خطوات التطبيع بين تركيا وسوريا وتأثيراتها المحتملة
تركيا بالعربي – ربا عز الدين
نُشر تحليل في مجلة ستراتفور، أحد مراكز الأبحاث الأمريكية الرائدة، يقيم خطوات التطبيع الأخيرة بين تركيا وسوريا وآثارها المحتملة على المنطقة والبلدين.
يذكر التحليل أن رغبة تركيا وسوريا في إعادة العلاقات الدبلوماسية قد أحرزت تقدماً، مشيراً إلى أن التطبيع يمكن أن يؤدي إلى آثار إقليمية أوسع.
وفي هذا السياق، توقع التحليل أن تركيا قد تطلق عملية لإزالة الجماعات المسلحة في المنطقة، وأنه في حال تولى ترامب منصبه، قد تسحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا، مما يتيح لتركيا وسوريا إعادة تشكيل التوازنات في المنطقة لصالحهما.
وفقًا للتحليل، فإن تركيا وسوريا قد تسجلان تقدماً نحو إعادة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية في المدى القريب، لكن الضرورات الأمنية المتنافسة بين البلدين قد تجعل التطبيع على نطاق واسع أمراً صعباً، مما يؤدي إلى استمرار التوترات التي قد تتصاعد إلى أعمال عنف.
في 7 تموز/يوليو، أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان “عن إمكانية دعوة رئيس النظام السوري “بشار الأسد” لزيارة تركيا، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.
وقد أبدى “الأسد” أيضاً انفتاحه على الاجتماع مع أردوغان، مع عرض الحكومة العراقية استضافة اللقاء.
وأشار التحليل إلى أن جهوداً دبلوماسية متعددة قد تمت بين تركيا وسوريا وروسيا وإيران، حيث تم التركيز على اتخاذ “خطوات ملموسة” لتطبيع العلاقات ومكافحة التنظيمات الإرهابية في الأراضي السورية.
وعلى الرغم من نجاحات سوريا الدبلوماسية الأخيرة، فإن العقوبات الأمريكية ضدها قد حدت من المكاسب الاقتصادية للتطبيع.
من جهة أخرى، تكمن دوافع كلا البلدين لتطبيع العلاقات في رغبة تركيا في إعادة اللاجئين السوريين واستعادة الأمن في شمال البلاد، ورغبة سوريا في تعزيز موقف حكومتها وفتح طرق التجارة المغلقة.
ومع ذلك، لا تزال هناك عقبات رئيسية أمام التطبيع، أبرزها التواجد الأمريكي ودعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية.
إذا استمرت القوات الأمريكية في الوجود، فإن هذا سيجعل من الصعب على وحدات حماية الشعب الانضمام إلى الحكومة السورية، مما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات بين تركيا وسوريا.
وأخيراً، أشار التحليل إلى أن التغييرات المحتملة في الإدارة الأمريكية قد تؤثر على الوضع في سوريا، حيث قد تسحب الولايات المتحدة قواتها، مما قد يمكّن تركيا وسوريا من إعادة تشكيل الديناميكيات في شمال شرق البلاد لصالحهما، رغم أن ذلك قد يؤدي أيضاً إلى اشتباكات جديدة.