شهادات اندماج دون حضور في تركيا.. شراء القلق المستمر

3 ديسمبر 2022آخر تحديث :
شهادات اندماج دون حضور في تركيا.. شراء القلق المستمر

شهادات اندماج دون حضور في تركيا.. شراء القلق المستمر

تستمر دورات الاندماج الاجتماعي وتعليم الحياة (SUYE) في عامها الثالث بمختلف الولايات التركية.

وتواصل تركيا استقبال الأجانب للتسجيل على دورات الاندماج، بعد أن أطلقتها مديرية دائرة الهجرة، بالتعاون مع وزارة التربية التركية، منذ ثلاثة أعوام لدمج المواطنين الأجانب ومنهم السوريون في المجتمع التركي.

وتصاعد الحديث عن أهمية شهادات الاندماج وتعليم الحياة (SUYE)، التي تجريها دائرة الهجرة التركية بالتعاون مع مديرية التربية، كورقة مهمة للاجئين السوريين في تركيا و”تشرعن” وجودهم على الأراضي التركية إلى جانب وثيقة “الحماية المؤقتة” (الكمليك).

ومع بدء دورات جديدة، أحدث بعض السماسرة ثغرة لإجراء هذه الدورة للشخص دون حضور فيزيائي، مقابل مبلغ مالي يُقدر بـ300 ليرة تركية.

“عن بُعد”

وتقوم العملية على تقديم المعومات الثبوتية للسمسار مقابل تثبيت شهادة حضور الدورة خلال 24 أو 48 ساعة، كحد أقصى، على تطبيق “e-Devlet” الذي يشكل بوابة إلكترونية حكومية تقدّم لكل شخص ملفًا بأوراقه الرسمية.

ومع التحدث إلى أحد السماسرة في هذا الشأن، واعتبر العملية “تيسير أمر”، على اعتبار أن كثيرًا من الأشخاص لا يعرفون آلية التسجيل على الدورة من جهة، إلى جانب تأخير منح المواعيد، والتي يمكن أن تكون بعد أسابيع ربما من تاريخ التسجيل.

كما أن عدم معرفة ماهية الدورة ومدتها الزمنية قبل حضورها، قد يدفع بعض الأشخاص نحو السماسرة للحصول عليها بوقت قصير ودون “إضاعة اليوم بطوله”.

الأمر حساس

وفي إحدى الحالات، وافق أحد اللاجئين السوريين على التسجيل لحضور الدورة بمجرد فهمه آلية التسجيل، بعدما كان ينوي تسوية المسألة عبر أحد السماسرة.

مؤيد، وهو اسم مستعار لشاب سوري يقيم في اسطنبول منذ ثماني سنوات (تحفظ على ذكر اسمه الكامل لمخاوف شخصية ترتبط بحساسية الموضوع)، ويحمل وثيقة “الحماية المؤقتة”، أوضح أن دائرة الهجرة، وعبر أحد المراكز المخصصة لهذه الدورات، اتصلت به هاتفيًا قبل نحو شهر، ودعته لحضور الدورة، لكنه تخلّف عن الموعد لانشغاله في العمل.

لا يفضل الشاب التعامل مع السماسرة للحصول على “شهادة اندماج”، إذ يفضّل إتمام المعاملات الرسمية بشكل شخصي، وعبر حضوره بنفسه واتباعه التعليمات القانونية بهذا الصدد.

“الدوائر الرسمية التركية لا تحب الكذب والتحايل، والأمر حساس بالنسبة لنا كسوريين ولأوضاعنا هنا”، أضاف الشاب.

ندم بـ300 ليرة

وبسبب ضيق الوقت خلال أيام الأسبوع، وفق تعبيره، اتجه وليد (28 عامًا)، لأحد السماسرة لإجراء دورة الاندماج دون حضورها.

“لا وقت لدي ضمن الأسبوع، والدورات بالمجمل تتزامن مع ساعات العمل، لذا دفعت 300 ليرة تركية وحصلت على الشهادة”، أضاف الشاب.

كما لفت إلى عدم معرفته بمكان صدور الشهادة بسب تحفظات السمسار، ما يعزز لديه المخاوف من سؤال قد يسأله موظف حكومي، حول مكان إجراء الدورة مثلًا.

“حين أفكر بالأمر أقلق وأتمنى لو أنني خضعت للدورة وحصلت على الشهادة بشكل طبيعي”.

وفي وقت سابق أعد تقريرًا بعنوان “اللاجئ السوري وموظفو الدولة في تركيا.. آثار الخوف القديم“، ناقشت خلاله المخاوف التي تتملك اللاجئين السوريين عند أي احتكاك لهم مع الدوائر الرسمية.

ولفت حينها الباحث الاجتماعي حسام السعد، إلى ارتفاع نسبة الإرباك في تمثل النظام المؤسساتي بالنسبة للسوريين في تركيا، أو أي بلد يكون للمؤسسات فيه دورها التنظيمي الفعال، وعزا ذلك لكون السوريين خارجين من ثقافة حياتية غير مؤسساتية في نمط علاقتهم مع مؤسسات ودوائر الدولة.

قانونية؟

المحامي السوري المهتم بأمور السوريين القانونية في تركيا، وسيم قصاب، أوضح في حديث إلى عنب بلدي، أن الشهادة طالما أنه يجري منحها دون امتحان، فهذا لا يضع الشخص أمام أي مشكلة.

وأضاف قصاب أن “السمسرة” في هذه الحالة لا تعتبر تهمة، كعمل أي مكتب استشارات، لكن المسؤولية تقع على عاتق الأستاذ الذي وافق على توقيع الشهادة دون حضور الشخص المعني.

آلية التقديم

يمكن التقدم للانضمام للدورات عبر رابط إلكتروني تابع لمديرية الهجرة، بإدخال المعلومات الشخصية بحسب الإقامة أو وثيقة “الحماية المؤقتة”.

ويختار المتقدم للبرنامج لغة الترجمة المناسبة له، وتشمل لغات الترجمة اللغة العربية من بين لغات أخرى، كالإنجليزية والفرنسية.

وتتوفر الدورات على مدار الأسبوع، ويمكن للمتقدم اختيار الوقت المناسب له، خلال الأسبوع أو في أيام العطلة، واختيار الولاية والمنطقة التي يقيم فيها، للتواصل معه من قبل مديرية التربية أو مركز “التعليم الشعبي”، وإعلامه بموعد بدء البرنامج.

ويجب للتقدم للدورات أن يكون الفرد أتم الـ17 عامًا، ولديه الحق القانوني للإقامة في الدولة.

ما الغاية؟

يجري خلال الدورة التي تستمر نحو ساعتين، في جلسة يديرها أستاذ تركي ومترجم، الحديث حول نمط الحياة العامة في تركيا، وبعض السلوكيات التي لا يحبذها الشعب التركي، إلى جانب لمحة عن العادات والتقاليد، التي لا تختلف كثيرًا عن بيئة السوريين بحكم جيرة البلدين والطبيعة الاجتماعية لديهما.

وبحسب ما أعلنته مديرية التربية التركية عبر موقعها الإلكتروني، تهدف دورات الاندماج لتعريف الفرد بالأخلاق العامة والاجتماعية والعادات الخاصة بالمجتمع التركي.

كما تسعى لتعريفه بحقوقه ومسؤولياته في البلد المقيم به، والتعرف إلى المؤسسات الأساسية والوجهات الممكنة حال مواجهة مشكلات أو في احتياجاته اليومية.

شرح المعاملات المصرفية وكيفية فتح حساب مصرفي واستخدام الخدمات البريدية، وكيفية الوصول إلى أرقام الطوارئ والحصول على المساعدة، التعريف بمتطلبات الالتحاق بالمدارس بمختلف المراحل التعليمية، من أهداف الدورة أيضًا.

إلى جانب ذلك، تهدف إلى التعريف بإجراءات الزواج والطلاق وكيفية تسجيل الأطفال وحديثي الولادة، بالإضافة إلى خدمات المساعدة القانونية، والتعريف بالخدمات الصحية الطارئة وحجز المواعيد في المستشفيات والمنشآت الطبية.

في تناقص

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا، ثلاثة ملايين و530 ألف و57 شخصًا، وفق إحصائية مديرية الهجرة التركية، الصادرة في 24 من تشرين الثاني الحالي.

وانخفض عدد السوريين الحاملين لبطاقة “الحماية المؤقتة” منذ مطلع أيار الماضي، بحوالي 230 ألفًا، إذ بلغ عددهم عند إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن مشروع بلاده لإعادة مليون لاجئ، في أيار الماضي، ثلاثة ملايين و761 ألفًا و267 لاجئًا سوريًا.

وكشف أردوغان حينها عن مساعي حكومته لإعداد مشروع لضمان عودة مليون لاجئ سوري “عودة طوعية” إلى بلادهم.

وأضاف أن المشروع سيتركز في 13 منطقة بمدن جرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين، بالتعاون مع المجالس المحلية في هذه المناطق، وسيتضمن كل منشآت البنية التحتية الاقتصادية، كالمستشفيات والصناعة ومشاريع الزراعة، بجانب المنازل والمدارس.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.