تجميد البويضات في سوريا!: حل جديد للأمومة في ظل الأوضاع الاقتصادية والأمنية المتردية
تركيا بالعربي – ربا عز الدين
في ظل الواقع الاقتصادي والأمني المتردي في سوريا، والذي أثر بشكل كبير على نسب الزواج والإنجاب، لجأت العديد من النساء السوريات إلى تجميد البويضات كحل بديل للحفاظ على حقهن في الأمومة. ويأتي هذا الإجراء في ظل ارتفاع نسبة الفتيات العازبات بسبب الهجرة وسنوات الخدمة الإجبارية في الجيش، إضافة إلى موت أعداد كبيرة من الشباب.
وفي التفاصيل… توضح الدكتورة “ر.ع،” طبيبة تعمل في مركز إخصاب في دمشق، أن تجميد البويضات هو إجراء طبي بحت ولا يؤثر على عذرية الفتيات. حيث يتم الإجراء عن طريق استخراج البويضات بتقنية الشفط بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل تحت تأثير التخدير، ويستغرق نحو 20 دقيقة.
وتزداد فرص نجاح الإجراء لمن لم تتجاوزن 35 عامًا. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر تجميد البويضات حلاً للنساء اللواتي تعرضن لمعالجة شعاعية أو كيماوية أثرت على أنسجة المبيض.
التكاليف الباهظة لعملية تجميد البويضات
تصل تكلفة عملية تجميد البويضات في سوريا إلى أكثر من 20 مليون ليرة سورية (حوالي 1400 دولار)، وتشمل إبر التحريض وعملية السحب والتجميد. تختلف التكاليف تبعًا لعدد البويضات المسحوبة، وقد ترتفع لتصل إلى 3 ملايين إضافية لكل أمبولة تحتوي على ثلاث بويضات. تتراوح مدة صلاحية البويضات المجمدة بين 5 إلى 10 سنوات، وتبلغ الرسوم السنوية لحفظ البويضات أكثر من 600 ألف ليرة سنويًا (حوالي 35 دولارًا).
الهيكل الاجتماعي في خطر
تعكس هذه المعطيات واقعًا مقلقًا حول الهيكل الاجتماعي في سوريا، حيث أصبح الزواج وإنجاب الأطفال حلمًا بعيد المنال للشباب بسبب التحديات الاقتصادية والأمنية. تجميد البويضات يوفر أملًا للنساء في الحفاظ على حقهن في الأمومة، لكنه يتطلب موارد مالية كبيرة قد لا تكون متاحة للكثيرات.
الجدير بالذكر أنه في ظل الأوضاع الراهنة، يعتبر تجميد البويضات حلاً طبيًا هامًا للنساء السوريات الراغبات في الحفاظ على فرصهن في الأمومة، ومع ذلك، تبقى التكاليف الباهظة عقبة كبيرة أمام العديد من النساء.
