خلافات تعرقل المحادثات بين دمشق وأنقرة
استبعد الباحث التركي، عمر أوزكيزيلجيك، إمكانية موافقة دمشق على تعديل “اتفاقية أضنة” مع تركيا في الوقت الحالي، وذلك لتجنب تغيير بنود تتعلق بالوجود العسكري التركي داخل سوريا أو إنشاء منطقة آمنة تركية. وأشار أوزكيزيلجيك إلى أن المحادثات حول الاتفاقية مستمرة منذ فترة طويلة، لكن لم يحدث أي تقدم فعلي نحو تعديلها.
وأكد أوزكيزيلجيك أن أي تعديل للاتفاقية مرتبط بتغيير دمشق لموقفها، وهو أمر لم يتحقق حتى الآن. وأوضح أن “اتفاقية أضنة” تعتبر حجر الزاوية لأي مفاوضات مستقبلية بشأن انسحاب القوات التركية من سوريا، مشددًا على أهمية إعادة إحياء الاتفاقية مع إدخال تعديلات عليها بما يتماشى مع الظروف الراهنة.
كما يرى الباحث التركي أن الاتفاقية توفر أساسًا قويًا يمكن أن يبني عليه أي جهد لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، إذ تختصر الكثير من الوقت والجهد في البحث عن صيغة جديدة للعلاقات بين البلدين. وفي هذا السياق، تعتبر “اتفاقية أضنة” نقطة ارتكاز لأي تفاهمات مستقبلية.
من جانبه، أشار المحلل السياسي المقيم في دمشق، غسان يوسف، إلى أن “اتفاقية أضنة” ستكون الأساس في أي علاقة مستقبلية بين دمشق وأنقرة، لكنها ستتطلب تعديلات جوهرية، خاصة فيما يتعلق بتفكيك الجماعات الإرهابية، وتعريف الإرهاب بوضوح، وضمان عودة اللاجئين، وانسحاب القوات التركية من سوريا.
هذه الخلافات تعكس تعقيدات كبيرة أمام أي مسار للتطبيع بين البلدين، إذ تبقى “اتفاقية أضنة” محورًا رئيسيًا لأي تقدم، مع ضرورة إجراء تعديلات تتوافق مع مصالح الجانبين.