بعد أوكرانيا .. بوتين المتشتت على وشك الموافقة على عمل عسكري جديد

25 يونيو 2022آخر تحديث :
بوتين والجيش الأوكراني
بوتين والجيش الأوكراني

بعد أوكرانيا .. بوتين المتشتت على وشك الموافقة على عمل عسكري جديد

المصدر: ديلي بيست

ترجمة: عبد الحميد فحام

بقلم: كريستينا جوفانوفسكي

أجبرت الحرب في أوكرانيا روسيا على تقليص وجودها العسكري في المناطق السورية التي قد تشهد قريباً عملاً عسكرياً تركياً، حسبما قال مسؤولون من المعارضة السورية لصحيفة ديلي بيست هذا الأسبوع.

حيث قال المسؤولون، بمن فيهم أعضاء في الجيش الوطني السوري: إن موسكو انسحبت من عدة مناطق في شمال غربي سورية بالقرب من الحدود التركية، بما في ذلك تل رفعت، حيث قالت أنقرة إنها ستُنفّذ عملية عسكرية ضد “قسد” المدعومة من القوات الأمريكية، والتي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية.

وسيشارك الجيش الوطني السوري، المدعوم من تركيا، في العملية المُحتملة، وفقاً لما ذكره يوسف حمّود، الضابط والمُتحدّث السابق باسم الجيش الوطني.

وقال حمّود، المتمركز في شمال غرب عفرين بسورية: إن روسيا قلّصت وجودها في مناطق حول حلب وتل رفعت. كما أضاف لصحيفة ديلي بيست: “سيسهل على تركيا الفوز في هذه الحرب”.

وقد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن بلاده ستُنفّذ عملية عسكرية في مدينتَيْ تل رفعت ومنبج في شمال غرب البلاد بالقرب من الحدود التركية لإنشاء “منطقة آمنة” يمكن أن يعود إليها مليون لاجئ سوري.

إن تركيا عازمة على شنّ تلك العملية لأسبابها الخاصة ولكن محاولة مثل هذه للتواجد في هذه المناطق، تُشكّل مخاطرة بمواجهة مباشرة بين تركيا العضو في الناتو والجماعات المتحالفة مع روسيا. وتأتي مثل هذه التوقعات بالرغم من أن أردوغان لم يقل متى ستبدأ العملية.

وتقول أنقرة: إن قسد، التي تعاونت مع الولايات المتحدة في عملياتها العسكرية، هي فرع من حزب العمال الكردستاني، وهي جماعة تقود تمرداً منذ عقود في تركيا، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف.

ويعتبر كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. حيث نفّذت أنقرة أربع عمليات عسكرية سابقة في سورية، بما في ذلك ضد وحدات حماية الشعب.

وتسبب الوجود التركي في سورية بخلافات بين أنقرة وبين حلفائها في حلف شمال الأطلسي ومنافسيها الأقوياء، بمن فيهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وبينما واصل أردوغان دعمه لجماعات المعارضة السورية، كان أيضاً يعمل على التعامل مع المصالح الروسية التي تتضارب مع المصالح التركية، حيث إن روسيا هي عبارة عن قوّة نووية قريبة على تركيا وتمتلك مقعداً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومصدراً مهمّاً للطاقة والسياحة لتركيا.

وبعد أن فرضت موسكو عقوبات اقتصادية على تركيا لإسقاطها طائرة مقاتلة في 2015 قالت أنقرة: إنها انتهكت مجالها الجوي. قالت روسيا: إن أردوغان أصلح ما سببه ذلك الحادث من ضرر.

وإذا قَبِلَ الكرملين الآن ضمنياً بعملية تركية في المناطق التي تسيطر عليها روسيا أو يسيطر عليها حلفاؤها، فيمكن اعتباره علامة على كيف أدّى غزو أوكرانيا إلى إرهاق الجيش الروسي ولم يعد قادراً على فرض مصالح روسيا أو مصالح حلفائها، حتى ضد دولة ذات وزن جيوسياسي وقوة عسكرية أقلّ.

وقد أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، عن قلقه من العملية المحتملة.

كما أفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية تاس: أن مبعوث موسكو إلى سورية صرّح بأن روسيا حاولت إقناع تركيا بعدم المضي قُدماً في العملية العسكرية.

ولكن مع ذلك، قال المحلل المقيم في موسكو كريم هاس والمتخصص في العلاقات التركية الروسية: إن روسيا يمكن أن تمنح تركيا الضوء الأخضر لشنّ هجوم، على الرغم من تعليقاتها العلنية.

وذكر أنه إذا سيطرت تركيا، أو الجماعات التي تدعمها، على تل رفعت، فقد يؤدي ذلك إلى محاولة السيطرة على حلب المجاورة، التي يسيطر عليها الأسد، حليف روسيا.

ويعتقد هاس أن الحرب الروسية في أوكرانيا جعلت موسكو أكثر اعتماداً على أنقرة، العضو في الناتو الذي لم يفرض عقوبات على روسيا والتي يمكن أن تخدم مصالح الكرملين من خلال تأخير عضوية الناتو للسويد وفنلندا.

كما أضاف هاس: “السيد أردوغان أقوى الآن فيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا مقارنة بما كانت عليه الحال قبل أربعة أشهر.” وقال إنه بما أن روسيا تريد فوز أردوغان في الانتخابات المقبلة، فقد تسمح موسكو بمثل هذه العملية لتعزيز شعبية الرئيس التركي بين قاعدته الجماهيرية.

وقال حمود، من الجيش الوطني السوري: إن القوات الإيرانية كانت تسيطر على بعض المناطق التي انسحب منها الروس.

وصرّح أحمد مستو، القيادي المدني في شمال غربي سورية والذي يعمل مع الجيش الوطني السوري، أن القوات الإيرانية سيطرت على مناطق حول حلب ومحافظة إدلب في الشمال الغربي حيث انسحبت روسيا.

وقال مستو: “لا يزال الروس يتمتعون بنفوذ سياسي على النظام السوري، لكن الإيرانيين يتمتعون بالسلطة العسكرية على خطوط الجبهات”.

وأضاف أن انسحاب القوات الروسية حدث بعد شهر إلى شهر ونصف من غزو موسكو لأوكرانيا.

وقال محمد إسماعيل، القيادي البارز في المجلس الوطني الكُردي ومقره القامشلي شمال شرقي سورية: إن الوجود المتزايد للقوات الإيرانية سيوفّر حافزاً أكبر لتركيا للشروع في العملية.

وشَهِدت بعض (المناطق) انسحاباً روسياً وقد ملأته القوات الإيرانية بدلاً من القوات المنسحبة. وإذا كانت إيران تزيد من نفوذها، فعندئذ يجب أن تدخل تركيا أيضاً.

فتركيا وإيران خصمان منذ فترة طويلة، وتقاتلان من أجل النفوذ في المنطقة وتتخذان طرفين متعارضين في سورية حيث تدعم طهران رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وأضاف إسماعيل أن هناك انخفاضاً ملحوظاً في الوجود الروسي قبل شهر، وتحديداً في المناطق المحيطة بتل رفعت باتجاه غرب نهر الفرات.

وبعد فترة وجيزة، أعلن أردوغان في 1 حزيران/ يونيو أن العملية العسكرية ستُنَفّذ في تل رفعت إلى جانب منبج.

ويعتقد إسماعيل أن القوات الكردية ستُسلّم الأراضي للنظام السوري لحمايتها من العملية التركية.

وقالت قوات سورية الديمقراطية في وقت سابق هذا الشهر: إنها قد تتعاون مع دمشق إذا نفّذت أنقرة وعيدها.

وسيكون هناك دافع آخر لشن عملية من قِبل أنقرة، حيث إن الوجود المتزايد للنظام قد يدفع المدنيين الذين يخشون الأسد نحو الحدود، مما قد يؤدي إلى المزيد من اللاجئين في تركيا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.