ما الغاية؟!.. مسؤولون أتراك ينشرون مغالطات بحق السوريين في تركيا

24 أبريل 2022آخر تحديث :
 رئيس بلدية هاتاي “لطفي صافاش”
رئيس بلدية هاتاي “لطفي صافاش”

ما الغاية؟!.. مسؤولون أتراك ينشرون مغالطات بحق السوريين في تركيا

على مدار السنوات الماضية، يستغل مسؤولون وشخصيات تركية باستمرار ملف اللاجئين السوريين في تركيا تحقيقا لمصالحهم، بينما تنتشر عشرات الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة بحق السوريين في البلاد.

ورغم التوضيحات المتواصلة التي يُعلن عنها من قبل الدوائر الحكومية التركية، إلا أن العديد من المسؤولين يواصلون التصريح بمعلومات مضللة كأعداد مواليد السوريين في ولاية هاتاي أو عدد السوريين الحاصلين على الجنسية أو مواضيع أخرى.

وساهم تركيز العديد من وسائل الإعلام التركية على تداول هذه التصريحات، بشكل أو بآخر في زيادة حدة خطاب الكراهية والعنصرية بحق اللاجئين السوريين، وفق متابعين سوريين.

يقول الصحفي أحمد بغدادي لـ “الحل نت”: إن “السوريين حقيقة هم ضحية سياسات إقليمية ودولية كما أنهم ضحايا تفاهمات وتمرير مصالح، وكما نعرف أن السياسة لا تتعاطف مع البريء أو نقيضه، وفي تركيا تحول ملف السوريين لورقة ضغط سياسية حيث يتم استغلال هذا الملف كصدى لشريحة ترفض وجود السوريين في البلاد”.

ويضيف، أن هذه الشريحة التركية ترى أن السوريين يعيشون في “نعيم” على حساب المواطن التركي، هذا ما يلعب عليه سياسيون أتراك أو وسائل إعلام أو منصات على مواقع التواصل الاجتماعي، تركية أو غربية، تسعى لزرع الفتنة وإعطاء صورة غير واقعية ومغايرة حول حياة السوريين في تركيا رغم أن حياتهم في الواقع غير مستقرة في تركيا مقارنة مع أقرانهم في أوروبا.

ما الغاية من التصريحات المضللة؟

مع تكرار العديد من الادعاءات بحق اللاجئين السوريين في تركيا من قبل مسؤولين وشخصيات تركية، يبدو أن هناك اتجاه مستقر في التعامل مع ملف اللاجئين السوريين والذي بات يغذي خطاب الكراهية خلال السنوات الأخيرة.

وحول ذلك، يضيف البغدادي، “نحن كسوريين في تركيا نعرف أن خطابات الكراهية صادرة اعتمادا على عوامل معينة، منها اجتماعي واقتصادي، فهناك مواطنين أتراك اليوم يعتقدون أن السوريين سلبوهم فرص العمل ولا يستحقون دعمهم كما أنه يدعون إلى إعادتهم للبلاد بسبب عدة ظروف رُوج لها على أن السوريين هم السبب”.

وفيما يخص الوقوف في وجه هذه التصريحات أو دور السوريين في تركيا لقاء ذلك، يكمل، أن على السوريين مواصلة تفنيد هذه التصريحات خصوصا تلك التي تصدر من منطلق عنصري، كما لابد من قياس مدى فاعلية وتأثير هذه التصريحات وصداها لدى المجتمع التركي المناصر والمناهض لوجود السوريين في تركيا على حد سواء.

وخلال السنوات القليلة الماضية، تناول عدد من المسؤولين الأتراك ملف اللاجئين السوريين بما ساهم في تغذية خطابات الكراهية بحقهم، ولعل أشهر الأسماء التي بات يعرفها السوريون في تركيا اليوم، زعيم حزب الشعب الجمهوري، كليتشدار أوغلو، وزعيمة حزب الجيد، ميرال أكشينار، وزعيم حزب النصر، أوميت أوزداغ، وإحدى المؤسسين لحزب الجيد، إيلاي أكسوي، ورئيس بلدية بولو، تانجو أوزجان، ورئيس بلدية هاتاي، لطفي سافاش وغيرهم.

وتناولت الأسماء السابقة الذكر، ملف اللاجئين السوريين في عدة مناسبات، بينما برزت لهجتهم العنصرية اتجاه السوريين، بل بات هناك من يتحدث عنهم ليلا نهارا كحال أوميت أوزداغ وأعضاء حزبه.

كذب بالأرقام

على نقيض ما تقوله الإحصائيات الرسمية حول السوريين في تركيا، يصر مسؤولون أتراك على مغالطة هذه الإحصائيات.

ومن آخر المغالطات التي نشرت عن اللاجئين السوريين في تركيا، ما صدر عن رئيس بلدية هاتاي، لطفي سافاش، حيث زعم، أن “من كل أربعة مواليد جدد في ولاية هاتاي، هناك ثلاثة سوريين، وفي حال لم يتم اتخاذ إجراء حول ذلك، سيتم تسليم البلدية للسوريين بعد مرور سنوات”.

وفي رد نائب وزير الداخلية التركي، إسماعيل تشاتاكلي، قال: “حاول رئيس بلدية هاتاي، لطفي سافاش، استفزاز أمتنا من خلال الكذب الصريح بأن 3 من أصل 4 أطفال ولدوا في هاتاي هم سوريون، بينما تبلغ نسبة مواليد السوريين في تركيا 8 بالمئة، وهناك 1 من كل أربعة مواليد سوري في ولاية هاتاي”.

وتتوالى التصريحات التي تحتوي على مغالطات وأكاذيب تتنافى مع ما يرد في السجلات الحكومية الرسمية عن السوريين في تركيا في الوقت الذي يعاني فيه اللاجئون السوريون من ضغوط متزايدة وصلت في بعض الحالات لحد الترحيل القسري.

وفي حادثة أخرى، ادعى متزعم حزب النصر، أوميت أوزداغ، أمس الجمعة، أن عدد السوريين الذين تم منحهم الجنسية التركية بلغ أكثر من 900 ألف، حيث جاء حديثه رغم الأرقام الرسمية التي أعلن عنها وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أول أمس الخميس، حيث قال إن “عدد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية بلغ 200 ألفا و950 سوريا من بينهم 87 ألفا و296 طفلا سوريا حتى نهاية آذار الماضي”.

ووفق ما رصده مراسل الحل نت في تركيا، فقد تعدد المغالطات التي استهدفت السوريين في تركيا، من بينها ادعاء قائد متقاعد في الشرطة التركية، فراموز إردان، والذي قال في آذار/مارس الماضي: “قد يتم تعيين السوريين قريبا كعناصر شرطة تحت عنوان التناغم الثقافي”.

وأثارت أقوال الضابط التركي جدلا واسعا، بل أطلق مغردون أتراك وسما على تويتر، قالوا فيه: “لن يصبح السوري شرطيا” ليخرج أحد المسؤولين في وزارة الداخلية وينفي هذه المزاعم.

الجدير بالذكر، أن السوريين في تركيا والبالغ عددهم ثلاثة ملايين و754 ألفا و591 لاجئا سوريا حسب آخر إحصائية رسمية، يعاني قسم كبير منهم جراء آثار استغلال الملف السوري من قبل شخصيات وأحزاب تركية، في الوقت الذي ازدادت حالات التضييق عليهم بدءا من إيقاف قيود وثائق الآلاف منهم مؤخرا ومرورا في إلغاء “إجازة العيد” منذ أيام وانتهاء بالترحيل القسري الذي بات يطال حتى أولئك الذين يحملون وثائق نظامية.

مصدر الخبر :الحل نت

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.