ما هو مشروع “22” وما علاقته بمخابرات أسد؟

26 يناير 2023آخر تحديث :
صورة بشار الأسد في دمشق
صورة بشار الأسد في دمشق

ما هو مشروع “22” وما علاقته بمخابرات أسد؟

بالدولار وبرعاية أمنية من ميليشيا أسد.. “مشروع 22” شركة وهمية للاحتيال والنصب في السويداء

تشهد محافظة السويداء انتشاراً واسعاً لشركة وهمية تحت مسمى “مشروع 22” خلال الأشهر الماضية، وسط إقبال كبير من أبناء المحافظة للاشتراك بالمشروع عبر إيداع أموالهم بالدولار بدون أي سند قانوني ووفق شروط محددة، مقابل الحصول على أرباح غير منطقية، رغم التحذيرات من أن المشروع مجرد وسيلة للنصب والاحتيال.

ويأتي انتشار المشروع في السويداء رغم أنه يُحظر التعامل بالدولار في مناطق سيطرة أسد، الأمر الذي يدل على أن مثل هذه المشاريع لا تتم إلا بغطاء ورعاية من الأجهزة الأمنية التابعة لميليشيا أسد في المحافظة.

18 ألف مشترك ورعاية أمنية

ويعد “المشروع 22” وسيلة مشابهة لشركة احتيال ونصب سابقة باسم “كيو نت”، جمع أصحابها أكثر من 500 ألف دولار من أهالي السويداء في عام 2019 قبل أن يهربوا بها.

وقال الصحفي السوري نورس عزيز، وهو من أبناء محافظة السويداء لأورينت نت، إن مئات الأشخاص من أبناء محافظة السويداء يدخلون إلى المشروع يومياً، حيث وصل عدد المشتركين إلى نحو 18 ألفاً حتى الآن بحسب مسؤول التسجيل بالمشروع، مشيراً إلى أن المشروع بدأ قبل 8 أشهر على نطاق ضيّق من قبل أشخاص على صلة بحادثة الاحتيال السابقة.

وأضاف أنه في حادثة 2019 كانت العملية قائمة على شكل تسويق هرمي أو شجري، بمعنى أنه يُطلب من المستثمر إقناع أشخاص آخرين للاستثمار، أما “المشروع 22” فيقوم على الاشتراك بمبلغ بالدولار فقط والحصول نسبة أرباح تصل لـ 33% كل 22 يوماً.

وبحسب عزيز، “المشروع 22” ليس لديه أي استثمارات محددة باستثناء افتتاح بعض محلات الموبايلات في السويداء، أو تقديم أجهزة كهربائية بالتقسيط بدلاً عن الأرباح، مشيراً إلى أن الأرباح الخيالية من المشروع تثير الشك، إذ إنه لو استثمر بالمخدرات على سبيل المثال لما وصلت الأرباح إلى هذه النسبة.

وأكد عزيز أن الأجهزة الأمنية التابعة لميليشيا أسد هي بشكل قطعي جزء أساسي من هذا المشروع بحسب مصادر مقرّبة من ميليشيا أسد في محافظة السويداء، إذ إنه لا يتم أي عمل في المحافظة يكون التعامل فيه بالدولار إلا ويكون برعاية تلك الأجهزة.

ووفق ما قال الصحفي السوري، هناك إقبال على الدخول في المشروع من قبل مختلف الشرائح في السويداء، لافتاً إلى أنه حتى بعض رجال الدين اشتركوا بالمشروع بعد أن تم إقناعهم بأن الأرباح ليست فائدة أو رباً.

قناة تلغرام وشرط مسبق

وبيّن عزيز أنه إضافة إلى عدم وجود سند قانوني يضمن حقوق المستثمر في هذا المشروع، هناك شرط أساسي قبل الدخول بالمشروع وهو أنه يُمنع استرجاع المبلغ المودع قبل مرور سنة، لافتاً إلى أن المسؤولين عن المشروع وبعد الوصول إلى الذروة بعدد المشتركين يختفون ويهربون بالأموال قبل نهاية الوقت المحدد.

وأشار إلى أن الرابط الوحيد بين المشتركين وأصحاب المشروع عبارة عن قناة غير مراقبة على تطبيق تلغرام.

وحصل موقع أورينت نت من أحد المشتركين بالمشروع في السويداء على صورة لقناة تلغرام تابعة للمشروع تضم أكثر من 8 آلاف و500 عضو.

وقال أحد المشتركين بالمشروع رافضاً التعريف باسمه لأسباب أمنية، إن “مشروع 22” لديه 8 مكاتب في مدينة السويداء، إضافة إلى مكاتب أخرى في القريّا وصلخد وشهبا بريف السويداء، وفي صحنايا وجرمانا بريف دمشق.

وأضاف لأورينت نت أن أصحاب المشروع أخبروهم أن لديهم مكاتب في مختلف أنحاء سوريا وحتى في دول أخرى كالعراق.

باقات وتصنيفات

وعن الأرباح من المشروع، أوضح المشترك أن هناك باقات أرباحها تكون بعد 22 يوماً، ومنها باقة 50 دولاراً وأرباحها 13 دولاراً، وباقة الـ 100 أرباحها 29 دولاراً، وباقة الـ 200 أرباحها 64 دولاراً، وباقة الـ1000 أرباحها 365 دولاراً.

وذكر أن المشترك يحصل على المعلومات عن طريقة عمل المشروع من خلال الانضمام إلى قناة التلغرام، ويوجد هناك ما يسمى بـ”القائد”، وهو المشترك الذي يصل مجموع مبالغ فريقه إلى 1000 دولار ويأخذ أرباح عليها 50 دولاراً.

وأشار إلى أن هناك تصنيفات للـ”قائد” بحسب مجموع مبالغ فريقه، ففريق الـ4 آلاف دولار يحصل قائده على أرباح 300 دولار وهكذا وصولاً لقائد فريق مجموع مبالغ مشتركيه يصل إلى 20 ألف دولار.

وكان الصحفي نورس عزيز قد أوضح في منشور عبر صفحته بـ”فيسبوك”، أن المشروع 22 سيؤدي إلى تحسين الوضع المادي للمئات من مشتركيه من أبناء السويداء على حساب الآلاف الذين باعوا مصاغهم الذهبي وأراضيهم وسياراتهم وراهنوا بكل شيء للخلاص من وضع البؤس والفقر.

ونقلت صفحة “الراصد” المحلية بوقت سابق عن امرأة من السويداء كانت من بين ضحايا عملية النصب في العام 2019، قولها إنها فقدت زوجها بنوبة قلبية بعد أن خسرا كل أموالهما، إضافة إلى عدد كبير من أقاربها وأقارب زوجها ناصبوها العداء لكونها ساهمت بإقناعهم بوضع أموالهم بالشركة.

وبحسب الصفحة، ينتشر “المشروع 22” في السويداء كانتشار النار في الهشيم، ووصل عدد المشتركين فيه إلى الآلاف منهم فعاليات تجارية، وسهم هؤلاء المشتركين بمبالغ بين 50 دولاراً و100 ألف دولار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.