مآلات السوريين في بلاد اللجوء.. لغة وقوانين

19 مايو 2022آخر تحديث :
السوريين في تركيا
السوريين في تركيا

مآلات السوريين في بلاد اللجوء.. لغة وقوانين

تركيا بالعربي – متابعات

لقد مر عقد على تغريبة السويين وانتشارهم في بلاد اللجوء، وما زال كثير منهم لا يفقه قوانين البلاد التي لجؤوا إليها، في هذا المقال سوف نوضح بعض النقاط الأساسية التي يجهلها معظم السوريين، أو بعضهم على حد سواء. بقلم الدكتور مهدي الداود – تلفزيون سوريا.

ازدادت في الآونة الأخيرة التصريحات حول وجود اللاجئين السوريين، إن كان من الجانب التركي أو الأوروبي مما آثار قلق وخوف اللاجئين آخرها تصريحات وزير الداخلية سليمان صويلو التي أثارت جدلا واسعا بين أوساط السوريين.

السوريون في تركيا وأوروبا
من المعروف للجميع التشابه بين المجتمعات في العالم على اختلاف العادات والتقاليد، والتي تختلف من منطقة الى أخرى ومن إقليم إلى آخر ومن ديانة إلى أخرى، فضلاً عن الرادع الأخلاقي لكل إنسان، ومالها من تأثير على الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في غالب الأحيان، بعض الأمور البسيطة قد تكون خطوطا حمراء وتتحول إلى أمور معقدة في حال تغير الحالة العاطفية للمجتمعات، فمثلا بالنظر إلى تفاعل المجتمع التركي مع الثورة السورية ومع الشعب السوري على وجه التحديد نرى بأن الأمور البسيطة أصبحت خطوطا حمراء، ففي البداية لاقى الشعب السوري تعاطفا كبيرا من قبل المتجمع التركي بسبب الحرب التي يشنها النظام السوري، ولكن مع مرور الوقت أصبحت هذه الخلافات البينية خطوطاً ثقيلة على المجتمع التركي، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي بسبب غلاء الأسعار والتي كان سببها الرئيس جائحة كورونا التي هزت العالم أجمع.

في هذا المقال سوف أحاول قدر الإمكان توضيح بعض النقاط الأساسية التي قد يمكن أن تكون مجهولة لكثير من السوريين حول القوانين والأحكام التركية التي من شأنها ضبط وجود المقيمين على الأراضي التركية، في البداية دعونا نمر على حالة اللجوء حول العالم والطرق المتبعة في هذه الدول، فمثلا القارة الأوروبية كانت سباقة في استقبال اللاجئين من مختلف دول العالم، كونها من المجتمعات المتقدمة والتي يحتذى بها في القضايا المتعلقة باللاجئين، فمثلا في السويد لا بد من وجود عنوان إقامة لأن كل المعاملات الحكومية تتم عن طريق البريد، فرغم أن كثيرين ينظرون إلى هذه الوسيلة بأنها بدائية، ولكن في حقيقة الأمر فإنها وسيلة منطقية ودقيقة جدا في نقل وتلقي المعلومات بشكل سري وآمن بين الطرفين المواطن والدولة التي يقيم فيها، حيث يتم الوصول إليه عن طريق عنوان البريد في حال حدوث أي مشكلة والعمل على حلها بوقت قياسي، أما في سويسرا فعلى الأشخاص الذين يقومون بتغير عناوينهم البريدية أخبار السلطات والجهات الرسمية خلال مدة أقصاها ثلاثين يوما بالعنوان الجديد، كي لا يقعوا تحت طائلة المسؤولية، وبالعودة إلى الحالة التركية فيجب على كل المقيمين على حد سواء إعلام الجهات الرسمية في حال تغير عناوين إقاماتهم لتسهيل الوصول إليهم في حال حدوث أي مشكلة من سرقات وغيرها من المشكلات التي يمكن أن تواجه المقيم على الأراضي التركية، أي المعاملة بالمثل مع المواطن التركي، ويجب على الجميع مراعاة القوانين والإجراءات الخاصة بكل فئة منهم.

اللغة التركية رمز مقدس للمجتمع التركي
تعتبر اللغة وسيلة التواصل الرئيسة للتواصل بين البشر على مرِّ العصور، ومن الضروري على كل فرد تعلم لغة البلد الذي يقيم فيه لتسهل طريقة العيش مع سكان البلد الأصلي، لأنه من المستحيل العيش في مكان ما دون معرفة اللغة التي يتكلم بها أهل البلد، وبخصوص اللغة التركية ورمزيتها سنجد أن الأتراك يعتزون جدا بلغتهم، حيث تأتي بالمرتبة الثانية بعد العلم التركي، فضلا عن اعتبارها من المقدسات بالنسبة للمجتمع التركي، ومن البدهي لمعظم الذين يقيمون في تركيا أو أتوا لزيارة تركيا بأن يجدوا بأن المواطن التركي متعلق جدا بلغته، ولا يتفاعل بشكل فعال مع الناطقين بغير اللغة التركية، على غرار تفاعله مع الناطقين بلغته، والمواطن التركي يعتبر الناطق بلغته محبا له ولبلده وبالتالي تذيب اللغة الجليد بين المواطن والمقيم أو الزائر.

بالنسبة لتجربتي الشخصية كوني مقيما منذ عشرين عاماً أصبحت أتحدث اللغة التركية، وفي غالب الأحيان ينظر إلي كأني تركي متعلم للغة العربية، وعن تجربتي الشخصية فإني لم أواجه أي مشكلات في دوائر الدولة أو المشافي ..إلخ، وعند تعلم اللغة ينتهي أي عائق أمام الإنسان في العيش في أي بلد، وبتقديري تعلم اللغة يقوم بحل 90% من المشكلات التي من الممكن التي يقع بها اللاجئون السوريون أو غيرهم من المقيمين في تركيا.

المصدر: مهدي داود – تلفزيون سوريا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.