أنفه لا يخطئ… عطار سوري يصنع عطورات شبيهة بالعلامات التجارية الفخمة

9 نوفمبر 2022آخر تحديث :
أنفه لا يخطئ… عطار سوري يصنع عطورات شبيهة بالعلامات التجارية الفخمة

أنفه لا يخطئ…عطار سوري يصنع عطورات شبيهة بالعلامات التجارية الفخمة

تركيا بالعربي – متابعات

كل ما يحتاجه العطار السوري محمد المصري هو مجرد رشة واحدة من العطر حتى يصنع ما يماثل العطورات التي تقدمها علامات تجارية فخمة، وذلك دون أن يضع على منتجه أي علامة تجارية، أما سعره فأرخص بكثير من العطر الأصلي.

ولهذا يتقاطر العشرات من الزبائن على متجره الصغير يومياً، والذي يقع في سوق أثري في مدينة دمشق القديمة، إذ يحمل أغلب هؤلاء الزبائن صوراً على هواتفهم للعطورات الراقية التي يرغبون بتقليدها.

ويعلق ذلك العطار البالغ من العمر 55 عاماً على ذلك بقوله: “كل ما لدي في متجري هو هذا الأنف الذي دربته منذ أن كنت في الخامسة عشرة من عمري، إذ ليس لدي ورشة كبيرة ولا معدات متطورة”.

بعد 11 عام من الحرب الوحشية والانهيار الاقتصادي، أصبح غالبية السوريين يعانون في تأمين أساسيات الحياة، فما بالك بالعطر؟!

محمد المصري في متجره

قبل الحرب، كانت أغلب منتجات المصري هي عبارة عن تقليد للعطورات الشرقية ذات الثمن الباهظ، مثل رائحة العود الثقيلة، إلى جانب العطورات اللطيفة وتلك التي تؤخذ من الأخشاب، إذ هذا ما بقيت عائلته تفعله طوال قرن من الزمان.

ولكن بعد قيام الحرب في سوريا، زاد الطلب كثيراً على الأنواع الرخيصة المقلدة لأهم العطورات التي تطرحها علامات تجارية مهمة، ولهذا امتلأت جدران متجر المصري بصور للعطورات التي تتمتع بشهرة عالمية.

وعن ذلك تقول شام الفلاح، 24 عاماً، وهي إحدى زبونات هذا المحل: “العطر أساسي بالنسبة للشابات، وهو أشبه بالطعام أو الماء.. وقد كنت أشتري عطورات غربية ولكن لم يعد بمقدوري دفع ثمنها بسبب صعوبة وصول المنتجات المستوردة إلى سوريا”، ثم طلبت نوعاً مقلداً من أنواع العطور يشبه عطرها الإيطالي المفضل.

على الرغم من أن دمشق القديمة نجت من أسوأ دمار خلفته الحرب التي بدأت عندما أخذت قوات النظام تقمع المظاهرات السلمية، إلا أن الليرة السورية فقدت 99% من قيمتها تقريباً.

قوارير أساس العطر في متجر المصري

أي إن الموظفين لدى الدولة في سوريا يتقاضون تقريباً 25 دولاراً بالشهر، أي ما يعادل ربع قيمة زجاجة عطر مستورد.

بيد أن المصري يبيع عطوراته بنحو ستة دولارات، وهذا ما جعل أشخاصاً من مختلف مشارب الحياة يتحولون إلى زبائن لديه.

فقد قطع أحمد درة، 60 عاماً، مسافة 50 كم بالسيارة من مدينة الزبداني الجبلية، ليشتري خمس زجاجات من العطر لأهل بيته، ولهذا أخذ يراقب المصري وهو يرص العشرات من القوارير على منضدة، إحداها تحتوي على خلاصة الياسمين، والثانية للوردة الدمشقية، والثالثة برائحة المسك، وغير ذلك من أساس العطورات التي يستخدمها مع منتجاته المقلدة.

ويعلق ذلك الرجل الذي يعمل بالزراعة على ذلك بقوله: “لا أعرف الكثير عن الماركات الغربية، لكن أثق بأنف هذا الرجل”.

المصدر:Yahoo News

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.