تعرضت لموقف عنصري قبل قليل . ولكن …
أحمد قطيع مدير مركز عدالة لحقوق اللاجئين في تركيا
استقليت الترام فاي متّجهاً إلى منطقة الفاتح في اسطنبول ، كنت أجلس على أحد المقاعد ، كان الإزدحام شديداً ، دخلت إمرأة مسنّة لم تجد مقعداً فقمت لها وأجلستها مكاني بكل محبّة.
بعد عدة محطات نزلت الإمرأة الكبيرة في العمر ، وعدت للجلوس مكاني مجدّداً ، وإذا بشاب ( عنصري ) كان يقف بجواري ويبدو أنه لاحظ أني أتصفح الفيس بوك ولاحظ أنّ اللغة عربية.
وما إن عاودت الجلوس حتى وجدت هذا الشاب يتلفّظ ويهمهم بكلمات ( اوووف الى متى تزاحموننا حياتنا ، السوريين في كل مكان ، ويأخذون حقوقنا حتى في مقاعد المواصلات ).
وهنا عددت إلى الثلاثة أخذت نفساً عميقاً وبهدوء ، خلال هذه الثواني الثلاثة ، كنت قد أخذت قراري ، إما أن أصمت تماماً وأتجاهله ، وإما أن أرد عليه وندخل في شجار لا فائدة منه وأقوم بالتصوير والنشر وعمل بلبلة وضجّة.
وإما أن أتصرف بطريقة أجعل جميع من في الترام فاي هم من يعاقبونه ، واخترت الخيار الثالث .
ابتسمت له ابتسامة حقيقية ، وقلت له ( بكل محبة أنت أخي ونحن إخوة ، تفضّل أخي بالجلوس يبدو أنك متعب كان يجب أن أنتبه لذلك ) . وقمت من مكاني ، الشاب لايتجاوز العشرين ، فتلعثم لأنه لم يعد لديه أي إجابة ، فقال لا لاداعي ، فأصريت عليه للجلوس وقلت له ( نحن إخوة انا وانت والجميع كلنا إنسان ).
فما كان من المتواجدين إلّا أن بدؤوا بتأديبه بالكلام .
اعتذر مني وأصرّ عليّ أن أعاود الجلوس في مكاني .
بعض المواقف تحتاج للحكمة .