مخطط تركي جديد لإعادة السوريين.. ما هو الثمن؟

26 يوليو 2022آخر تحديث :
معبر باب الهوى
معبر باب الهوى

مخطط تركي جديد لإعادة السوريين.. ما هو الثمن؟

مرة أخرى، يجدد رئيس حزب “الشعب الجمهوري” التركي المعارض كمال كليجدار أوغلو، عزمه إعادة السوريين إلى بلادهم، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية التركية المقبلة.

إذ لا يزال ملف اللاجئين السوريين ورقة بارزة ومؤثرة في صراع الأطراف السياسية في تركيا قبل الانتخابات العامة هناك التي باتت “على الأبواب”.

كليجدار أوغلو، قال في وقت سابق إن تركيا سترسل ملايين اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم إلى بلادهم، كما قال أنه سيعيد العلاقات الدبلوماسية مع الرئيس السوري بشار الأسد، في حال فوزه بالانتخابات العامة التي ستقام في تركيا صيف العام المقبل.

أربعة مراحل

ورقة اللاجئين السوريين تعد الملف الأبرز في يد المعارضة التركية، حيث تواصل التركيز على مسألة اللاجئين السوريين في خطابها السياسي الموجه لانتقاد الحكومة التركية التي لم تقصر بدورها في استغلال ورقة اللاجئين السوريين سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي.

وفي كلمة أمام ممثلي منظمات المجتمع وقادة الرأي في أنقرة، قبل يومين، صرح كليجدار أوغلو، إن الأتراك غير مرتاحين مع اللاجئين السوريين، “سوف نعيدهم إلى بلادهم، ونهيئ لهم الظروف المناسبة للعيش بسلام في بلادهم”.

وبيّن أن خطته تعمل على إعادة 99 بالمئة من اللاجئين السوريين خلال عامين إلى بلادهم، بعد توفير جميع سبل الأمان والاستقرار لهم، على حد زعمه.

وأردف كليجدار أوغلو أن مراحل خطته تقوم على أربعة مراحل؛ هي إقامة حوار مع الحكومة السورية وإعادة العلاقات معها، وضمان سلامة أرواح المواطنين وممتلكاتهم، فيما سيتدخل الجيشان التركي والسوري والأمم المتحدة لتوفير الأمن، ثم توفير أماكن السكن والعمل للعائدين بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

وتابع في حديثه أن المرحلة الأخيرة هي نقل مصانع السوريين الموجودة في ولاية غازي عنتاب إلى حلب للعمل هناك، وتوفير فرص عمل للسوريين العائدين، زاعما بأن خطته سترسل اللاجئين السوريين بسلام ودون عنصرية، وفق تعبيره.

الاستخدام عند الطلب

حزب “الشعب الجمهوري” المعارض، علق في 18 شهر نيسان/أبريل الماضي لافتة كبيرة، تطالب الحكومة بمجموعة من التوضيحات حول اللاجئين.

اللافتة عُلّقت في مبنى الحزب بأنقرة، وحملت عنوان “إما أن تقدم جوابا أو تقدم حسابا” وهي موجهة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته، تضمنت أربعة أسئلة هي: “هل طلبتم من اللاجئين إثبات معلومات هويتهم الحقيقية؟ ولماذا توزعون الجنسية عليهم ولأي شيء تستعدون؟ وهل تقومون بعمل مسح أمني عند منح الجنسية للاجئين؟ ولماذا تسمحون بعبور غير نظامي للاجئين بظل معرفتكم من الحدود؟”.

وفي تعليق سابق للكاتب السياسي درويش خليفة، حول هذا الاحتدام السياسي بين السلطات التركية ومعارضتها، فإن “تصريحات المعارضة التركية ليست وليدة اللحظة ولا نتيجة الانتخابات التركية الحالية. فمنذ قرابة 8 سنوات، استفادت المعارضة التركية من ورقة اللاجئين السوريين في أي استحقاق انتخابي”، وفق رأي الكاتب السياسي درويش خليفة “للحل نت”.

اللاجئون ورقة ضغط لكسب المصالح؟

مع احتدام التصريحات السياسية من قبل السلطات التركية والأحزاب المعارضة التركية، فإن الفترات المقبلة قد تجلب مزيدا من النقاشات والتوترات السياسية وتبادل الاتهامات بين الحكومة والمعارضة في تركيا، وسيكون ملف اللاجئين ورقة مهمة في يد المعارضة لتأثيره المباشر على الناخب التركي.

وبالعودة إلى الكاتب السياسي، درويش خليفة، يعتقد أن “أي معارضة في العالم تحاول دائما استغلال أوراق الضغط الشعبي، للضغط على السلطات وكسب الأصوات والنقاط في الانتخابات أو أي استحقاق آخر. أما في تركيا فالموضوع بصراحة أن الجميع استفاد من ورقة اللاجئ السوري، سواء من قبل السلطات أو المعارضة، حتى في سوريا سابقا حاول الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، كثيرا أن يلعب بورقة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا”، وفق تعبير خليفة.

وخلص الكاتب السياسي حديثه، بالقول: “الآن اللاجئون السوريون أنفسهم مطالبون بالبحث عن بدائل في حال خسر الحزب الحاكم في تركيا، أو فيما إذا المعارضة السورية ستقوم بإخراجهم واحتوائهم أو أن يتم حمايتهم بموجب القوانين الدولية، وكل هذه الأمور تقع على أكتاف السوريين والنشطاء المدنيين والمنظمات المدنية الإنسانية والحقوقية، لإيجاد سبل لإخراجهم من هذه العقبة إذا نجحت المعارضة التركية بالفعل في الانتخابات المقبلة وتصاعد الأمر وذهب إلى اتجاهات أخرى”.

هذه ليست المرة الأولى الذي يدعو فيها كليجدار أوغلو، إلى عودة السوريين إلى بلادهم، حيث توعد عدة مرات بأنه سيحل المشكلة السورية ومشكلة السوريين في غضون عامين، مؤكدا تصميمه على ذلك.

وشدد في تصريحات سابقة لوسائل الإعلام التركية، على أن “المواطنين الأتراك لم يعد بإمكانهم تغطية نفقاتهم، وأصبحوا عاطلين عن العمل بسبب اللاجئين السوريين في تركيا منذ سنوات”.

المصدر: الحل نت

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.