هكذا ردت تركيا على مزاعم تغيير التركيبة السكانية في عفرين (فيديو)

13 أبريل 2018آخر تحديث :
حاجز للجيش التركي في عفرين
حاجز للجيش التركي في عفرين

كاميرا الأناضول تدحض مزاعم تقارير دولية تقول إن عناصر الجيشين التركي والسوري الحر يمنعون عودة الأهالي إلى المدينة ويتقاضون الأموال في نقاط التفتيش.

تبذل القوات المسلحة التركية بالتعاون مع الجيش السوري الحر، جهودًا حثيثة من أجل حماية التركيبة السكانية في مدينة عفرين السورية، على عكس المزاعم وحملات التشويه التي تتهمها بمنع دخول الأهالي إلى المدينة.

كاميرا الأناضول، رصدت التحركات في مداخل عفرين لتدحض مزاعم بعض التقارير الدولية التي تقول إن عناصر الجيشين التركي والسوري الحر يمنعون عودة الأهالي إلى المدينة ويتقاضون الأموال في نقاط التفتيش.

وفي 24 مارس/آذار الماضي، تمكنت القوات المشاركة في عملية “غصن الزيتون” من تحرير كامل منطقة عفرين من الإرهابيين، بعد حوالي شهرين على انطلاق العملية.

وشرعت القوات المشاركة في العملية العسكرية في أعمال تمشيط وتفكيك مخلفات التنظيمات الإرهابية، وتأمين عودة الأهالي إلى بيوتهم، وسط تدابير أمنية واسعة للغاية.

في 9 أبريل/ نيسان الجاري، نشر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” (SOHR)، تقريرًا يدّعي بأن قوات “غصن الزيتون” تتقاضى مبالغ مالية تقدر بعشرات آلاف الليرات السورية، من المدنيين الراغبين بالعودة إلى عفرين.

كما ادّعى التقرير أن “هناك نقصًا حادًا وانعدامًا في المواد الغذائية والأدوية والمواد الطبية في عفرين، وأن مقاتلي الجيش السوري الحر يستولون على المنازل وينهبون الممتلكات ويقتلوا المدنيين داخل المدينة”.

إلا أن الحقيقة تُثبت عكس ذلك، إذ تبذل قوات “غصن الزيتون” جهودًا حثيثة لمنع تضرر المدنيين عبر تفتيش الراغبين بالعودة إلى المدينة، والحيلولة دون تسلسل الإرهابيين إلى المنطقة.

وقال مراسلو الأناضول في المنطقة إن الأهالي يعملون على إبلاغ القوات التركية أو الجيش السوري الحر بالأشخاص الذين يُشبته في انتمائهم إلى التنظيمات الإرهابية.

وتعمل القوات المسلحة التركية على توزيع 150 ألف رغيف خبز، يوميًا، لسكان المنطقة، إلى جانب فرق إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) والهلال الأحمر التركي، فضلًا عن عملياتها في نزع الألغام والمتفجرات.

وفي حديث للأناضول، قال “محمد مصطفى”، وهو أحد سكان عفرين، إنه يُقيم في ناحية “جنديرس”، ويأتي إلى مركز المدينة عبر نقاط التفتيش، منذ 3 أيام دون مشاكل أو معوقات.

وأضاف: “توفي أخي في جنديرس وكان لديه منزل في عفرين، لذلك آتي إلى مركز المدينة كل فترة. القوات التركية تعمل مع الجيش الحر على منع دخول السيارات المفخخة، وكذلك منع السرقة والنهب”.

أمّا “محمد سليمان”، فقال بدوره إنه يعيش أيضًا في جنديرس وجاء إلى مركز عفرين اليوم دون أن يواجه مشاكل عند الدخول. مبينًا أن بإمكان الجميع التحرك في المنطقة وتتعامل قوات “غصن الزيتون” معهم بكل احترام.

وأوضح سليمان، للأناضول، أن الحياة عادت إلى طبيعتها في جميع القرى التابعة لعفرين، وقد عاد إليها معظم السكان الأصليين بعد انتهاء العمليات العسكرية وضمان الأمن.

من جهته، أكّد “خلف الدوش”، الذي ينقل الركّاب من محافظة إدلب إلى عفرين، أن الجنود الأتراك هم أشقاء بالنسبة إليهم، ويعملون على تفتيش السيارات دون الإساءة إلى السكان أو السائقين.

واتّضح بعد تحرير المنطقة، أنّ الإرهابيين تعمدوا تخريب بعض قنوات نقل الماء إلى مركز مدينة عفرين، بينما أدّى قِدم بعض الخطوط، إلى اختلاط مياه قنوات الصرف الصحي، مع مياه الشرب.

وعلى إثر ذلك قامت فرق قسم المياه وقنوات الصرف الصحي في بلدية هطاي التركية، بصيانة خطوط ضخ مياه الشرب، وانتهت من إصلاح جزء منها.

واعتبارًا من 4 أبريل/نيسان الجاري، بدأت عملية ضخ المياه النظيفة من سد ميدانكي إلى جزء من مدينة عفرين والقرى المحيطة بها. وقبل إيصال المياه إلى المنازل، يتم تنقيتها في مصافٍ اُنشئت لهذا الغرض.

من جانب آخر تواصل فرق بلدية هطاي، أعمال صيانة خطوط المياه في ناحية جنديرس ومحيطها.

وبعد وصول المياه النظيفة، عبّر سكّان المدينة عن فرحهم وابتهاجهم، مؤكّدين أن منظمة “بي كا كا” الإرهابية ألحقت أضرارًا كبيرة وأن المزاعم المتداولة غير صحيحة على الإطلاق.

كما يؤكّد أهالي عفرين أن الأمن والسلام عاد إلى مدينتهم بفضل القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر.

وأمس الخميس، تأسس في مركز مدينة عفرين المحررة من التنظيمات الإرهابية بفضل عملية غصن الزيتون، مجلس محلي مؤقت يضم ممثلين مدنيين أكراد وعرب وتركمان.

المجلس المحلي يهدف إلى توفير الخدمات المحلية للسكان، تمّ تشكيله عبر تصويت شارك فيه أعيان ووجهاء المدينة. ويتكوّن من 20 مقعداً، تمّ تقسيمه بين الأطياف العرقية الموجودة في عفرين، بحسب الأغلبية.

وحصل الأكراد على 11 مقعداً، بينما حظي العرب بـ 8 مقاعد والتركمان بمقعد واحد. وتولّى زهير حيدر، وهو أحد أعضاء المجلس من الشريحة الكردية، منصب الرئاسة.

وللحصول على مقعد في المجلس المحلي المؤقت، لا بد أن يكون المرشح من أهالي عفرين ومن قاطني المنطقة.

وفي تصريح للأناضول، شكر رئيس المجلس زهير حيدر، تركيا على إتاحتها فرصة تأسيس المجلس الذي سيعمل على خدمة المواطنين في عفرين.

وأوضح حيدر أنّ مناطق غصن الزيتون ستكون مثالًا يحتذى بها، على غرار مناطق درع الفرات.

ووجه حيدر نداءً إلى أهالي عفرين، دعاهم فيه إلى العودة لديارهم. مبيناً أنّ عفرين لن يحكمها سوى أهلها، وليس القادمين من جبل قنديل (في إشارة إلى قيادات “بي كا كا” الإرهابية).

وأشار حيدر إلى أنّ المجلس تأسس تحت مظلة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وأنه تابع للمجلس المحلي في حلب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.