3 مدن في تركيا تشهد أكبر زيادة بأسعار العقارات بالعالم
تركيا بالعربي – متابعات
شجرة “دم الأخوين” واحدة من أندر الأشجار في العالم، توجد في جزيرة سقطرى اليمنية ومن النادر أن تجدها في أي مكان آخر حول العالم.
وسميت بدم الأخوين لأنّها تحكي قصة أول قطرة دم سفكت على الأرض، عندما قتل قابيل هابيل، حيث سال دم هابيل على الأرض، وشرب التراب دمه فنبتت منه شجرة دم الأخوين، كما تقول الأسطورة.
وارتبطت اسم هذه الشجرة بلونها هذا، نظراً للسائل ذي القوم واللون الدموي الأحمر الذي تطرحه. فبمجرد خدش لحائها الناعم خدشًا بسيطًا، تنزف سائلاً كالدم الأحمر، اسمه العلمي ” راتينج كبريتيد الزئبقيك”. في حين يطلق البعض عليها أيضا أم “دم التنين”.
شجرة دم الأخوين في سقطرى، شجرة مميزة لها تاريخ طويل في الاستخدام التجاري. وهي معروفة فقط من جزيرة سقطرى باليمن، تعيش داخل بقايا غابة “دم التنين” التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ على جبال الجرانيت وهضاب الحجر الجيري.
تقع سقطرى على بعد مائتي ميل من الساحل اليمني، وهي جزيرة نائية تُعرف باسم جوهرة الجزيرة العربية، أدى انفصال جزيرة سقطرى عن البر الرئيس للجزيرة العربية لمدة 34 مليون عام إلى ظهور نباتات فريدة من نوعها – حيث لا توجد 37٪ من الأنواع النباتية الموجودة فيها في أي مكان آخر.
أدرج أرخبيل سقطرى على لائحة منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” منذ 2008 نظرا لكونه “موقعا استثنائيًا من حيث التنوع الكبير في نباتاته ونسبة الأنواع المستوطنة” فيه.
غابة سقطرى
فمن بين 825 نوعًا من النباتات تم تحديدها في الأرخبيل، يُعتبر أكثر من ثلثها فريدا، وفقًا للمنظمة الأممية. وتعدّ شجرة “دم التنين” التي تمتلك فوائد طبية، أكثرها تميّزًا.
يجلب موسم الرياح الموسمية هذه المناطق بالغيوم والرذاذ وضباب البحر – وتعترض أوراق أشجار التنين هذه الرطوبة المحمولة جواً، وتوجهها نحو أنظمة الجذر المظللة بمظلة كثيفة على شكل مظلة. المظهر الغريب لشجرة دم الأخوين والعمر القديم يتناقض مع الأنواع التي تكيفت بخبرة مع بيئتها.
كانت هذه الشجرة الرائعة مهمة اقتصاديًا لعدة قرون، مميزة بمظهرها غير العادي الذي يشبه المظلة وقد استخدمها السكان المحليون كغذاء للماشية فإطعام كميات صغيرة جدًا من التوت للأبقار والماعز يحسن صحتهم، على الرغم من أنها تسبب المرض في حال الإفراط.
ربما اشتهرت الشجرة باللون الأحمر الذي يشار إليه من قبل القدماء باسم “الزنجفر”، وكان معروفًا في التجارة قبل 60 بعد الميلاد ؛ويُعتقد أن صبغة “دم التنين” أو “دم الأخوين” كانت مسؤولة عن اللون المكثف لكمان ستراديفاريوس.
لأشجار دم الأخوين فوائد طبية هائلة منها علاج التهابات وتقرحات الجلد، وبعض مشكلات الجهاز الهضمي وتقرحات المعدة، فضلاً عن استخدامها كمطهر للثة؛كما أنها تدخل في صناعة معجون الأسنان.
وكان أمراء اليمن والعرب وأباطرة الصين يستخدمونه قديمًا لصبغ ثيابهم وأوانيهم، وفقاً لكتاب “اليمن في المصادر القديمة اليونانية والرومانية”.
وعلى الرغم من كل هذا، فإن مستقبل هذه الأنواع غير معروف. إذ يتجدد عدد قليل من أشجار التجمعات بشكل طبيعي، والمشكلة الأكثر أهمية هي تغير المناخ، فسقطرى في حالة جفاف، ومن المتوقع أن يفقد 45٪ من أعداد الشجرة بحلول عام 2080. وفي حين أن توسيع محمية Skund Nature يمكن أن تحمي منطقتين محتملتين، إلا أن هذا المستوى من الحماية لن ينقذ كل الأنواع.
فما لم يتم اتخاذ خطوات رئيسية للتخفيف من تغير المناخ قريبًا فإن مستقبل الشجرة القديمة والأيقونية في سقطرى – إلى جانب عدد لا يحصى من الأنواع الأخرى سيكون في خطرٍ كبير.
المصر : أراجيك