رئاسة المغتربين الاتراك تعقد منتدى الهجرة والشتات في العاصمة أنقرة

13 يوليو 2019آخر تحديث :
رئاسة المغتربين الاتراك تعقد منتدى الهجرة والشتات في العاصمة أنقرة

الهجرة والشتات

بالتعاون مع رئاسة المغتربين الاتراك أقيمت في العاصمة التركية أنقرة منتدى حول الهجرة والشتات نظمتها مركز الدراسات الاستراتيجية (أورسام) والتي تعتبر من القضايا الهامة الحيوية التي تهم الانسان في مناطق الشرق الاوسط وشمال أفريقيا وعلى مدى يومي التاسع والعاشر من شهر يوليو تموز .

ألقيت كلمة الافتتاح من قبل البروفيسور أحمد أويصال الاكاديمي المعروف ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في العاصمة انقرة ثم عقدت الندوة الموسعة الاولى والتي ادارها الدكتور أمر الله أيشلر نائب رئيس الوزراء السابق وتحدث فيها عدد من الاكاديمين والمسؤولين السابقين ومنهم الدكتور ياسين أوقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية والذي اكد على أن الحرية التي يتمتع بها دول أوربا في التنقل بحثا عن فرص عمل أو الاستقرار الملائم المناسب نتيجة الوحدة الاقتصادية الاوربية والاتفاقات التي أبرمت بين دولها ، كانت غير غائبة عن أحوال مناطقنا سابقا فقد كانت وحدة الاراضي الاسلامية لاتحوي أي حاجز مصطنع يمنع تنقل الافراد نحو الامل المنشود وللذين يبحثون عن مصدر رزق أو حلم للرفاهية المشروعة .

وشارك في المنتدى اكثر من سبيعين اكاديمي وباحث يمثلون خمس وعشرون دولة .

منتدى حول الهجرة والشتات
منتدى حول الهجرة والشتات

ان المنتدى المقام حول مسألة الهجرة والشتات تهم كافة اطياف الشعوب وبكافة ألاعمار والمستويات الثقافية والتحصيل العلمي فلا عجب أن تكون عدد البحوث التي أرسلت من قبل أصحابها لغرض المشاركة قد تجاوزت أكثر من 700 بحث من اكثر من ثلاثين دولة .

أن  الهجرة هي ظاهرة  قديمة قدم الحضارة الانسانية ورغم اختلاف طرقها واسبابها فانها كانت دائما تكون قسرية أو طوعية تحتم عليه الانتقال والهجرة نحو الشتات .   

 فالهجرةانتقال أو تحوّل لفرد أو جماعة من دولة اعتادوا الإقامة فيها إلى دولة أخرى لا يحملون جنسيتها لغرض الإقامة فيها

وتعتبر كلماتا الهجرة والشتات من أقسى العبارات للذين حملوا متاعهم لذات القصد وأيضا تعتبر الحد الفاصل لعلماء الاجتماع والباحثين الذين يرون أنها أنقطاع عن الجذور والبحث في أرض تحويهم تتوفر بها أبسط مقومات الحياة أو رفاهية منشودة ورغم انها في كل الحالات تعني الفرقة

فلو قلنا عاشوا شتاتا : فهم متفرقين ، جاؤوا شتاتا : فهم متفرقين ، ذهبوا شتاتا : فهم متفرقين .

أن اهم مسببات الهجرة القسرية هي الحروب والصراعات المسلحة أو بسبب الحروب في النزاعات الطائفية نتيجة العرق والدين والمذهب ،فيترك الاشخاص مواطن أقامتهم خشية فقدان الحياة والتعرض لأاصابات أو حدوث أمراض ومجاعات نتيجة تلك الحروب الخارجية أو الداخلية ففي حال ألابتعاد من المدينة ألى مدينة اخرى تسمى هذه بالنزوح وطالما تكون تلك مؤقتا في اغلب الاحوال أو لاتترك أثرا في خصوصية الانسان ، وهذا ليس مسار بحث المنتدى .

أن مسار بحث المنتدى فيتركز على مسألة هجرة الاوطان ألى بلدان اخرى وربما ألى قارات أخرى نتيجة الحروب والنزاعات في أقسى حالاتها وربما للبحث عن حياة كريمة خالية من التعقيدات الطائفية أو النزاعات الفكرية والمرتبطة بعمليات أنتقامية تسلطية ، واحيانا أخرى تكون بالبحث عن الرفاهية .

أن حدوث ظاهرة الهجرة على نطاق واسع لابد ان يكون نتيجة سبب قاهر حيث تتحول تلك الظاهرة الى أفة تصيب المجتمع ككل والافراد معا للدول النازحة منها وبنفس الوقت تصيب الدول النازحة اليها سواء أفرادا أو سلطات . 

منتدى حول الهجرة والشتات
منتدى حول الهجرة والشتات

أن ظاهرة الهجرة  أصبحت متيسرة بفعل العولمة والتطور الحاصل في وسائل الاتصالات الاجتماعية على مستوى العوامل الدافعة ألقسرية أو الطموحة إلى الهجرة في البلاد المصدرة لها ، و عوامل الجذب الموجودة في الدول المستقبلة للمهاجرين (كالامكانات الاقتصادية، والحرية الدينية والسياسية، والأراضي الصالحة للزراعة،  والعلاقات الأسرية… وغيرها)

أن المحافظة على الهوية الوطنية والقومية والعقائدية والارتباط بالوطن الأم هي من المواضيع التي تم تناولها أيضا في مواضيع البحث من قبل الاكاديمين والباحثين جنبا ألى جنب الكثير من البحوث

و التي تدور في فلك الهجرة والشتات  والتهجير العوامل الدافعة والجاذبة للهجرة وعلاقة الشتات مع المجتمعات والشتات والاعلام وكذلك الشتات والقوة الناعمة والشتات والمواطنة الشتات والتنمية الاقتصادية

الشتات والحروب/ السلام ، الشتات ومنظمات المجتمع المدني ، الشتات وريادة الأعمال ، الشتات الاجتماعي والثقافي ، الهجرة الدولية وحقوق الإنسان .

 بالإضافة إلى ذلك نوه أيضا على كيفية استقبال المجتمعات الحاضنة للمهاجرين وتكيفهم معها، ومشكلات التكيف التي واجهتهم في بلدانهم الجديدة .

وشاركت ايضا في الندوة الموسعة الاكاديمية الاردنية أيات جبريل نشوان من جامعة اليرموك والتي قدمت دراسة وافية عن جانب مهم من جوانب الهجرة ألا وهو هجرة الادمغة العربية او تصدير العقول كما سمتها في بحثها الموسع .

كما شارك في الندوة السفير من دولة السودان عصام متولي الامين العام لجهاز السودانيين بالخارج حيث تحدث عن بعض جوانب عمل الجهاز .

وقد اعقب ذلك السيداحمد محمد امين من موريتانيا حيث تحدث عن سياسة الهجرة الموريتانية وكيفية التعامل والتواصل معهم .

واستمرت يومي الندوة حيث عالجت البحوث بصورة عامة ظاهرة الهجرة الغير الطبيعية والتي تسببت بالكثير من المآسي الانسانية وربما كانت سببا للكثير من حالات الوفاة نتيجة الغرق أو صعوبات الوصول والاجتياز ، مع ذكر الاسباب والدوافع التي مهدت لتلك الظاهرة وكيفية معالجة وتقليل الاخطار والسلبيات التي تواجه المهاجر مع السعي لادامة التواصل مع وطنه الام .

وبعض من الدراسات والبحوث التي قدمت خصت دولة بعينها حيث توسع بعض الباحثين في تقديم المشكلة الوطنية التي تمر بها تلك الدولة والتي اثرت بشكل مباشر عليها نتيجة فقدان الملاكات الاكاديمية والايادي الفنية الماهرة الضرورية للمساهمة في بناء البلد ، كما توضح ذلك في البحث الذي قدمها الدكتورة صابرين الجلاصي أستاذة علم الاجتماع في جامعة صفاقس في تونس والذي كان  بعنوان (الهجرة الغير النظامية في تونس بين اضمحلال الهوية الدينية وغياب العدالة ) ورغم العنوان المختزل للبحث ألأانها تناولت بأسهاب واقع الهجرة بكل تفاصيلها ومسبباتها ونتائجها وتاثيرها على المجتمع التونسي بصورة عامة والفرد ، ورغم انها اكدت على أن دور مؤسسات الدولة بكل أختصاصاتها ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر وبصورة رئيسية في تفشي ظاهرة الهجرة ألا انها اعطت  حق الطموح للفرد للبحث عن الرفاهية المنشودة جزءمكمل من مسببات ضعف ادارة الدولة لمؤسساتها ، بمعنى تام بان وتيرة التقدم الاقتصادي والثقافي والتعليمي هو الباروميتر الذي يحدد اعداد المهاجرين بصورة عكسية تماما حيث كلما أزدادت وتيرة التقدم وتقربت من مستويات الدول المتطورة تقلصت وخفضت الاعداد التي تطمح لمغادرة الوطن والعكس صحيح .

الدكتور احمد أويصال رئيس المنتدى

وعند أنتهاء اعمال المنتدى عقد اللقاء الختامي والذي ترأسه الدكتور احمد أويصال رئيس المنتدى و رئيس أورسام وحضره السيد مراد قازانجي مسؤول الثقافة والاعلام في رئاسة المغتربين الاتراك والذي تمنى الموفقية للباحثين وشكرهم على حضورهم وتحمل مشقة السفر ثم  قرأت التوصيات التي أقرها الباحثون وتليت من قبل الدكتور أحمد أويصال رئيس المنتدى والتي طالبت الجهات ذات العلاقة على أزالة كل مسببات الهجرة الغير النظامية او القسرية كذلك تفعيل الخطط اللازمة لادامة التواصل بين المهاجرين وبلدانهم .

محمد قدو أفندي أوغلو

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.