مأساة سوري تتفاقم بأنطاكيا لصعوبة انتشال جثة زوجته وأطفاله

20 فبراير 2023آخر تحديث :
مبنى مهدم جراء زلزال تركيا

مأساة سوري تتفاقم بأنطاكيا لصعوبة انتشال جثة زوجته وأطفاله

تلاشت آمال اللاجئ السوري عبده، الذي كان يقطن في بناء سكني مؤلف من 12 طابقا في مدينة هاتاي، في العثور على زوجته وأبنائه الثلاثة أحياء بعد مضي كل هذه الأيام.

لكن ما يزيد من معاناة عبده الذي فر بعائلته من الحرب في بلاده، أنه لم يتمكن لغاية الآن من انتشال جثثهم، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

وقالت الصحيفة إن أشقاء عبده الأربعة الذين انتشروا في العالم، بعد أن فروا من مسقط رأسهم في إدلب، جاءوا على الفور إلى هناك لمساعدة أخيهم، وقال شقيقه علاء: “كنا جميعا نبكي”.

وعندما ضرب الزلزال المنطقة التي يقع فيها مجمع رونيسانس السكني، كان عبده، الأكبر سنا، في رحلة عمل بسوريا، حيث يتاجر في مستحضرات التجميل وزيت الزيتون ويدير صيدلية عن بعد.

في عام 2017، عبر السوري وزوجته إلى تركيا سيرا على الأقدام مع أطفالهما. وفي أنطاكيا، اعتقد أن الأسرة قد وجدت أخيرا مستقرا. وهناك تفوق طفلاه نادر (11 عاما) وجنى (9 أعوام) في المدرسة، وكانا يتحدثان اللغتين التركية والإنكليزية بالإضافة إلى لغتهم الأم، العربية.

وقال عبده إنه عندما انتقلت العائلة إلى مجمع رونيسانس، في عام 2019، بمسبحه وملعبه، شعر أنه قد حقق النجاح الذي يسعى إليه. وقال: “اخترت المسكن لأنه بدا وكأنه مكان آمن لعائلتي”.

لكن تبين عكس ذلك، ففي أعقاب الزلازل، ألقت تركيا القبض على عشرات المقاولين والمهندسين المعماريين الذين أشرفوا على المباني التي انهارت، ومن بينهم المقاول الذي بنى هذا المجمع.

واتهمت السلطات التركية عشرات الأشخاص، في عدة مناطق وقع فيها الزلزال، باستخدام مواد رخيصة أو غير مناسبة.

وقال وزير العدل التركي، بكر بوزداغ: “لن يتم إزالة الأنقاض من دون جمع الأدلة. وسيجري تقييم كل من كان مسؤولا عن إنشاء وتشطيب واستخدام المباني”.

اعتقد سكان مجمع سكني فاخر في جنوب تركيا أن شققهم “مقاومة للزلازل” حتى انهار المبنى مثل قطعة دومينو في الزلزال المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي وتسبب في مقتل المئات من سكان المجمع.

وأمام مجمع رونيسانس، قال متطوع في الإنقاذ إن النيران اشتعلت في المبنى بعد الزلزال، ما أدى إلى تأخير دخول رجال الإنقاذ، كما دمر الزلزال مدرج أقرب مطار وعرقل جهود الإنقاذ.

وقال علاء، شقيق رب الأسرة المكلوم: “عندما وصلنا، صُدمنا تماما.. وقفنا أمام المبنى الضخم وشعرنا بمدى ضعفنا.. تشعر أن كل ما لديك، المال والشباب والقوة، لا يعني شيئا”.

وهناك، ارتدى الأخوة قبعات وسترات براقة، وحصلوا على مخططات معمارية للمجمع وصورا جوية للكارثة. وقال شقيقه، أدهم، وهو مهندس معماري، إنهم صعدوا إلى بئر المصعد بالمبنى للبحث عن شقة عبده، لكن الدمار كان أكبر من أن يتمكنوا من فعل شيء بمفردهم، كما أن الآلات الثقيلة المحدودة في الموقع والتي كان من الممكن أن تساعدهم كانت تُستخدم بالفعل في مكان آخر.

ومع تضاؤل الآمال، اتفقوا مع شقيقي زينة على مراقبة الموقع، على مدار الساعة، على أمل العثور على الجثث ضمن أكياس الجثث السوداء التي ينقلها العمال باستمرار.

ويقول عبده: “كانت زينة تقلق علي كثير، وتقول: “لا تذهب إلى سوريا، أخشى عليك، أرجوك ابق هنا”.. لم أتخيل أبدا أنها كانت على وشك الموت”.

المصدر: عربي 21

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.