بعد 10 آلاف عام من الانقراض.. الذئب الرهيب يعود إلى الحياة بفضل الهندسة الوراثية

9 أبريل 2025Last Update :
بعد 10 آلاف عام من الانقراض.. الذئب الرهيب يعود إلى الحياة بفضل الهندسة الوراثية

بعد 10 آلاف عام من الانقراض.. الذئب الرهيب يعود إلى الحياة بفضل الهندسة الوراثية

تركيا بالعربي – 9 نيسان 2025

في سابقة علمية تفتح آفاقًا جديدة في مجال البيولوجيا الجزيئية والهندسة الوراثية، أعلنت شركة “كولوسال بيوساينس” الأميركية نجاحها في إعادة إحياء نوع منقرض من الذئاب يُعرف باسم “الذئب الرهيب”، الذي انقرض قبل أكثر من 10 آلاف عام في نهاية العصر الجليدي.

إعلان


ورغم الضجة الإعلامية التي رافقت الإعلان، فإن الجدل في الأوساط العلمية لا يزال محتدمًا حول مدى “أصالة” هذه الكائنات الجديدة، وما إذا كانت بالفعل ذئاب رهيبة حقيقية أم نسخًا معدّلة من الذئاب الرمادية الحديثة.

استنساخ جزئي لا جينوم كامل

يعتمد المشروع على تقنية “كريسبر” لتحرير الجينات، حيث استعان الباحثون بأجزاء متفرقة من الحمض النووي للذئب الرهيب استُخرجت من بقايا حفرية عمرها آلاف السنين، بينها أسنان تعود لـ13 ألف عام وعظمة أذن داخلية تعود لـ72 ألف عام.

ولأن الجينوم الكامل للذئب الرهيب غير مكتمل، دمج العلماء هذه الشيفرات الجينية داخل الحمض النووي لذئاب رمادية، في عملية معقدة شملت 20 تعديلًا جينيًا عبر 14 جينًا رئيسيًا، لإضفاء سمات الذئب الرهيب كحجمه الكبير، وهيكل جمجمته، وفرائه الكثيف.

إعلان


النتيجة كانت ولادة 3 جِراء جديدة تحمل ملامح الذئب الرهيب، أُطلق عليها أسماء مثل “رومولوس” و”ريموس”، في إشارة إلى أسطورة التوأمين في الحضارة الرومانية.

ذئب من الماضي.. في حاضر مختلف

الذئب الرهيب، الذي جاب أميركا الشمالية والجنوبية منذ 250 ألف سنة، اشتهر بجسده القوي وفكّه القادر على تمزيق فريسة بحجم الماموث. ومع تغير المناخ واختفاء فرائسه، انقرض لصالح الذئب الرمادي الأكثر تكيفًا.

لكن إعادة هذا النوع للحياة تطرح تساؤلات أخلاقية وبيئية؛ فإدخال مفترس كبير الحجم في نظم بيئية معاصرة قد يُربك التوازن الطبيعي، ويخلق منافسة خطيرة على الموارد، إضافة لمخاوف من ظهور طفرات جينية غير محسوبة قد تؤدي إلى سلوكيات عدائية أو أمراض غير متوقعة.

هل نحن أمام “ذئب رهيب حقيقي”؟

علميًا، لم يتم حتى الآن إعادة بناء الجينوم الكامل لهذا النوع المنقرض، لذلك يرى عدد من الباحثين أن هذه الجراء ليست سوى ذئاب رمادية مُعدّلة وراثيًا، ولا يمكن اعتبارها “ذئاب رهيبة” بالمفهوم البيولوجي الصارم.

وتبقى المخاوف قائمة أيضًا من أن تعاني هذه الكائنات من اضطرابات جسدية أو نفسية نتيجة التعديلات الجينية، خاصة مع احتمالات فشلها في التكيّف مع بيئة لم تُصمم لها.

إعلان


مشروع أكبر من الذئب

رغم كل الجدل، تمضي شركة “كولوسال بيوساينس” في خططها الطموحة. فإلى جانب الذئب الرهيب، تعمل الشركة على مشاريع موازية لإحياء الماموث الصوفي وطائر الدودو، بل تسعى لاستخدام تقنياتها في إنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض عبر تعزيز تنوعها الوراثي.

فهل يصبح الانقراض حدثًا يمكن التراجع عنه يومًا ما؟

العلم يقترب، لكن الأخلاق والتوازن البيئي ما زالا يفرضان على البشرية التريث.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

Comments تعليق واحد
Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
  • Ahmet
    Ahmet 7 أيام ago

    وين الفديو ؟