خريطة زلازال تركيا
بعد زلزال سوريا وتركيا.. هل العالم مستعد لمواجهة الكوارث الطبيعية؟
تركيا بالعربي – متابعات
دعا تقرير علمي نُشر الثلاثاء، إلى إعادة التفكير بإدارة المخاطر نظراً إلى أن العالم ليس مستعداً بشكل كاف لمواجهة الكوارث الطبيعية كالفيضانات والعواصف والزلازل، التي غالباً ما تتحرك الحكومات بعد وقوعها، وذلك عقب الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا فجر الإثنين 6 شباط الفائت.
واعتمد المجتمع الدولي في عام 2015 ما يُعرف باسم أهداف سينداي لتقليل الخسائر والأضرار بحلول عام 2030 من خلال الاستثمار في تقييم المخاطر والحدّ منها والتأهّب للكوارث، سواء أكانت زلازل أم كوارث مناخية.
وشهدت مناطق شمال غربي سوريا وجنوبي تركيا فجر الإثنين 6 شباط، زلزالين بقوة (7.6 و7.8) على مقياس ريختر، هما الأعنف تقريباً في تاريخ المنطقة، ما تسبّب بحدوث كارثة إنسانية، إذ وصل عدد الضحايا إلى أكثر من 50 ألف حالة وفاة، مع بقاء كثيرين في عداد المفقودين، ودمار كبير طال الأبنية السكنية.
هل العالم مستعد للتصدي للكوارث الطبيعية؟
وذكرت وكالة (فرانس برس) أن تقريراً نشره أمس الثلاثاء مجلس العلوم الدولي الذي يضمّ عشرات المنظمات العلمية يرى أن “من المستبعد إلى حد كبير” أن تتحقق أهداف سينداي.
ومنذ عام 1990، أثرت أكثر من عشرة آلاف و700 كارثة من زلازل وانفجارات بركانية وجفاف وفيضانات ودرجات حرارة قصوى وعواصف، وما إلى ذلك، على أكثر من 6 مليارات شخص في جميع أنحرجاء العالم، وفقًا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث. وتأتي على رأس القائمة الفيضانات والعواصف التي اشتدت بفعل تغير المناخ وتمثل 42 في المئة من إجمالي الكوارث.
ويؤكد التقرير أن هذه الكوارث ذات العواقب المتتالية “تقوّض التقدم الإنمائي الذي تحقق بشقّ الأنفس في العديد من مناطق العالم”.
مشكلة تخصيص الموارد
وقال بيتر غلوكمان رئيس مركز الدراسات الدولي في بيان “بينما يتحرك المجتمع الدولي بسرعة بعد الكوارث مثلما حدث إثر الزلازل الذي ضرب تركيا وسوريا، يجري توجيه القليل من الاهتمام والاستثمار نحو التخطيط والوقاية على المدى الطويل، سواء أكان ذلك لتعزيز قوانين البناء أم اعتماد أنظمة الإنذار”.
من جهتها، قالت مامي ميزوتوري الممثلة الخاصة للأمم المتحدة للحدّ من المخاطر “لقد أبرزت التحديات المتعددة في السنوات الثلاث الماضية الحاجة الضرورية إلى تحسين التأهب للكوارث المقبلة، نحن بحاجة إلى تعزيز البنى التحتية والمجتمعات والنظم البيئية الآن، بدلاً من إعادة بنائها لاحقًا”.
وينبّه التقرير إلى مشكلة تخصيص الموارد، فقد جرى على سبيل المثال تخصيص 5.2 في المئة فقط من المساعدات للبلدان النامية للتعامل مع الكوارث بين عامي 2011 و2022 للحدّ من المخاطر، في حين خُصّص الباقي للإغاثة وإعادة الإعمار بعد الكوارث.
ويدعو مركز الدراسات الدولي إلى تعميم أنظمة الإنذار المبكر، مشيراً إلى أن التحذير من حدوث عاصفة قبل 24 ساعة قد يقلل الضرر بنسبة 30 في المئة.
وأكد تقرير نشرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية كانون الثاني أن مختلف بلدان العالم “ليست على المسار الصحيح” لتحقيق أهداف سينداي في حين يتزايد عدد المتضررين من الكوارث كل عام مع تقدير الأضرار المباشرة في المتوسط بنحو 330 مليار دولار سنويًا خلال الفترة 2015-2021.
عاجل: الطاولة السداسية التركية المعارضة تعلن بيانها بشأن الوضع الراهن وتوجه رسالة للسوريين
أعلنت الطاوقة السداسية التركية المعارضة والتي تضم 6 أحزاب سياسية تركية معارضة البيان المشترك للاجتماع الاستثنائي حول تطورات الزلزال.
وقالت الطاولة السداسية، نعيش واحدة من أكبر كوارث بلادنا. ندعو الله أن يرحم الضحايا وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.
وتابعت أحزاب المعارضة بالقول، نشكر جميع مؤسساتنا التي عملت بكل ما أوتيت من قوة منذ لحظة الزلزال رغم ذهول وعجز الحكومة والمواقف التمييزية التي اتخذتها. ونحن ممتنون لكل الأبطال المجهولين في المنظمات المدنية ومن المواطنين ومن أعضاء الفرق الأجنبية.
وأضافت أحزاب المعارضة واضح جدًا أنه لم تُتَّخذ الخطوات اللازمة للاستعداد للزلزال في بلد مهدد بالزلازل. دفع شعبنا ثمنًا مميتًا لإضعاف مؤسسة آفاد ولتنصيب أشخاص يفتقرون للكفاءة ولمنح عفو للإعمار دون أي فحص لمقاومة المباني للزلازل وللفساد في قطاع الإنشاءات.
وتابعت المعارضة التركية بالقول، لقد تسبب النظام الرئاسي الذي جعل كل المسؤولين ينتظرون تعليمات وقرارات شخص واحد بمضاعفة الخسائر والضحايا بسبب تأخر وبطء وعدم كفاية عمليات التدخل والإنقاذ والإغاثة.
وأضاف البيان للأسف تم التفرقة بين البلديات ومنظمات المجتمع المدني، ولم تتخلَّ الحكومة عن خطابها الاستقطابي الذي يفرق بين الشعب، وهذا أيضًا تسبب بتأخير وإعاقة العمل. كما كان التأخر بإدخال القوات المسلحة وعمال المناجم إلى الساحة، وإبطاء سرعة الإنترنت، وإغلاق البورصة متأخرًا، سببًا
في نتائج وخيمة عمّقت من آثار الأزمة.
تابع البيان حتى الآن لم تقم الحكومة بحل مشكلة السكن وتوفير الحمامات المتنقلة وأدوات النظافة، وهذا يضعنا أمام خطر انتشار الأمراض المعدية. ولم تقم الحكومة بأي تخطيط لعمليات الإجلاء والهجرة من الولايات المتضررة. كل التقصيرات والأخطاء واضحة للعيان، ونحن ندون كل المسؤولين عنها من الساسة والحقوقيين والإداريين.
وقالت الطاولة نحن في تحالف الشعب مدركون للمسؤوليات الثقيلة التي على كاهلنا. أمامنا الآن اختبار صعب، نحن مجبرون على التعلم من هذا الدرس والتخطيط لمستقبل مدننا بالتفكير الجمعي.
وتابعت يجب ألا ننسى أن الجيولوجيا وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم البيئة والطب والاقتصاد والتعليم والحقوق والسياسية والتخطيط المدني والعمارة ليست مجالات مستقلة، وأنه لا يجب إهمال أي منها. ولهذا نحن سنتابع هذه المرحلة برفقة المختصين في هذه المجالات، وسنؤسس هيئة مشتركة لوضع خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى لمحو آثار هذا الزلزال.
وأضافت أحزاب المعارضة التركية يجب أن يمنع بيع العقارات والأراضي للأجانب في الولايات المتضررة من الزلزال. التركيبة الديمغرافية لهذه الولايات، وبالأخص هاتاي، لها أهمية كبيرة جدًا، وسنتابع هذه القضية باهتمام كبير.
وأضافت يجب أن تعود الحكومة عن قرار التعليم عن بعد للجامعات على الفور. أي حل يحرم شبابنا من التعليم الجيد ليس حلًا حقيقيًا. يجب أن تبدأ الحكومة باستخدام الطاقة الاستيعابية في القطاع السياحي والتعاون مع البلديات في المدن الكبيرة لاستخدام المباني الفارغة.
وقالت المعارضة التركية في بيانها نعزي الشعب السوري بضحايا الزلزال الذي أصابهم أيضًا ونرجو لهم الصبر والسلوان، وندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لمساعدة الشعب السوري على لأم جراحه بعد الزلزال.
وتابعت سنقيم اجتماعنا الروتيني المؤجل يوم 2 مارس/آذار المقبل في ضيافة حزب السعادة.
وختمت الطاولة السداسية بالقول، نحن مستعدون لحمل المسؤولية السياسية، وسنطبق وعودنا في بيان السياسات المشتركة المتعلقة بالتمدن وإدارة الكوارث، وسننشئ إدارة كوارث قوية مستعدة للتعامل مع الزلزال وكأنه سيقع غدًا.
وللمزيد من التفاصيل حول هذا الخبر وبقية الأخبار >>> نترككم مع مداخلة للاعلامي علاء عثمان، ولا تنسوا الاشتراك في قناة تركيا بالعربي على يوتيوب لنوافيكم بكل جديد:



