“دبس الفليفلة الحارة”.. “طقوس خاصة” تزين شانلي أورفة

16 أكتوبر 2018آخر تحديث :
“دبس الفليفلة الحارة”.. “طقوس خاصة” تزين شانلي أورفة

بحلول موسم صنع دبس الفليفلة الحارة بولاية أورفة التركية، تدب الحركة فجأة في المنازل، وتكتظ الأسواق بالمقبلين على شراء هذا النوع من الخضر استعدادا لفصل الشتاء البارد.

ففي هذه الولاية الواقعة جنوب شرقي البلاد، والشهيرة بمطبخها الغني والمتنوع، تبدأ في مثل هذه الفترة من كل عام “الطقوس الخاصة” لتحضير دبس الفليفلة الحارة، في عملية تعتبر من تقاليد الكثير من سكان الولاية.

ولتحويلها إلى دبس، تخضع الفليفلة إلى مراحل عديدة قبل أن تحتل موقعها على موائد الإفطار أيام الشتاء الباردة، أو تشارك في طبخ وتحضير عدد من المأكولات.

وفي حديث مع الأناضول، قال يعقوب إيشيكاي، وهو أحد منتجي دبس الفليفلة في شانلي أورفة، إنهم يصنعون الدبس في هذا الوقت من كل عام.

ولفت إيشيكاي إلى أن صنع دبس الفليفلة والفلفل اليابس المطحون، يكتسي صعوبة قد لا توحي بها النتيجة النهائية.

وأضاف: “أعيش وسط هذه المهنة منذ طفولتي، ونقوم خلال هذا الموسم من كل عام، يوميا، بشراء كميات كبيرة من الفليفلة من سوق الخضروات”.

أما مراحل الصنع، فتبدأ بغسل حبات الفليفلة قبل وضعها في آلة لعزل البذور، ومن ثم يجري نشرها في الشمس لمدة يومين تقريبا بهدف تجفيفها.

إثر ذلك، تأتي مرحلة الطحن بواسطة الخلاط الكهربائي، ثم يوضع الخليط تحت الشمس لنحو أسبوع تقريبا، في إطار المرحلة النهائية للتجفيف.

ووفق إيشيكاي، فإن الفليفلة ومشتقاتها تحتل مكانة مهمة جدا في مطبخ شانلي أورفة، ما يدفع السكان لإنجاز عملهم بعناية فائقة بهدف صنع أجود أصناف دبس الفليفلة.

ويعود الاهتمام بصنع دبس الفليفلة إلى الدور المحوري الذي يلعبه الأخير في تحضير العديد من المأكولات، كما يجري استهلاكها بشكل منفرد خاصة في وجبات الإفطار.

إيشيكاي لفت أيضا إلى أن سكان المدينة يصطلحون منذ قديم الزمان على تسمية دبس الفليفلة بـ “المربى”.

لقب أعرب عن اعتقاده بأنه نابع من المحبة الكبيرة التي يكنها السكان لدبس الفليفلة، حيث يتم استهلاكه بكثرة وكأنه نوع من المربيات الحلوة، رغم مذاقه الحار للغاية.

وبالنسبة إلى “إيشيكاي”، فإن استهلاك دبس الفليفلة يكون إما بشكل منفصل، وإما أنه يستهلك مع البيض المقلي خلال وجبات الإفطار، كما يدخل في تحضير الكبة النيئة، إلى جانب الكثير من المأكولات الأخرى”.

وبخصوص إنتاجه الخاص، قال إنه ينتج حوالي 10 أطنان من الدبس سنويا، ويقوم ببيعها داخل المدينة أو في الولايات الأخرى، مشيرا إلى أن سعر الكيلو غرام الواحد يراوح عند بيعه بالجملة بين 20 إلى 25 ليرة تركية.

وفي مقارنته بين صنع الدبس والفلفل اليابس المطحون، أوضح أن العملية الأولى أكثر صعوبة.

كما أن دخول الآلات الكهربائية مثل الخلاطات وغيرها، جعل عملية صنع الدبس أكثر يسرا نسبيا، مقارنة بالسابق حين كانت جميع المراحل تتم يدويا.

من جانبه، قال باكير بولاط رئيس جمعية “مصنعي الفلفل في شانلي أورفة” (مستقلة): “مع حلول فصل الخريف في المدينة، تبدأ معظم العائلات بتحضير الفلفل اليابس ودبس الفليفلة الحارة”.

وأضاف بولاط للأناضول، أن الجمعية تساهم في توزيع منتجات الفليفلة داخل المدينة، وفي كافة أرجاء تركيا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.