لاجئون سوريون في هولندا يضربون عن الطعام.. ما مطالبهم؟

19 مايو 2022آخر تحديث :
لاجئون سوريون في هولندا يضربون عن الطعام.. ما مطالبهم؟

لاجئون سوريون في هولندا يضربون عن الطعام.. ما مطالبهم؟

تركيا بالعربي – متابعات

أضرب عدد من طالبي اللجوء السوريين في هولندا عن الطعام بهدف إجبار السلطات الهولندية على الاستماع إلى مطالبهم بتسريع إجراءات حصولهم على تصاريح الإقامة كونهم ينتظرون ذلك منذ عدة أشهر، في حين هدد لاجئون آخرون بالإضراب للأسباب ذاتها.

وقالت صحيفة “ألخمين داخبلاد” الهولندية في تقرير لها إن ما يقرب من 75 رجلاً قادمين من سوريا إضافة إلى اليمن وأفغانستان، مقيمين على متن يخت في مدينة ميبل في مقاطعة درينته، مضربون عن الطعام منذ أيام لأنهم يرفضون الطريقة التي يُعاملون بها من قبل الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء “COA” ودائرة الهجرة والتجنيس “IND”.

“غضب من الإعلام”
وذكرت “آلخمين داخبلاد” في تقريرها أسباب الإضراب وقالت إنهم يتلقون الآن ثلاث وجبات في اليوم ويتلقون أشياء أخرى مثل فراشي الأسنان ومعجون الأسنان، لكنهم يفضلون الحصول على جزء من ذلك “نقداًً”.

بدورها تقول المتحدثة باسم مؤسسة الإيواء للاجئين جاكلين إنجبيرز: “لدينا أيضاً ملاجئ طارئة حيث يتلقى الناس فيها وجبة ساخنة إضافة للمال مقابل الوجبتين الأخريين.. هذا ما يريده سكان القارب في ميبل أيضاً”.

وأضافت المتحدثة باسم COA في تصريحات لـ RTV Drenthe أنها تتفهم هذه الرغبة، “لكن لم يتم اختيار تلك الطريقة في ميبل نظراً لوجود مساحة صغيرة جداً على القارب، على سبيل المثال، لا يوجد مطبخ حيث يمكن للسكان إعداد طعامهم أو تخزينه في ثلاجات، وتريد COA معرفة ما إذا كان يمكن إعداد مساحة على الرصيف ليست لدينا فكرة حتى الآن ما إذا كان هذا احتمالاً، لكننا نريد البحث فيه”.

وتم استقبال طالبي اللجوء على متن اليخت في مدينة ميبل في الشمال الشرقي للبلاد منذ منتصف شهر تشرين الثاني الماضي وينتظرون بدء إجراءاتهم منذ ذلك الحين، وكان العديد منهم قد اضطر إلى الانتقال عدة مرات بين مراكز اللجوء.

وغضب اللاجئون من طريقة تعاطي بعض وسائل الإعلام الهولندي للإضراب وأكدوا أن الأمر لا يتعلق بالطعام أو بالمال فقط، كون السبب الرئيسي وراء الإضراب عن الطعام هي فترة الانتظار الطويلة لإجراءات الحصول على تصاريح الإقامة والذي يؤثر في إجراءات أخرى مثل لم شمل الأسرة، بحسب صحيفة “تراو” الهولندية.

كما أنهم لم يحصلوا على الرقم الوطني (BSN) وبالتالي لا يستطيعون العمل، بحسب ما ذكرت شبكة الإذاعة الهولندية “NOS” التي قالت إن أوقات انتظار طالبي اللجوء طويلة بسبب نقص عدد الموظفين في دائرة الهجرة والتجنيس “IND” وكثرة طلبات اللجوء الأمر الذي يؤدي إلى تراكم كبير في تقييم طلبات اللجوء.

لا نريد الحصول على المال.. نريد العمل
اللاجئ السوري علاء (35 عاماً) أحد الأشخاص الـ 75 المضربين عن الطعام، وصل في تشرين الثاني إلى ملجأ الطوارئ لطالبي اللجوء في ميبل، وكان ذلك مبدئياً حتى النسيان، لكن الوكالة المركزية لإيواء اللاجئين “كوا” قررت أن تبقي هذا الموقع مفتوحاً كمأوى للاجئين حتى نهاية كانون الأول القادم، ويقول علاء لصحيفة تراو الهولندية إن هذا وقت طويل جداً.

ونقلت الصحيفة الهولندية عن علاء قوله: “الأمر لا يتعلق بالطعام.. الأمر يتعلق بالرغبة في أن نقرر بأنفسنا ما نفعله.. هناك صورة خاطئة عنا. كثير منا أناس متعلمون تعليماً عالياً.. لا نريد الحصول على المال.. نريد العمل”.

ولم يتضح بعد إلى متى سيبقى الرجال في إضراب عن الطعام، وبسبب المخاطر الصحية على حياتهم طلبت COA المساعدة الطبية.

وهناك طبيب يقوم بفحص صحة طالبي اللجوء بشكل يومي وأعرب المتحدث باسم “الكوا” عن قلقه على حياتهم، وبحسب إنجبرز، فإن الإضراب عن الطعام “عادة ما يكون عملاً منفرداً أو مجموعة صغيرة.. هذه المجموعة الكبيرة استثنائية جداً”.

وتسعى “COA” إلى إيجاد حل مع مجموعة طالبي اللجوء، لكن لم يتم التوصل إليه بعد: “نحن أجرينا محادثات مع ممثل المجموعة ولا تزال محادثتنا جارية”، بحسب ما قالت المتحدثة باسم “الكوا”.

وتضيف “إنه ملجأ طارئ ولا يُقصد به السماح للناس بالبقاء هناك لفترة طويلة.. ولكن بسبب الوضع مع فترات الانتظار الطويلة ونقص القدرة الاستيعابية، لا توجد إمكانية لتقديم أي شيء آخر للناس.. نحاول أيضاً التفكير معهم”.

وأضافت للمتحدث باسم COA إن اللاجئين غاضبون “لأنهم يبقون في مكان لا يجب أن يبقوا فيه بالعادة لفترة أطول من بضعة أسابيع.. والآن بعد أن استغرق الأمر وقتاً أطول، فهم يخشون من أن يتم نسيانهم”.

لاجئون آخرون يهددون بالإضراب
في الأثناء، هدد عدد من طالبي اللجوء، معظمهم من السوريين المقيمين في مركز إيواء مؤقت في مدينة سخينين، ببدء إضراب عن الطعام بسبب فترات الانتظار الطويلة لبدء إجراءات طلبات لجوئهم، في حين ذكرت أنباء أنهم عادوا عن تهديدهم.

ويقول سكان مركز الإيواء في سخينين إنهم محبطون بسبب انتظارهم منذ أشهر للحصول على تصريح الإقامة وسط ظروف معيشية سيئة في المركز، وإضافة إلى ذلك، فإن سكان ملجأ الطوارئ غاضبون أيضاً لأنهم يشعرون أن اللاجئين من أوكرانيا يتلقون المساعدة بسرعة أكبر.

وقال اللاجئ السوري محمد شيخه المقيم في مركز الإيواء بحسب لموقع “1limburg”: “أنا أنتظر منذ ستة أشهر (..) قبل ذلك أقمت طوال الشتاء الماضي في الخيم والوضع كان صعباً جداً ومع ذلك تحملنا هذا”.

بدورها قالت اللاجئة السورية بريفان شيخة: “نحن نعيش في غرفة والغرفة فيها عائلتان مع بعض.. هذا لا يجوز”.

من جانبه تساءل اللاجئ السوري محمد قطريب: “لا يوجد خصوصية.. هل يستطيع الهولنديون أن يعيشوا الحياة التي نعيشها نحن الآن؟ هذا غير ممكن”.

منظمة مساعدة اللاجئين في هولندا “VWN” على اتصال وثيق مع طالبي اللجوء في مركز طالبي اللجوء في سخينين، وتقول إيفيتا بلومهوفيل إحدى موظفات المنظمة: “طالبو اللجوء على اتصال مع اللاجئين في بقية البلاد عبر WhatsApp.. سمعوا أن إجراءات لجوئهم بدأت وأجروا مقابلات مع إدارة الهجرة والتجنيس. لا يزال معظم الناس في سخينين أنفسهم ينتظرون المقابلة الأولى.. إنهم خائفون من أن يُنسوا”.

وأشارت متحدثة باسم IND في وقت سابق إلى أنه في ثلث الحالات، لم يتم الوفاء بمدة الانتظار القانونية حيث يجب أن يتلقى طالب اللجوء قراراً بشأن الطلب في غضون ستة أشهر، ولكن وفقاً لـ IND، فإن التمديد لمدة سبعة أشهر هو أمر معتاد بسبب نقص الموظفين.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يغضب فيها اللاجئون، إذ نُظمت احتجاجات في كانون الثاني الماضي بسبب الظروف المعيشية السيئة في مركز اللجوء، وكانت هناك شكاوى حول انخفاض درجة الحرارة في المجمع وقلة في الطعام.

ووصل خلال العام الماضي والأشهر الماضية من العام الجاري عدد كبير من اللاجئين السوريين إلى هولندا، في حين قدّم ما يقرب من 25 ألف شخص طلبات لجوء في عام 2021 بزيادة 80 في المئة عن عام 2020، وشكل السوريون أكبر مجموعة من طالبي اللجوء بحسب ما ذكرت هيئة الإحصاء الهولندية “CBS.

وعلى مدار السنوات العشر الأخيرة وصل عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى هولندا هرباً من الحرب التي شنها نظام الأسد على المدن الثائرة ضد حكمه والتي أسفرت عن سقوط عشرات آلاف القتلى من السوريين.

المصدر: تلفزيون سوريا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.