على ذلك من تطبيق للتوافقات المشتركة في أستانا وسوتشي، ولا يُمكن أن تقبل بمساعي روسيا لفرض ضمانة مشتركة تخفض من تأثير أنقرة السياسي والأمني على المستوى الإقليمي، وكذلك الحال في مساعي روسيا لاستثمار الخلاف الحاصل في توسيع دائرة السيطرة لأن ذلك سوف يضعف موقف أنقرة في أي مفاوضات قادمة”.

لافتا إلى أن “تركيا موقفها إزاء مصير نقطة المراقبة التاسعة، بالإبقاء عليها وعدم سحبها بعد قطع قوات النظام السوري الطريق السريع وقرب حصار القطاع الجنوبي لمنطقة خفض التصعيد بشكل كامل. كما أرسلت تركيا تحذيراً شديد اللهجة للنظام السوري بعد استهداف رتل عسكري تابع لها خلال محاولته الوصول إلى مورك”.

المحلل العسكري العقيد خالد القطيني، علق على الأمر في تصريحات خاصة لـ “وكالة أنباء تركيا” قائلا إن “تركيا دولة ضامنة لاتفاق خفض التصعيد في محافظة إدلب، وما قامت من استمرارها بتعزيز نقاط المراقبة التركية في المنطقة، دليل واضح على أن استراتيجية التوازنات التي تنتهجها تركيا تتمتع بقدر كبير من الحنكة والصبر وضبط النفس”.

وأضاف أن “ما يجري الآن من تصعيد روسي في إدلب، في جزء منه محاولة روسية للضغط على تركيا، من أجل الحصول على ليونة في الموقف التركي بما يخص فتح الطرقات الدولية التي تصل حلب بدمشق وحلب باللاذقية. الأمر الذي قوبل برفض شعبي وفصائلي قاطع، لذلك فإن تركيا ترسل رسائل من خلال تعزيزها لنقاط المراقبة، مفادها أنها لن تسمح بسقوط إدلب، لإن في حال سقطت منطقة خان شيخون التي تعتبر بوابة إدلب الجنوبية، يعني ذلك سقوط كامل لمناطق عفرين ودرع الفرات”.

العقيد حاتم الراوي اعتبر أن الخطوة التركية تشير إلى “علاقة عض أصابع بين الطرفين”، وقال في تصريحات خاصة لـ “وكالة أنباء تركيا” إن “العلاقة بين تركيا وروسيا هي علاقة عض أصابع، فروسيا تسعى إلى تحقيق مكاسب على الأرض لتحسين حالتها في سوريا وهي (أي روسيا) في الموقف الأضعف”.

وأضاف “الصدام المباشر بين تركيا وروسيا مستحيل، لأن ميزان القوى في المنطقة بصالح تركيا وخاصّة في المجال الإقتصادي، حيث تكاد تكون تركيا البوابة الأهم لروسيا إن لم تكن الوحيدة”.

ولفت إلى أن “النظام السوري من جهته يعي أن الوضع ليس بصالحه سواءً تقدمت روسيا أو تراجعت، وبالتالي فليس أمامه إلا الدفع باتجاه صدام تركي روسي لخلط الأوراق”، مشيرا إلى أنه” لا يرى أن صداماً بين الطرفين سيحصل وستميل روسيا إلى استرضاء تركيا في نهاية الأمر”.

من جهته قال العقيد أحمد حمادة في تصريحات لـ “وكالة أنباء تركيا” إن “النقاط التركية حتى الآن لم تمنع القصف على إدلب، كما في نقطتي مورك وشير مغار، لذلك فإن تركيا تحاول إيقاف تدهور الوضع والعودة إلى اتفاق سوتشي والبدء بحل سياسي، فيما تعمل روسيا على تغيير الواقع الميداني لفرض شروط في اللقاءات التركية الروسية في القمة المقبلة”.

وأضاف أن “الرتل التركي جاء ليعزز التواجد العسكري ويمنع تقدم قوات النظام وهذا يعني بإن النقاط التركية لن تنسحب كما يريد الروس والنظام”.

المصدر: وكالة أنباء تركيا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.