ما هي الدول العربية “الأكثر عرضة للنشاط الزلزالي”؟
تركيا بالعربي – متابعات
زادت كارثة زلزال المغرب، التي أسفرت عن فقدان حياة نحو ثلاثة آلاف شخص بالإضافة إلى العديد من المصابين، من مخاوف واسعة في عقول شعوب المنطقة العربية. تتجدد هذه المخاوف بشكل خاص بعد حدوث زلزال آخر في منطقة الحوز، وذلك بعد مرور أشهر قليلة فقط على زلزال ضرب تركيا وسوريا في فبراير الماضي، مما يظهر نشاطًا زلزاليًا متزايدًا في منطقة الشرق الأوسط.
تثير هذه الأحداث العديد من التساؤلات حول استعداد الدول العربية للتعامل مع مخاطر الزلازل وآثارها البشرية والمادية. توجد العديد من الدول العربية ضمن مناطق زلزالية رئيسية، مما يزيد من التحديات المحتملة في مواجهة هذه الكوارث الطبيعية.
وفي هذا السياق، لا يمكن تجاهل حقيقة أنه لا توجد دولة في منطقة الخليج العربي أو حتى في المغرب العربي تعيش بمنأى عن الخطر الزلزالي. توضح الدكتور عبدالله محمد العمري، المشرف على مركز الدراسات الزلزالية ورئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض، أن هذه المنطقة تتعرض لزلازل متنوعة القوة نتيجة لتصادم الصفائح التكتونية.
الصفائح التكتونية تشكل جزءًا أساسيًا من تركيبة سطح الأرض وتحدد نشاط الزلازل والبراكين وتشكيل التضاريس على مر العصور. تتحرك هذه الصفائح ببطء نسبي وتصطدم ببعضها البعض بين الغلاف الصخري والغلاف المائع، مما يؤدي إلى حدوث الزلازل.
ومن المعروف أن المنطقة العربية تقع ضمن خمسة حدود حركية مع تصادم الصفيحة العربية مع الصفيحة الأوراسية والأفريقية، مما يجعل الزلازل حدثًا متكررًا في مناطق مثل إيران والعراق وتركيا ومصر ومناطق أخرى.
بالنظر إلى هذه المعلومات، يبدو أن الخطر الزلزالي في المنطقة العربية لا يزال متواجدًا ويشكل تحديًا جديًا يتعين على الدول أن تتعامل معه بجدية وأن تستثمر في التحضير والاستجابة السريعة لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية.
ويوضح المشرف على مركز الدراسات الزلزالية ورئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض، في معرض حديثه مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن الخطر الزلزالي في المنطقة العربية “متوسط الحدوث”، لكن تأثيراته عادة ما تكون قوية نظراً لعدم الاستعداد التام في الوطن العربي لهذه الكوارث وكيفية التعامل مع الخطر الزلزالي بالشكل المطلوب، وفي ضوء انعدام الثقافة لدى المجتمع، فضلاً عن عدم توافر كود البناء في كثير من الدول العربية التي لم تأخذ بعين الاعتبار معاملات الأمان الزلزالي بدقة عالية.
ويتابع: “لا توجد حقيقة صرامة كافية في تطبيق كود البناء في الدول العربية مثل الدول الأوروبية والولايات المتحدة من أجل تخفيف مستوى الخطر الزلزالي، داعياً في الوقت نفسه إلى ضرورة تنظيم مؤتمرات سنوية وورش عمل تتعلق بتخفيف المخاطر الزلزالية، تخرج تلك الملتقيات بتوصيات محددة في مسألة تبادل المعلومات وعمل خرائط زلزالية موحدة، بدلاً من أن تعمل كل دولة عربية على حدة وبمنأى عن الدول الأخرى بما يهدد بنقص البيانات والمعلومات.
الصفيحة العربية
وبحسب هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، فإن “الصفيحة العربية” هي إحدى الصفائح المكونة للقشرة الأرضية، وتتحرك باتجاه الشمال الشرقي نتيجة لاندفاع مواد من باطن الأرض على طول أخدود البحر الأحمر الذي يتسع سنوياً بمعدل (15) مليمتر تقريباً ما يتسبب في حدوث عديد من الزلازل حول حدودها مع الصفائح المحيطة بها، كما نشاهد على امتداد حوافها الشرقية والشمالية الشرقية المشكلة لجبال زاجروس في إيران أو على امتداد حوافها الشمالية في تركيا.
والصفيحة العربية (Arabian Plate) تمثل منطقة جغرافية تمتد في جزء من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتمتد من منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج العربي ومن شمال تركيا إلى جنوب السودان.
هذه المنطقة هي واحدة من المناطق الأكثر نشاطا من حيث الزلازل في العالم بسبب تصادم صفيحة العربية مع صفيحة الهند وصفيحة أفريقيا. يعتبر نظام الزلازل في الصفيحة العربية معقداً وقد يسبب زلازل كبيرة ومدمرة.
موقف البلدان العربية على خارطة الزلازل
أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بالقاهرة، الدكتور عباس شراقي، يحدد في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، موقف مجموعة من الدول العربية على خارطة النشاط الزلزالي، سواء لارتباط تلك الدول بفوالق ونقاط تلاقي الصفائح (الطبقة الصخرية الصلبة التي تحيط بالكرة الأرضية)، على النحو التالي:
- تأتي سوريا في مقدمة البلدان العربية من حيث النشاط الزلزالي، لا سيما أنها مجاورة لتركيا التي تلي من حيث النشاط الزلزالي الدول الواقعة في الحلقة الملتهبة في المحيط الهادئ (مثل إندونيسيا واليابان). وتقع تركيا بالقرب من خطوط الصدع الرئيسية، وتتأثر بها سوريا كما حدث في زلزال 6 فبراير الماضي. كما أن سوريا لديها بعض الفوالق، لكنها تتأثر بشكل كبير بتركيا أيضاً بحكم الجوار.
- المغرب من الدول التي تدخل في خارطة النشاط الزلزالي، لا سيما لوقوعه على البحر المتوسط، وهناك فواصل بين الصفيحة الأفريقية والصفيحة الأوروآسيوية، ولذلك معظم الزلازل هناك تكون على السواحل.
مناطق أخرى في المغرب تتأثر بالفوالق بسبب التقاء وضغط الصفيحة على الأفريقية على العربية (وهو الضغط الذي تسبب في طي الأرض وتكون الجبال المغربية). - علاوة على أن هناك فالقاً كبيراً من جبال الأطلس يبدأ من أغادير ويمتد بالقرب من مراكش ويصل في الداخل المغربي، نحو الجزائر والمتوسط .. ويشار إلى أنه حدث زلزال على نفس الفالق في أغادير سنة 1960 بدرجة 6.8.. الزلزال الحالي نشأ على نفس الفالق، ولكن بعيد عن أغادير ومراكش بحوالي 100 كيلومتر.
- دول عربية أخرى يمكن اعتبارها أكثر عرضة للنشاط الزلزالي، منها اليمن وجيبوتي والصومال، في منطقة خليج عدن، وهذه منطقة نشاط زلزال (أقل درجة من المغرب).
- تعد مصر ولبنان وسوريا وفلسطين والأردن، بمنطقة حزام الزلازل. (بسبب خليج العقبة والسويس والبحر الأحمر).. ويعد خليجا العقبة والسويس أكثر نشاطاً في هذا السياق.
- مدينتا شرم الشيخ والغردقة في مصر ومنطقة البحر الميت في الأردن ولبنان وفلسطين أكثر عرضة أيضاً، نظراً لأنهم على الفالق امتداد الأخدود الأفريقي العظيم.
- ويلفت شراقي إلى أن الزلزال يمكن أن يحدث في أية دولة وأي مكان، لكن بنسبة 90 بالمئة عادة ما تحدث الزلازل في المناطق التي تشهد التقاء صفائح أو فوالق، مضيفاً لقائمة الدول العربية الأكثر عرضة للنشاط الزلزالي كل من (مصر وليبيا والجزائر وتونس) لوقوعهم على البحر المتوسط، والفاصل بين أوروبا وأفريقيا، موضحاً أن هذا الفاصل يقطع المغرب نفسه، على عكس الوضع بالنسبة لمصر التي يبعد الفاصل عنها حوالي 700 كيلومتر من الشواطئ المصرية.
أما بالنسبة للدول الخليجية، فيقول أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بالقاهرة، في معرض حديثه مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إنها بحكم قربها النسبي من إيران (التي هي دولة نشاط زلزالي) تتأثر، كما أنها مشابهة للحالة بالنسبة للبنان وفلسطين والأردن على البحر الميت.
وإيران هي واحدة من أكثر الدول عرضة للزلازل فى العالم ولها تاريخ معها حيث كان أسوأها عام 1990 حيث قتل أكثر من 40 ألف شخص.
ويُشار إلى أن الفوالق هي تصدعات أو شقوق تحدث في الصخور في القشرة الأرضية بفعل حركة انزلاق نسبي للكتل المتاخمة من طبقات الصخور الموجودة على جانبيها، سواء كانت هذه الحركة في الاتجاه الرأسي (أعلى/أسفل) أو الأفقي (جانبًا إلى جانب). يمكن أن تكون هذه الحركة نتيجة للضغوط والقوى التي تؤثر على القشرة الأرضية بفعل تحركات الصفائح التكتونية وغيرها من العوامل الجيولوجية.
سجلات الزلازل القديمة
من جانبه، يُحدد مدير مرصد الزلازل الأردني، غسان سويدان، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” أبرز الدول العربية التي تدخل في نطاق مخاطر الزلازل المُحتملة، بناءً على سجلات الزلازل القديمة التي يعتمد عليها في رسم التقديرات المرتبطة بمخاطر الزلازل، وهي كل من (العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن واليمن ومصر والجزائر).
وبالنسبة لدول الخليج العربي، يوضح سويدان أن “المناطق الشرقية هناك قد تكون الأكثر عرضة للزلازل لقربها من الحدود الشرقية للصفيحة العربية”.
ويحدد مدير مرصد الزلازل الأردني، الإجراءات التي يُمكن من خلالها الاستعداد المسبق للزلازال، على النحو التالي:
تخصيص مراكز أبحاث علمية مشتركة (بين الدول العربية) وتبادل الخبرات.
دعم البحث العلمي لدراسات الزلازل والمخاطر الطبيعية.
تفعيل كودات البناء المقاومة للزلازل.
تخصيص دعم حكومي لأفراد المجتمع لإعادة البناء على أسس علمية هندسية مقاومة للزلازل.
وطبقاً لبيانات المعهد الجيولوجي البريطاني وكذلك هيئة المسح الجيولوجية الأميركية، فإن ثمة ثلاثة أحزمة تقع فيها معظم الزلازل، أبرزها منطقة تسمى”الحزام الناري” أو “حلقة النار” على حافة المحيط الهادئ وتحدث فيها أكثر من 80 بالمئة من الزلازل، نتيجة الحركة التكتونية المستمرة للصفائح في هذه المنطقة.
ووفق تلك البيانات، تشهد المنطقة العربية تطوراً مقلقاً للنشاط الزلزالي وذلك خلال العقد الأخير، وسجّلتها دول كثيرة خاصة على مستوى شعور السكان بزيادة وتيرة الهزّات الأرضية.
وحسب الدراسات، فإن ما يقرب من 30 مليون شخص من سكان المنطقة العربية أي ما يعادل خُمس سكان العرب في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، معرضون لمخاطر زيادة احتمالات حدوث زلازل مدمرة في المستقبل.
تضامن عربي.. واستعدادات مسبقة
وفي ظل تلك المعطيات الجغرافية وكذلك تاريخ النشاط الزلزالي في المنطقة، تبدو أهمية الإجراءات الاستباقية في الدول العربية للحد من مخاطر النشاط الزلزالي، سواء من خلال اعتماد أكواد البناء التي تراعي معايير السلامة والأمن، للتخفيف من حجم المخاطر والخسائر، وكذلك الاستعدادات المرتبطة بالتدخل في حالات الكوارث الطبيعية من خلال التدريب المسبق وفق خطط مشتركة بين جميع الجهات المعنية.
هذا ما يؤكده أستاذ علم الزلازل في الجامعة الأردنية، الدكتور نجيب أبو كركي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، والذي يشير إلى أن.
الاستعدادات المرتبطة بالكوارث الطبيعية بشكل عام هي استعدادات متفاوتة من بلد لآخر.
الأمر يتطلب تدريباً فعالاً وإنجاز خطط مسبقة للتعامل، سواء للتخفيف من الخسائر وكذلك التعامل معها بعد وقوع أي من الكوارث.
من الضرورة بمكان -في سياق التخفيف من مخاطر الزلازل والتعامل المسبق استعداداً لأي من الكوارث- أن تكون هناك إدارات أو جهة معنية بهكذا موضوع في كل دولة عربية، تدعمها القوانين اللازمة، تتولى تلك الجهة مسؤولية اتخاذ الإجراءات الاستباقية وكذلك التعامل مع الكوارث.
ويضيف: “من الجيد أيضاً أن تكون هناك إدارة على المستوى العربي معنية بمواجهة الكوارث الطبيعية، من خلال التنسيق العربي المشترك عبر جسم تابع لجامعة الدول العربية يمكنه المشاركة في مسائل الإنقاذ وغير ذلك عند الطلب (..) يُمكن أن يكون ذلك الجسم مدعوماً بمئات المتطوعين أو الموظفين ليكونوا جاهزين للتدخل عند الضرورة، على أن يتم تنظيمه بشكل واضح وقوانين معينة، وبما يعزز اللحمة العربية والتضامن العربي في مجال مواجهة الكوارث الطبيعية”.
ويلفت إلى أن الكوارث الطبيعية كالزلازل لا يُمكن إيقافها أو التنبؤ بها بشكل سريع، وبالتالي ما يُمكن فعله هو الاعتماد على استعدادات خاصة (لتقليص الخسائر) من خلال أساليب خاصة في البناء وعبر القوانين التي تدعم ذلك بشكل عقلاني ومدروس، وغير ذلك، علاوة على تعزيز قدرات الإنقاذ ورفع الأنقاض والتدخل السريع، مستشهداً بالأردن التي تشهد الأسبوع المقبل تمريناً تشارك فيه جميع الوزارات على مستوى معالجة أوضاع الزلازل، وهو تمرين كان مخطط له قبل أشهر لفحص جاهزية تلك المؤسسات.
رابط التحقق وافتتاح ملف اعادة توطين لدى مفوضية اللاجئين
تركيا بالعربي – فريق التحرير
فرضت رئاسة الهجرة التركية عقب الزلزال قيودًا على السوريين المقيمين في المناطق المتأثرة بالزلزال، مما أدى إلى تعقيد الأوضاع أكثر بالنسبة لهم. شملت هذه القيود الحاجة للحصول على إذن سفر لمدة تصل إلى 60 يومًا، وهو ما أثار مزيدًا من التحديات للسوريين المتضررين.
ومن جهة أخرى، أشارت إحصائيات وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي إلى أن السوريين احتلوا المرتبة الأولى في طلبات اللجوء المقدمة بدول الاتحاد في العام 2022، حيث بلغ عدد الطلبات المقدمة منهم 132 ألف طلب. وهذا يعكس الأوضاع الصعبة التي يعيشها السوريون في تركيا وحاجتهم الملحة إلى حماية وفرص أفضل.
وقد بدأت المفوضية السامية بافتتاح ملفات إعادة توطين لنسبة كبيرة تفوق الـ 70% من السوريين ، حيث تقوم باستدعائهم لمقابلات لتطبيق الفحص العام وفهم ظروفهم واختيار دولة مناسبة للتوجه.
كيفية تشييك ملف اعادة التوطين :
خصصت المفوضية السامية رابطًا يمكننا التشييك من خلاله عبر رقم التي جي الخاص بنا (TC) او رقم الملف الخاص بنا في حال كنا نعرفه ، بهدف تتبع التحديثات الأخيرة التي قامت بها المفوضية. (ستجد الرابط أسفل المقال).
كيفية التسجيل وافتتاح الملف :
في الآونة الأخيرة من خلال تجارب ، قامت نسبة كبيرة من اللاجئين بالدخول الى البوابة للتأكد من وجود ملفات ولكن لم يجدوا اي ملفات مسجلة بأسمائهم ، ولكن عقب التشييك قامت المفوضية بافتتاح ملفات إعادة توطين جديدة لهم من خلال إدخال رقم التي جي فقط.
طريقة التواصل مع المفوضية :
قامت المفوضية السامية بتخصيص وسيلتين للتواصل على موقعها الرسمي ، كما قامت بإضفاء عنوان مركزها الرئيسي أسفل الصفحة.
03124097000
UNHCR-Turkey : Sancak Mahallesi – Tiflis cad. 552.Sokak – No3
طريقة التشييك :
يمكننا التشييك والتأكد من وجود ملف خاص بنا أم لا من خلال عدة خطوات بسيطة :
- أولاً: نقوم بإدخال رقم التي جي الخاص بنا في الحقل الأيمن في خانة “Kimlik Number”
- ثانياً : نقوم بإدخال تاريخ الميلاد كما هو مدرج في الكملك.
- ثالثًا: نقوم بتخطي فحص الروبوت والضغط على كلمة “view result”
- رابعًا: ستظهر معنا النتائج
رابط الموقع :
للتوجه الى موقع التشييك (اضغط هنا).
عذراً التعليقات مغلقة