تقرير مروع: ميليشيات أسد استخدمت (تمليح جثث المعتقلين) في صيدنايا

16 سبتمبر 2022آخر تحديث :
تقرير مروع: ميليشيات أسد استخدمت (تمليح جثث المعتقلين) في صيدنايا

تقرير مروع: ميليشيات أسد استخدمت (تمليح جثث المعتقلين) في صيدنايا

تركيا بالعربي

كشفت مصادر إعلامية عن تفاصيل جديدة مروعة، تتعلق بمصير مئات المعتقلين الذين يقتلهم نظام أسد في المحارق البشرية التي يطلق عليها اسم (سجون)، وعن كيفية احتفاظ جلادي السجون بالجثث ريثما يتم نقلهم ودفنهم في مقابر جماعية.

وذكر تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية وترجمه موقع أورينت نت، أن “ميليشيا أسد في سجن صيدنايا، استخدمت طريقةً خاصة من أجل حفظ جثث المعتقلين القتلى وإبطاء عملية تحللها أثناء عملية تجميعها قبل أن يتم التخلص منها، حيث نقلت الوكالة عن معتقل سابق يُدعى عبدو (30 عاماً) طلب عدم الكشف عن اسمه الحقيقي، قوله إنه في أحد أيام شتاء 2017، وقبل نقله من السجن إلى المحكمة، دفعه الحارس إلى داخل غرفة لم يرَها من قبل، فإذ بقدميه الحافيتين تغرقان في كميات من الملح الصخري”.

وأضاف أنه لم يكن قد ذاق طعم الملح منذ دخوله قبل عامين سجن صيدنايا الذي يمنع القائمون عليه الملح في الطعام عن السجناء، فما كان منه إلا أن أخذ بقبضة يده كمية من الملح الذي تبيّن أنه يغطي الغرفة، واستمتع بمذاقه، ولكن وبعد دقائق قليلة، تجمّدت رعباً عندما تعثّرت بجثة نحيلة ملقاة على الملح وإلى جانبها جثتان أخريان.”.

ويقول من منزله في لبنان: “ظننت أن هذا سيكون مصيري… وأنه حان دوري لإعدامي وقتلي. لم أعد أقوى على الحركة، جلست قرب الحائط وبدأت بالبكاء وتلاوة القرآن”، مضيفاً: “كان هذا أصعب ما رأيته في صيدنايا جراء الشعور الذي عشته ظناً بأن عمري انتهى هنا”، حيث يصف عبدو الغرفة المستطيلة، ستة أمتار بالعرض وسبعة أو ثمانية بالطول، أحد جدرانها من الحديد الأسود يتوسطه باب حديدي. تقع الغرفة في الطابق الأول من المبنى المعروف بالأحمر، وهو عبارة عن قسم مركزي تتفرع منه ثلاثة أجنحة.

معتصم دخلها يوم إطلاق سراحه

معتصم عبد الساتر (42 عاماً) يروي تجربة مشابهة في غرفة مختلفة تقع في الجناح نفسه من الطابق الأول من المبنى الأحمر، ويصف معتصم غرفة بعرض أربعة أمتار وطول خمسة أمتار، ولا يوجد فيها حمام، كان قد دخلها في 27 نيسان/أبريل 2014 بعد أن طلب أحد السجانين منه المساعدة قبيل ساعات من إطلاق سراحه.

ويقول من منزله في الريحانية في جنوب تركيا: “غرقت قدمي في مادة خشنة. نظرتُ فإذا به ملح بعمق 20 إلى 30 سنتمتراً”، لكن سرعان ما وقعت عيناه على أربع أو خمس جثث ملقاة في المكان.

وتابع:”شعور لا يوصف، أصعب من لحظة الاعتقال. قلت لنفسي سيعدمونني الآن ويضعونني بينهم… أنا أساساً أشبههم”، مضيفاً: “كانت الجثث تشبه المومياء، وكأنها محنّطة… كانت عبارة عن هيكل عظمي مكسوٍّ باللحم يمكن أن يتفكّك في أي لحظة”.

ليس واضحاً ما إذا كانت الغرفتان استُخدمتا في الوقت ذاته “كغرفتي ملح” في العامين 2014 و2017، أو إذا تمّ استبدال واحدة بأخرى. كما ليس معروفاً ما إذا كانت تلك الغرف لا تزال موجودة.

بدوره، يتذكر محمّد فارس (34 عاماً) الذي أمضى سبع سنوات في سجون النظام بينها عامان وخمسة أشهر في صيدنايا، صديقاً له عاد في أحد أيام نيسان/أبريل 2014 الى الزنزانة محملاً بالملح في جيوبه. وأوضح له هذا الأخير أن الحراس طلبوا منه ومن معتقل آخر وضع جثث في أكياس داخل غرفة مفروشة بالملح.

لم يتوقف فراس وأصدقاؤه كثيراً عند وجود الجثث داخل الغرفة. ويقول عبر الهاتف من ألمانيا: “سعادتنا كانت تكمن في الملح، كان ثروة كبيرة”.

وبناء على شهادات معتقلين وموظفين سابقين في السجن، تعتقد رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا أن أول “غرفة ملح” وُجدت في النصف الثاني من العام 2013، مع اشتداد التعذيب وتردّي الأوضاع في السجن.

ويقول الشريك المؤسس في الرابطة دياب سرية: “تمكّنا من تحديد غرفتي ملح على الأقل، وكل منهما استُخدمتا لتجميع جثث الأشخاص الذين قضوا تحت التعذيب أو تُوفّوا جراء الأمراض أو عمليات التجويع”.

ويضيف أنه كان يتمّ الإبقاء على الجثث بين يومين وخمسة أيام داخل المهاجع إلى جانب المعتقلين كأحد أساليب العقاب، قبل نقلها إلى غرف الملح لـ”تأخير تحلّلها”. ثم تُترك الجثث يومين داخل “غرف الملح” في انتظار تجميعها قبل نقلها إلى مستشفى عسكري لتوثيق الوفاة ثم إلى مقابر جماعية.

ويوضح سرية: “برأينا، الهدف من الملح هو حفظ الجثث، إذ إن الملح يمتص السوائل والإفرازات، ويحول دون أن تفوح رائحتها، وذلك لحماية السجانين وإدارة السجن من البكتيريا والأمراض”.

ويضيف: “هناك الكثير من الموت في صيدنايا لكن ليس هناك برادات للموتى”، مشيراً أيضاً إلى صعوبة نقل الجثث يومياً إلى خارج السجن خصوصاً في فترات اشتدت فيها المعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة بين 2013 و2017.

وسبق أن نشرت الولايات المتحدة صوراً جوية لسجن صيدنايا تُظهر إنشاء حكومة ميليشيا أسد محرقة للتخلص من جثث الآلاف من المساجين الموتى في السجن.

يشار إلى أن تقرير منظمة العفو الدولية كشف أنه في الفترة من 2011 إلى 2015، كانت تؤخذ مجموعات لا تقل عن خمسين من نزلاء سجن صيدنايا كل أسبوع إلى خارج الزنزانات ويُضربون ثم يُشنقون في منتصف الليل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.