وصول دفعة جديدة من اللاجئين السوريين إلى هولندا

9 يونيو 2022آخر تحديث :
السوريون في مقدمة القادمين عبر ” لم الشمل ” إلى هولندا
السوريون في مقدمة القادمين عبر ” لم الشمل ” إلى هولندا

وصول دفعة جديدة من اللاجئين السوريين إلى هولندا

وصل عدد من اللاجئين السوريين إلى هولندا هرباً من الحرب المندلعة منذ عدة أشهر في أوكرانيا، وروى بعضهم لموقع “تلفزيون سوريا” ما واجهوه من مصاعب خلال هربهم من القصف في أوكرانيا إلى بلد الطواحين.

محمود، 25 عاماً، وصل إلى هولندا في أذار الماضي، كان يسكن ويدرس في مدينة أوديسا في أوكرانيا منذ عام 2016،

يقول محمود “في بداية الحرب عانينا من قلة المواد الغذائية والفوضى في البلاد، كنا نتمنى ألا تندلع الحرب، لأنه لا يوجد مكان آخر نذهب إليه”، ويضيف “بدأت الدول تجلي رعاياها ما عدا الدول التي تشهد حروباً ومشكلات مثل سوريا واليمن والعراق”.

“مخنثين” و”جبناء”

بعد اشتداد المعارك، حاول محمود الهروب مع أحد أصدقائه عبر الحدود مع بولندا، وهناك تعرّض لموقف عنصري من عناصر مسلحة، ويوضح “شتمنا المسلح أنا وصديقي، وصفنا بالمخنثين والجبناء، وقال لنا لا ترجعوا إلى أوكرانيا بعد انتهاء الحرب”.

بعد ذلك، قرر أحمد شقيق محمود الهرب أيضاً مع زوجته الأوكرانية، بعد أن وصلت الحرب إلى مدينة كيروفيغراد التي يقيم فيها.

يقول أحمد، 27 عاماً، “عندما اندلعت الحرب وزعت السلطات أسلحة على الشعب الأوكراني، وصرنا نخاف لأن السلاح انتشر بشكل مخيف بين السكان في المدينة، وحصلت أعمال انتقامية بين الأوكرانيين”.

ويضيف أحمد “على مدى أيام، كان هناك فوضى عارمة والصواريخ تساقطت على المدينة وكنا نسمع إطلاق نار كثيف، وبعد ذلك استطعنا الوصول إلى شخص يوصلنا إلى الحدود أنا وزوجتي مقابل 2000 دولار”.

ويشير أحمد إلى أنه “بعت كل ما أملك أنا زوجتي كي نجمع المبلغ ونهرب من الحرب”، موضحاً أن “تأمين المبلغ كان صعباً جداً، خاصة مع انهيار العملة المحلية”.

ومثل شقيقه أيضاً، قال أحمد إن “تعامل عناصر الجيش الموجودين على الحدود كان عنصرياً وسيئاً جداً”، مضيفاً أنه “أوقفونا ليوم كامل شديد البرودة على الحدود قبل الدخول إلى سلوفاكيا، رغم أننا كأجانب كنا عشرين شخصاً فقط، فيما كان طابور الأوكرانيين أكثر من خمسمئة شخص دخلوا قبلنا إلى سلوفاكيا”.

وأشار أحمد إلى أن “عناصر الجيش شتمونا وقالوا ألفاظاً بذيئة حول بشرتنا السمراء”.

ممنوع مرور الأجانب

أما علي، 26 عاماً، كان يقيم في مدينة أوديسا بغرض الدراسة منذ عام 2013، يقول “استيقظت فجر قصف استهدف المدينة، وبعد تزايد تساقط الصواريخ قررت الهرب مع اثنين من أصدقائي”.

ويضيف، لموقع “تلفزيون سوريا”، “وصلنا إلى الحدود مقابل 400 دولار لأحد السائقين، لكنه أنزلنا قبل 12 كم من أول حاجز عسكري قرب الحدود البولندية، حيث رفض العناصر دخولنا بأمر من الضابط المسؤول”.

ووفق علي، بقي هو ورفاقه لساعات قرب الحاجز بانتظار السماح لهم بالعبور، وبعد ذلك تجاوزوا الحاجز العسكري في غفلة عن حراسه، ثم مشوا لأكثر من 20 كيلومتراً إضافياً حتى وصلوا إلى الحدود البولندية”.

وعلى الحدود الأوكرانية البولندية، يقول علي إنه كان هناك ما يقرب من 2000 شخص، وهناك تم فصل الأجانب عن الأوكرانيين وسمحوا للأوكرانيين بالدخول إلى الجانب البولندي فقط.

وأشار علي إلى أنه التقى في الحدود مع رجل سوري كبير بالسن، كان ينتظر منذ ساعات طويلة دون أن يسمح له بالدخول إلى الأراضي البولندية.

الأولوية للأوكرانيين

“لا تحلموا بالدخول إلى بولندا قبل الساعة السادسة صباحاً وسيسمح للأوكرانيين بالدخول أولاً”، هكذا قال العسكري الأوكراني لعلي وأصدقائه في منتصف الليل والطقس شديد البرودة، مضيفاً أنه في الساعة السابعة سُمح لشخص واحد فقط عبور الحدود.

انتظر علي مع سوري آخر حتى الساعة الثانية عشرة ليل اليوم التالي، حتى تم السماح لهم بالمرور، بعد أن توسّل للجنود الأوكرانيين، وفق قوله.

ويضيف أنه “في ذلك الوقت كان يتم نقل الأوكرانيين بالحافلات إلى الجانب البولندي من الحدود، فيما يتم نقل الأجانب بسيارات الشحن”.

ويوضح علي “عاملونا بشكل سيء وتعرضنا للضرب، وأطفؤوا النار التي كنا نتدفأ عليها، وكان الجو بارداً جداً، فيما سمحوا للأوكرانيين بإشعال النار”.

بعد أن عبرت الحدود إلى بولندا، انطلق محمود وأحمد وعلي إلى العاصمة الألمانية برلين، ومنها إلى أمستردام، حيث سلموا أنفسهم هناك للسلطات الهولندية.

وينتظر اللاجئون السوريون الثلاثة الحصول على تصاريح الإقامة في هولندا، في وقت تشهد فيه البلاد ازدحاماً في مراكز الإيواء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.