أستانا 13 وموقف تركي حاسم بشأن إدلب

1 أغسطس 2019آخر تحديث :
أستانا 13 وموقف تركي حاسم بشأن إدلب

تركيا بالعربي

“أستانا 13”: إدلب تسيطر على المباحثات وموقف تركي حاسم.. واتفاق على تشكيل “اللجنة الدستورية”

استأنفت الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران، اليوم الخميس، في عاصمة كازاخستان، نور سلطان، مباحثات الجولة 13 من مباحثات أستانا حول سوريا، وبمشاركة وفدي “نظام الأسد” و”فصائل أستانا”، ودول أخرى.

وركّز المشاركون في المباحثات في المقام الأول على ما يحدث في إدلب من إبادة من جانب طائرات روسيا والنظام، وذلك في ظل اشتعال المعارك بأرياف حماة بين “جيش الأسد” والفصائل الثورية.

وقال مصدر مطلع على المباحثات: إن الوفود تناقش الوضع في إدلب؛ حيث أبدت تركيا اعتراضها لأن “جيش الأسد” يقصف المناطق المدينة وأخرى تحت فصائل الثوار.

وفي سياق ذي صلة، أعلن مصدر مشارك في الجولة الـ13 من “مفاوضات أستانا”، أنه تم الاتفاق على تشكيل وتنسيق قائمة اللجنة الدستورية السورية.

وقال المصدر -بحسب وكالة “إنترفاكس” الروسية- إن “الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سوريا، غير بيدرسن، سيعلن على الأغلب، هذه القائمة خلال قمة الدول الضامنة التي ستعقد في أنقرة لاحقًا”.

يشار إلى أن الجولة الجديدة من “مباحثات أستانا13″، تأتي في ظل الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها “نظام الأسد” وروسيا على إدلب وأرياف حماة، والتي تسببت في مقتل مئات المدنيين.

متى ستبدأ تركيا عملية “ممر السلام” العسكرية شرق نهر الفرات شمالي سوريا؟

كان بيان مجلس الأمن القومي التركي الذي اجتمع، الثلاثاء، لمدة 6 ساعات متواصلة، برئاسة رجب طيب أردوغان، بمثابة الإعلان عن قرب تحرك الجيش التركي لتنفيذ عملية عسكرية شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لإقامة منطقة آمنة هناك تحت اسم “ممر السلام”.

وجاء في البيان الذي أعقب الاجتماع: “بسبب تصاعد التهديدات ضد بلادنا من الحدود السورية، سنعمل بكامل قوتنا من أجل تأمين حدودنا وتطهيرها من التنظيمات الإرهابية، وإقامة ممر سلام بدلا من الممر الإرهابي، بكل قوة وعزيمة”. وشدد المجلس على رفض تركيا “استمرار بعض الدول في إرسال الأسلحة وتقديم الدعم السياسي والعسكري للتنظيمات الإرهابية”.

وكان أبرز ما في بيان مجلس الأمن القومي -الذي تكون من أكثر من 700 كلمة- تضمنه عبارة واحدة فقط مضللة ومكتوبة بالخط العريض؛ هي عبارة “ممر السلام”، الذي اعتبره الكثير من المحللين ووسائل الإعلام التركية بمثابة إشارة واضحة وقوية على إطلاق مسمى “ممر السلام” على العملية العسكرية المتوقعة في شمالي سوريا.
وربط محللون بين مسمى “ممر السلام” والعملية التي نفذها الجيش التركي في جزيرة قبرص عام 1974 تحت اسم “عملية السلام”، وذلك على الرغم من الرفض الغربي والأمريكي للخطوة التركية آنذاك.
وبالتزامن مع اجتماع أعلى هيئة عسكرية في البلاد، نشرت وكالة الأناضول الرسمية أخبارا عن إرسال الجيش التركي تعزيزات عسكرية جديدة إلى الحدود مع سوريا، لتنضم إلى تعزيزات كبيرة جدا جرى إرسالها طوال الأسابيع الماضية وتركزت في المناطق القريبة لمنطقتي عين العرب ورأس العين شرق نهر الفرات.

وفي إشارة إلى وصول التحضيرات التركية لعملية عسكرية إلى مراحل متقدمة، نشرت وسائل إعلام تركية طوال الأيام الماضية صورا لجرافات وآليات تقوم بحفر خنادق وتحصينات ترابية، وأخرى تظهر إنشاء تحصينات ترابية لمرابض المدفعية على نقطة صفر من الحدود المقابلة لمنطقة تل أبيض، وذلك بعد إزالة الجيش التركي أجزاء من الجدار الحدودي في المنطقة.

وترجح مصادر تركية أن أنقرة اتخذت بالفعل قرارا بالتحرك العسكري شرق النهر الفرات بشكل محدود في المرحلة الأولى، ولكنها تنتظر ردا أمريكيا أخيرا على مقترحاتها التي قدمتها للمبعوث الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، الذي زار تركيا الأسبوع الماضي، وفشل في التوصل إلى تفاهمات مع أنقرة حول المنطقة الآمنة.

ويستبعد إلى درجة كبيرة إمكانية توصل أنقرة وواشنطن إلى تفاهمات خلال الفترة القريبة المقبلة، وذلك في ظل التباعد الكبير في تصور البلدين للمنطقة الآمنة من ناحية طبيعتها، وما إن كانت منطقة آمنة أم منطقة عازلة، وعمقها -تطالب تركيا بعمق 30 كيلومترا كحد أدنى، وعرضت واشنطن 5 كيلومترات فقط- والجهة التي سوف تسيطر عليها، إذ تصر أنقرة على حقها في السيطرة عليها بالتنسيق مع واشنطن.

وفي هذا الإطار، يتوقع أن يبدأ الجيش التركي، خلال الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة، تحركا عسكريا يبدأ بشكل محدود من المناطق المحاذية لمناطق سيطرتها في جرابلس غرب نهر الفرات، حيث توجد مناطق كـ”تل أبيض” ورأس العين وعين عيسى، وهي مناطق توليها تركيا أهمية كبيرة لأسباب عدة.

فتلك المناطق تعتبر مناطق أغلبية عربية وليست كردية، وبالتالي تتوقع أن تكون المقاومة فيها أقل بكثير من المناطق ذات الأغلبية الكردية، بالإضافة إلى أنها المناطق التي تستخدم كمنطلق لتنفيذ الهجمات نحو مناطق السيطرة التركية غرب النهر، وإطلاق القذائف باتجاه المحافظات التركية الحدودية، كما جرى قبل أيام من إطلاق صاروخين على محافظة شانلي أوفا، ما أدى إلى إصابة 5 مواطنين أتراك.

يضاف إلى ذلك أن الكثير من سكان هذه المناطق هم من اللاجئين السورين في تركيا، حيث تأمل أنقرة أن تؤدي هذه العمليات إلى تشجيع هؤلاء اللاجئين على العودة إلى مناطقهم، لا سيما أن ملف اللاجئين وتفاعلاته الداخلية في تركيا بات من أبرز أسباب عودة تركيا للحديث بقوة عن إقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين.

وعقب اتصال هاتفي جرى مساء الإثنين، بين وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره الأمريكي مارك إسبر، شدد الوزير التركي على أن بلاده ستضطر إلى إنشاء منطقة آمنة في سوريا بمفردها “إن لم تتوصل إلى تفاهم مشترك مع الولايات المتحدة في هذا الشأن”.

وفي تهديد مشابه، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن تركيا “مصممة على تدمير الممر الإرهابي شرق الفرات في سوريا، مهما كانت نتيجة المحادثات مع الولايات المتحدة حول إنشاء منطقة آمنة”، في تصعيد غير مسبوق في اللهجة التركية تجاه الإدارة الأمريكية.

والأربعاء الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو، رفض بلاده المقترحات الأمريكية الجديدة التي حملها المبعوث الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، حول المنطقة الآمنة في سوريا، وهدد مجددا بالتحرك عسكريا شرق نهر الفرات، بعدما شدد على أن صبر بلاده قد نفذ.

في سياق متصل، يتوقع أن تسعى تركيا للحصول على دعم روسي أو روسي إيراني لعملياتها العسكرية المرتقبة شرق نهر الفرات، وذلك على هامش الجولة الثالثة عشر من مباحثات أستانة حول سوريا، المقرر انعقادها يومي الخميس والجمعة في العاصمة الكازخستانية نور سلطان.

المصدر: القدس العربي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.