صواريخ ذكية وترسانة أسلحة محلية.. ماذا يعني عام 2023 لسلاح الجو التركي؟

4 أغسطس 2022آخر تحديث :
تاي تي إف
تاي تي إف

صواريخ ذكية وترسانة أسلحة محلية.. ماذا يعني عام 2023 لسلاح الجو التركي؟

تركيا بالعربي – متابعات

فيما يستمر العد التنازلي للذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية العام المقبل، يشهد سلاح الجو التركي تطورات مهمة وملحوظة على صعيد الصواريخ والأنظمة الوطنية، ويُنتظر قدوم عام 2030 وما بعده لتدشين منصات جوية وطنية بالكامل من الجيلين الخامس والسادس.

غالباً ما يُستشهد بعام 2023 في كل مجال تقريباً، فبينما تنتظر تركيا حلول الذكرى المئوية الأولى بفارغ الصبر للكشف عن أفضل ما توصلت إليه صناعة الدفاع الوطنية، كما هو الحال في عديد من القطاعات الأخرى، يستعدّ سلاح الجو التركي لتسلُّم صواريخ وأنظمة ذكية مطورة محلياً ستمكنه حسب خبراء من قلب كفة الموازين لصالحه على صعيد حروب جو-جو وجو-أرض.

وعلى الرغم من إقصاء تركيا من برنامج المقاتلة الشبحية الأمريكية (F-35) لم تكتفِ أنقرة بتحسين وتعزيز مسيّراتها ومقاتلاتها من طراز (F-16) بأسلحة وأنظمة محلية متطورة، بل زادت زخمها لإنتاج مقاتلتها الشبحية الوطنية من الجيل الخامس (MMU)، وكذلك أعلنت شركة “بايكار” التركية المصنعة للمسيَّرات المحلية عن برنامجها الواعد، المتمثل في تصميم وإنتاج مقاتلات مسيّرة من الجيل السادس ستكون جاهزة بحلول 2023، التي بدخولها الخدمة ستغير مفهوم الحروب الجوية تماماً.

في هذا التقرير سوف نلقي الضوء على سلاح الجو التركي ونستعرض أبرز ما ينتظره خلال العام المقبل وعلى مدى السنوات العشر إلى الخمس عشرة القادمة.

بادئ ذي بدء، تُعتبر القوات الجوية التركية من الأبرز في العالم. وعن قدرتها القتالية في الوقت الحاضر قال الباحث في الصناعة الدفاعية أنيل شاهين: “نحن نتحدث عن قوة تتكون من أكثر من 230 طائرة مقاتلة من طراز (F-16) من الجيل الرابع، وأكثر من 30 طائرة مقاتلة من طراز (F-4E 2020 Terminator)، بالإضافة إلى عشرات المسيّرات المسلحة وغير المسلحة من طرازات بيرقدار وعنقاء”.

وحسب موقع “غلوبال فاير باور”، يحتلّ سلاح الجو التركي الذي يضمّ ألفاً و57 طائرة عسكرية، المرتبة التاسعة عالمياً. ويمتلك سلاح الجو التركي 205 مقاتلات حربية من طراز “إف 16” و”إف 4 فانتوم”، و81 طائرة شحن عسكري، و270 طائرة تدريبية، و20 طائرة للمهامّ الخاصة، بالإضافة إلى 474 مروحية بينها 107 مروحيات هجومية. بالإضافة إلى امتلاكها 98 مطاراً صالحاً للاستخدامات العسكرية في جميع أنحاء تركيا، و7 طائرات لوجستية خاصة لتزويد الوقود جواً.

وفي جانب الدفاع الجوي، تمتلك تركيا منظومة الدفاع الروسية المتطورة “إس 400” إلى جانب منظومات أمريكية وأخرى وطنية، مثل “حصار” و”سيبار”، فضلاً عن استفادتها من نظام الإنذار المبكّر المحول جوّاً الخاصّ بحلف الناتو (AWACS)، وامتلاك سلاحها الجوي قدرات مستقلة متمثلة بأسطول الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوّاً على طائرة بوينغ (AEW & C737)، إضافة إلى طائرتين خاصتين بالاستخبارات الإلكترونية.

منصات وطنية لخوض حروب المستقبل

تُنتِج شركات الصناعات الدفاعية التركية المختصة في صناعة الطائرات المسيّرة نوعين أساسيين: طائرات مراقبة يطلق عليها اختصاراً (İHA)، وطائرات مسلحة تُعرف بـ(SİHA). وتصنّع عدة شركات تركية أنواعاً وأشكالاً مختلفة من الطائرات المسيّرة، أبرزها طرازا “عنقاء” و”أكسونغر” التي تُنتجها شركة صناعة الطيران والفضاء التركية “توساش”، وطرازا “بيرقدار تي بي 2″ و”أقينجي” من إنتاج شركة “بايكار” للصناعات الدفاعية.

وبنفس الزخم الذي دخلت به تركيا عالم تصنيع الطائرات المسيّرة ذات الاستخدامات العسكرية، خطت خطوات ملموسة في إنتاج وتطوير طائرات الدرون الانتحارية التي تستخدم آليات وخوارزميات الذكاء الصناعي والتعليم العميق، حيث تنتج شركة التكنولوجيا العسكرية (STM) التركية نماذج مختلفة من هذه الطائرات الانتحارية، أبرزها “كارغو” ذو الأجنحة الدوارة و”ألباغو” ذو الأجنحة الثابتة.

وإلى جانب الطائرات المسيَّرة والدرون الانتحارية الذكية التي تصنعها وتستخدمها تركيا، أعلنت شركة “بايكار” الدفاعية بدء العمل على “التصميم المفاهيمي” لمشروع مسيّرتها الجديدة من الجيل السادس المسماة “قزيل إلما”. وعلى الرغم من أنه لا تتوافر معلومات كثيرة عن المقاتلة المسيّرة الجديدة حتى الآن، فإن مهمتها الرئيسية ستكمن في تحقيق التفوق الجوي على مقاتلات العدو خلال حروب المستقبل، خصوصاً بعد استبعاد الولايات المتحدة تركيا من مشروع المقاتلة من الجيل الخامس (F-35).

صواريخ ذكية ومتطورة

كما تسعى تركيا عبر شركات الصناعات المحلية جاهدة لتحديث مقاتلات سلاح الجو عبر تطوير الرادارات وأنظمة الذخيرة الذكية بإمكانيات وطنية خالصة.

ويُنتظر أن يشهد العام المقبل دخول مخزون القوات الجوية التركية صواريخ محلية ووطنية بامتياز، التي سوف تصنع لنفسها اسماً في إطار القدرات التي سيكتسبها سلاح الجو التركي، لا سيما تلك التي ستُستخدم من متن المنصات المسيّرة ومقاتلات (F-16) على حد سواء، والتي ستزداد بفضلها القدرات الهجومية للقوات الجوية التركية كثيراً في جميع المجالات الجوية والبرية، وحتى والمضادة للسفن.

في السياق ذاته يقول شاهين إن 3 صواريخ جديدة تنتظر دخول مخزون سلاح الجو في مجال الجو-جو، هي: “جوك دوغان” و”بوز دوغان” و”جوكغان”. وأضاف: “كوكغان هو صاروخ رام جيت من شأنه أن يضمن تفوُّق سلاح الجو التركي في هذا المجال. ومع ذلك، من أجل الاستخدام الفعال لهذه الصواريخ، يجب أن تكون الطائرات مجهزة برادار (AESA)، وهو ما تفعله شركة أسيلسان التركية حالياً”.

TRT عربي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.