خبير بالشأن التركي: سيطرة هيئة تحرير الشام على إدلب ليس من صالحها وهذا ما سيحصل

17 يناير 2019آخر تحديث :
هيئة تحرير الشام
هيئة تحرير الشام

رأى خبير بالشأن التركي أن أسباب ما قامت به “هيئة تحرير الشام” مؤخراً من مهاجمة فصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” هو رغبتها في تجنب العزلة، وفرض نفسها كأمر واقع بحيث تجبر الروس على التفاوض معها.

وقال “سعيد الحاج” الباحث المتخصص بالشأن التركي في تدوينة له على فيس بوك: ” إن مآلات ما حصل هو المهم وليس أسبابه، ففي المآلات أصبحت محافظة إدلب خاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام وقد تسيطر عليها كلها ، لكن هذا ليس لمصلحتها ولا لمصلحة المعارضة”.

وأضاف ” الحاج” في تدوينته:” قد تحقق الهيئة هدفها المفترض لكنه احتمال ضئيل ولو تحقق سيكون مؤقتاً، أما السيناريو الأرجح الآن ولو على المدى البعيد مختلف جداً، الفكرة أن رغبة النظام ومن خلفه روسيا في السيطرة على المحافظة ذريعته الرئيسية “المنظمات الإرهابية”، و اتفاق سوتشي بخصوص المحافظة تحدثت بنوده الرئيسية عن منطقة خالية من الأسلحة الثقيلة وإخراج “المنظمات الإرهابية” منها، وهو ما تجاوبت معه الهيئة ببراغماتية شديدة، ومن المعروف للجميع أن هناك خلافاً رئيسياً بين تركيا وروسيا، حيث تريد الأخيرة للاتفاق أن يكون مؤقتاً كي يسيطر النظام قريباً على كامل إدلب، بينما تريد له تركيا أن يكون مستداماً حتى بلورة حل سياسي لمجمل القضية السورية”.

وبحسب ما يعتقد “الحاج” فإن “سيطرة الهيئة وتمددها سيعيد تفعيل الذريعة السابقة وسيعطي قوة لروسيا في مواجهة تركيا، بحيث يعود الخيار مرة أخرى أمام أنقرة: إما سيطرة النظام على إدلب، أو السماح بمواجهة فصائل المعارضة – ودعمها – للهيئة، أو القيام بنفسها بعملية عسكرية ضدها، لا سيما وأنها كانت صنفتها مؤخراً كمنظمة إرهابية”.

واعتبر أن ” انشغال تركيا اليوم بملف الانسحاب الأمريكي ومناطق شرق الفرات ومواجهة قسد لا يعطيها الكثير من المرونة وإمكانية المناورة مع موسكو، حيث لا ترغب في تشتيت جهودها في أكثر من جبهة، وتحتاج لتأييد موسكو لعمليتها العسكرية المفترضة في شرق الفرات وهذا يعني أن قدرتها على المماطلة ومقاومة الضغوط الروسية بخصوص إدلب ستكون أقل بكثير”.

وأردف:” ولعله من المهم في هذا السياق التذكير بأن أولوية تركيا في القضية السورية كانت وستبقى مواجهة مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي في الشمال السوري، و حين تضطر للمفاضلة فإنها ستختار ما يحمي أمنها، أي ما يتعلق بمكافحة قسد”.

واستطرد قائلاً: “بهذا المعنى، فإن سيطرة هتش على المحافظة سيعني إذكاء المطالبات الروسية بسيطرة النظام عليها، أي إطلاق عملية عسكرية في إدلب، وهي ضغوط إذا ما تزايدت في ظل الأجندة التركية المزدحمة ستؤدي إما إلى قبول تركيا بمعادلة شرق الفرات مقابل إدلب ،أو جزء من إدلب، ، أو أن تنفذ هي عملية عسكرية ضد هتش بنفسها مباشرة أو عبر دعم الجبهة الوطنية للتحرير، أو حتى بالتعاون مع روسيا”.

وكانت الخارجية الروسية أعلنت في وقت سابق أنها تريد الحفاظ على اتفاق خفض التصعيد في إدلب، لكنها رفضت أن يتحول إلى ذريعة لسيطرة “آلاف الإرهابيين” على المنطقة حسب وصفها.

المصدر: نداء سوريا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.