السيسي الماسوني ومخطط إدارة العالم
ايهاب عطا- صحفي وباحث في علم التأويل
أجمع المصريون اخيرا على أن عبد الفتاح السيسي أصبح عدوا للشعب المصري بعد أن اتضحت خطته التي جاء بانقلابه عام 2013 لتدمير مصر وتجويع المصريين، وانه مجرد أداة في يد الغرب لتنفيذ مخططاتهم للسيطرة على ثروات مصر والمنطقة كلها، وربما كان أقل ما يوصف به السيسي ويكرره دائما الاعلامي المعارض معتز مطر في برامجه سواء على قناة الشرق من قبل أو على ظهوره مؤخرا على قناة الشعوب، أنه صهيوني وعميل للصهيونية وأفضل من خدم إسرائيل بين رؤساء مصر على امتداد تاريخها، القديم والمعاصر.
فات معتز مطر وغالبية المصريين، أن يربطوا بين الصهيونية وبين الماسونية الذراع الأكبر لحكومة العالم الخفية، وهنا يجب طرح سؤال لم بخطر بلال أحد، هل السيسي ماسوني؟ وسنجيب عليه بسؤال اخر، لما لا؟ لماذا لا يكون السيسي ماسوني؟

بات راسخا في الأذهان في العقد الأخير – خاصة بعد التقلبات التي عصفت بالمنطقة بعد ثورات الربيع العربي ومعاداة الديمقراطية وحرص القوى الغربية على تمكين حكام يسعون لتحقيق اطماع شخصية حتى لو على حساب مصلحة شعوبهم – إن حكام مصر خاصة وحكام وملوك دول المنطقة العربية عامة لا يتولون أمور الحكم في بلدانهم إلا إذا كان مرضي عنهم ونالوا الضوء الاخضر والتأييد والدعم من القوى العظمى في الغرب متمثلة في أمريكا وأوروبا، اليس كذلك؟ وبالتالي يجب ان نعلم ان أنظمة الحكم في الغرب ما هي إلا أداة وعرائس تحركها الماسونية لتنفيذ مخططاتهم العدائية تجاه البشر، وقد ساعدتنا في كشف حقيقتهم الثورة التكنولوجية ومواقع التواصل الاجتماعي، وما يتم تداوله فيها من أسرار ومعلومات مرعبة في السنوات الأخيرة، فعرفنا ان عائلة جورج بوش سواء الأب أو الابن وثيقة الصلة بالماسونية وعبادة الشيطان، وما صرح به بارك اوباما من حرصه على عضوية المحفل البوهيمي الماسوني أكثر من حرصه على منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك دور بعض دول أوروبا في تنفيذ مخططات الماسونية المعادية للبشر وعلى رأسها سويسرا التي كنا ننظر إليها على أنها أهدأ وأفضل بلد في العالم ويحلم ملايين المهاجرين بالعيش فيها، كما تأكد لنا من خلال الأحداث على أرض الواقع في مصر أن جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك كان عضوا في نادي روتاري مصر الجديدة وهو أحد محافل الماسونية وكان حريصا على كسب رضاهم لتمكينه من وراثة حكم مصر بعد أبيه مبارك وهو ما عرف بسيناريو توريث الحكم في مصر، والذي كان سببا رئيسيا ومباشرا لقيام ثورة يناير 2011، كما تأكد لنا أن السيسي الذي جاء على الدبابة ليحكم مصر لم يكن ليجرؤ على القيام بذلك والانقلاب على الرئيس المنتخب الراحل الدكتور محمد مرسي لولا أنه ابن مطيع لليهود ومستعد لاسترضاء الصهاينة ومن ورائهم الماسونيين بأي ثمن ليحكم مصر فساعدوه في تنفيذ الإنقلاب المضاد ضد الرئيس محمد مرسي، كما تأكد لنا أصول السيسي اليهودية الصهيونية وقد كانت امه مليكة تيتاني من يهود مصر وتربى على كراهية مصر والمصريين، لكن لا ضير في إخفاء مشاعره الحقيقية وانتمائه حتى يفوز ويحقق هدفه الأسمى بحكم مصر أهم بلد في المنطقة بل وفي العالم بأسره في المستقبل القريب، ألم يفضحه الله ويكشف نفاقه وتكشفه ذلة لسانه في أحد خطبه عندما استشهد بالآية القرانية “إن الله لا يصلح عمل المفسدين” ثم قال ونحن من المفسدين، وفي خطاب اخر سبقه بسنوات قال ” أي حاجة مترضيش ربنا احنا بنعملها”.
ألم يكن السيسي الناج الوحيد من بين ركاب الطائرة المصرية (الرحلة 990) التي اقلعت من امريكا فجر يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 1999 ثم سقوطها في المحيط الأطلسي بعد أقل من ساعة من الإقلاع وقال فيها 289 مصريا (منهم 33 عسكريا كانوا يتدربون في أميركا).
دعونا ننتقل بالأحداث سريعا حتى نفهم حقيقة دخول السيسي النادي الماسوني، ونتوقف أمام خبرا غامضا تناقلته وسائل الاعلام المصرية منذ ايام حول زيارة 263 رجل أعمال من كبار رجال الأعمال في العالم للعاصمة الإدارية الجديدة لمصر، وكالعادة اجتهد المحللون من النشطاء المصريين المعارضين المقيمين بالخارج، في تحليل الخبر والوقوف على معطياته واستنتاج بعض ما خفي على عامة الشعب المصري، المشغول منذ فترة بأمور تتمحور حول الغلاء في الأسعار الذي حول عيشتهم إلى مرار طافح، بسبب قرارات أبسط ما توصف به العشوائية والجهل.
دارت تلك التحليلات لخبر الزيارة الغامض في فلك واحد، يمكن تلخيصه في أن الغموض تسبب فيه المعطيات على أرض الواقع، فأعضاء الوفد أو الفوج السياحي الذي تجمع من كل أصقاع المعمورة أجتمع في العاصمة الجديدة كلهم من كبار السن، فلم نلمح من بينهم أي رجل أعمال شاب على شاكلة ايلون ماسك مالك شركة تسلا أو مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك أو حتى جيف بيزوس مؤسس امازون، أو غيرهم من المعدودين على قوائم أغنى رجال أعمال في العالم، كما أن العاصمة الجديدة المحاطة بالأسوار والتي لم تكتمل فيها مظاهر الحياة أو لنقل مظاهر الرفاهية لست مغرية بالقدر الكافي لتلفت انتباه أي سائح وتجذبه للتعرف على معالمها، خاصة إذا كان هناك في محافظات مصر ومدنها عشرات المعالم السياحة والأثرية الأحق بالزيارة، وهو ما دفع المحللين للتساؤل حول الهدف الحقيقي للزيارة.
كان الاجتهاد والتفسير الأقرب للصواب أن رجال الأعمال الذين زروا العاصمة الجديدة هم الملاك الجدد بضم الجيم، جاءوا ليطمئنوا ويعاينوا أملاكهم الجديدة في مصر، وأنهم قد يكونوا في الأصل هم من اقترحوا على السيسي أو طلبوا منه أو ربما كان الموضوع بصيغة الأمر، أي انهم أمروه لبناء تلك العاصمة التي تعالت أصوات عدد من الخبراء الاقتصاديين مهاجمين المشروع الضخم لعدم جدواه واستنزافه ميزانية الدولة لعدة سنوات وهو ما حدث بالفعل ولا يسمح المجال هنا بذكر الآثار السلبية المترتبة على بناء تلك المدينة الأسطورية من جيوب ملايبن المصريين الكادحين.
لكننا تعودنا أن نخضع أي ظاهرة أو حدث غريب أو مريب للبحث من منظور علم التأويل لقدرته على قراءة ما بين السطور وفهم حقيقة الأحداث بدقة بالغة تميزه عن غيره من العلوم.
دعونا نبدأ من حيث انتهت التحليلات سابقة الذكر ونختلف معها قليلا، فهي إن كانت لامست الحقيقة فإنها لم ترسم لنا صورة واضحة يمكن فهمها بسهولة حول تلك الزيارة المريبة.
قال البعض أن ذلك الوفد ييمثلالملاك الجدد بضم الميم للعاصمة الجديدة أو ربما ملاك جدد لمصر كلها، وهنا نطرح سؤال مهم وهو، ما هي ممتلكاتهم الجديدة وأين تقع؟ هل هي في العاصمة الجديدة أم في مختلف مدن مصر ومحافظاتها؟ على الفور سيتبادر إلى الذهن مخطط السيسي الذي أداره ونفذه بحرفية متناهية منذ أن كان وزيرا للدفاع أثناء رئاسة عدلي منصور البلاد ما بين 2013- 2014 لبيع مصر بالقطعة وكان أول قطعة حرص السيسي على بيعها هي قناة السويس بأن مهد الطريق أمام هذه الصفقة ولا يزال منذ أول سنة في حكمه بأن طرح الأمر على البرلمان لإعداد قانون خاص بإدارة قناة السويس، ثم جاء بيع تيران وصنافير للسعودية، وهي الصفقة التي يبدو أنه يتراجع عنها الآن بسبب عزم السعودية ومن ورائها دول الخليج على وقف الدعم المالي المفتوح لنظام السيسي والذي وصفه السيسي نفسه بأنه “شوال رز”، وهو التحليل الذي قدمه الدكتور المهندس ممدوح حمزة، وتوالت بعدها الصفقات المشبوهة والتي تفوح منها رائحة الفساد مثل مجمع التحرير ومثلث ماسبيرو ومبنى ماسبيروا نفسه، ومؤخرا بيع فندق رمسيس هيلتون بمبلغ 320مليون دولار وهو بالطبع يقدر بأضعاف أضعاف هذا الرقم، ولا ننسى التوقيع على اتفاقية بيع حصة مصر من مياه النيل أو لنقل التفريط فيها لصالح إسرائيل ودول عربية شقيقة مستفيدة من بماء يد النهضة الإثيوبي مثل السعودية والامارات وقطر.
إذا أخذنا بيع جزيرتي تيران وصنافير السعودية ثم التمهيد لبيع قناة السويس كوسيلة لسداد ديون مصر الخارجية والتي فضحتها شروط صندوق النقد الدولي للموافقة على منحه حكومة النظام الفاسد قرص بقيمة 3مليار دولار، فإن زيارة الوفد السياحي أو كما ذهبت االتحليلات “الملاك الجدد لمصر”, كان من الضروري أن تكون حيث تتواجد ممتلكاتهم فيزوروا الجزيرتين في البحر الأحمر وكذلك قناة السويس ثم مدينة القاهرة على سبيل المثال، وليس الاتجاه إلى العاصمة الجديدة، كما أن هذا التفسير يستوجب أن تكون السعودية ليست المالك الحقيقي للجزيرتين وأنها مجرد واجهة يقف وراءها كيانات أكبر، وهذا وارد إذا نظرنا إلى مصلحة إسرائيل في نزع الجزيرتين من السيطرة المصرية, ومن ورائها الصهيونية العالمية أو الماسونية.
أعجبني منطق المحللين الذين تناولوا خبر الزيارة بالتحليل والتفسير، وهو أن ما يحدث في مصر مريب ويفوق الخيال ويجب تناول ما يجري في مصر وفهمه وكأنه لغز مبعثر في قطع البازل وعلى من يريد فهمه أن يحاول تجميع القطع جنبا إلى جنب لفهم الصورة بشكل أوضح.
إن ما فات المحللين لخبر الزيارة وتسبب في رسم صورة غير مكتملة الملامح، هو عدم ربط الزيارة وما يجري في مصر بنظرية المؤامرة وما بات يعرف بحكومة العالم الخفية أو حكومة الظل والتي تهيمن على العالم وتسيطر عليه حرفيا من خلال اذرع ومنظمات مثيرة للجدل مثل الماسونية والمتنورين.
ربما لا يقتنع هؤلاء غير المؤمنين بنظرية المؤامرة من المصريين وغيرهم، رغم أن غالبية المصريين حتى الذين انتخبو السيسي وكانوا مستعدين لتأييده لآخر قطرة من دمائهم، اتفقوا الآن على بغضه وعداوته بعد أن تأكد لهم أنه ضحى بهم وبمستقبل أولادهم وأذاقهم كأس الفقر والذل لتحقيق مخططات وأهداف لا يعرفونها ولا تصب في مصلحتهم.
لنفهم أكثر دور السيسي الماسوني في تنفيذ أكبر مخطط ماسوني للسيطرة وإدارة إفريقيا والشرق الأوسط الكبير، يجب أن نعرف ما هو هذا المخطط، ومن يقف وراءه؟ ولماذا اختيرت مصر لتكون عاصمة النظام العالمي الجديد الذي أعلن عنه العام الماضي في دبي خلال القمة العالمية للحكومات؟ وكيف يقوم السيسي الماسوني بالتمهيد لتنفيذ هذا المخطط بكل جدية وبلا هوادة؟ بل ومستعد أن يهلك دونه، ولا مانع عنده أن يقتل أو يعزل أو ينفى خارج مصر لو ثار عليه المصريين، لكن المهم أن يكون قد نفذ المخطط المرسوم له.
انتظروا إجابات هذه الأسئلة في الحلقة القادمة من المقال.