تقرير تركي: ما رأي اللاجئين السوريين في العودة إلى بلادهم؟

22 أبريل 2022آخر تحديث :
تقرير تركي: ما رأي اللاجئين السوريين في العودة إلى بلادهم؟

تقرير تركي: ما رأي اللاجئين السوريين في العودة إلى بلادهم؟

تركيا بالعربي – متابعات

أورد موقع “bianet” الإخباري التركي تقريراً رصد من خلاله آراء لاجئين سوريين في تركيا حول مدى تقبّلهم فكرة العودة إلى سوريا، وذلك على خلفية التصريحات التي صدرت خلال الأيام القليلة الماضية عن سياسيين وممثلي أحزاب معارضة في تركيا.

ويقول التقرير إن أحزاب المعارضة الرئيسية في تركيا عندما قالت: “سوف نعيد اللاجئين إلى بلادهم عندما نفوز في الانتخابات”، ردّ عليهم الرئيس رجب طيب أردوغان، منذ وقت ليس ببعيد، قائلاً: “لن نرسلهم”.

بعد مرور نحو شهر، يضيف التقرير، يأتي رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليجدار أوغلو ليقول: “سوف نعيد السوريين بالطبل والمزامير”، إلا أن الرئيس أردوغان ردّ هذه المرة على كليجدار أوغلو بالقول: “نحن نبذل قصارى جهدنا من أجل العودة الطوعية والمشرفة لإخواننا السوريين”.

التصريحات لم تقتصر على كيليجدار أوغلو وأردوغان، بل تعدتهما إلى رئيسة حزب “الجيد/ IYI”، وكذلك الـ (MHP) وحزب “الحركة القومية”، وحتى حزب “النصر/ Zafer” أوميت أوزداغ، الذين أعربوا عن رغبتهم أيضاً بشأن عودة السوريين، لتصبح الفكرة الشائعة والعامة للسياسة التركية اليوم هي رحيل السوريين.

هل يريد السوريون العودة؟
ويوضح التقرير أن التساؤلات الرئيسة التي تدور الآن تتمحور حول: هل يريد السوريون العودة، وهل سيذهبون إلى سوريا إذا تم إرسالهم؟ وما مدى إمكانية عودة السوريين الذين يعيشون في تركيا منذ سنوات وبدؤوا حياة جديدة، إلى بلادهم؟

وعلى ضوء تلك الأسئلة، رصد التقرير إجابات بعض السوريين الذين التقى بهم في منطقة الفاتح (شارع وطن/ أكسراي) وسط إسطنبول. فوجد أن جميعهم تقريبًا يقيمون في تركيا منذ سبع سنوات على الأقل، وجميعهم لديهم أقارب وأحباء فارقوهم حين وصلوا إلى هنا. وجميعهم أيضاً قالوا بأنهم يريدون العودة يومًا ما إلى سوريا “ولكن ليس اليوم”.

“لن أغادر قسراً”
“ريم” (30 عاماً) قدمت إلى إسطنبول من دمشق قبل نحو ثماني سنوات مع زوجها وابنها البالغ من العمر 3 سنوات وطفل رضيع يبلغ من العمر بضعة أشهر فقط، تاركة عائلتها هناك في دمشق.

استقرت أسرة ريم في أكسراي وما زالت تعيش في المكان نفسه. زوجها له عمله الخاص. وكانت قد ولدت ابنتها الصغرى البالغة من العمر 5 سنوات هنا في إسطنبول.

توضح ريم أنهم بعد 8 سنوات اعتادوا على الحياة في تركيا. أطفالها يذهبون إلى المدرسة، ويكوّنون صداقات، أما هي -ريم- فسجّلت في الجامعة أيضاً.

وحول رأيها في عبارة “ليعد السوريون إلى ديارهم”، قالت بدون تردد: “أعيدوا سوريا إلى طبيعتها وطبعاً سنعود”، مضيفة أنها لن تذهب إذا أرسلت بالقوة.

وأكدت ريم أنهم سيعودون إذا تحسنت الأوضاع في سوريا، وإلا فلن يعودوا: “نحن ضيوف هنا، سنعود إلى منزلنا وعائلاتنا، ولكن لا يمكننا العودة الآن لأن سوريا لا تزال غير آمنة”.

“أنا في تركيا من أجل عائلتي”
أحمد (26 عاماً) من حلب. قدم إلى إسطنبول في عام 2015، وعائلته تقيم في سوريا. يقول إنه في الأشهر القليلة الأولى التي أتى فيها إلى هنا واجه الكثير من الصعوبات، وتعرض للخداع والنصب عدة مرات.

بعد ثلاثة أشهر، بدأ العمل في غسل أطباق داخل مطعم، ثم عمل في مخبز لصنع الفطائر منذ سبع سنوات، وهي مثل صنعته في سوريا. يقيم حالياً في منزل بمفرده ويدفع أجرة بقيمة 1500 ليرة تركية.

يقول أحمد: “أبي لا يعمل. الحـ.ـرب الجسدية توقفت في سوريا ولكن الآن هناك حـ.ـرب اقتصادية ونفسية. الناس هناك ينتحـ.ـرون بسبب البطالة. أنا أساعد عائلتي وأرسل الأموال، ولكن لا توجد مثل هذه الفرصة للجميع. سأبقى هنا من أجل عائلتي على أي حال”.

وفي رده على خطاب إعادة السوريين، قال أحمد: “ليس لدي أقارب هنا، وليس لدي سوى أصدقاء سوريين قابلتهم هنا. ليس لدي حياة، وأنا لست متزوجًا، أنا هنا أعمل فقط 14 ساعة في اليوم، ليس لدي أي إجازة. حالتي لا تناسب العيش، ولكن لأجل عائلتي يجب أن أبقى هنا. أفتقد عائلتي كثيرًا وسأعود يومًا ما، ولكن ليس اليوم”.

“نحن معتادون جدا على تركيا”
محمد ووحيد صديقان مقربان من حلب، كلاهما يبلغ من العمر 16 عامًا. وحيد في الصف السابع ومحمد لا يذهب إلى المدرسة، ويعملان في محل حلاقة.

يقولان إنهما معتادان جدًا على تركيا، وإن هناك أتراكًا بين أصدقائهم، وفي بعض الأحيان لديهم مشكلات، ولكن بشكل عام لديهم صداقات جيدة.

“أريد أن أذهب إلى أوروبا لا سوريا”
أحلام حسين (42 عامًا)، فقدت زوجها في الحـ.ـرب منذ ست سنوات، جاءت أولاً إلى أورفة ثم إلى إسطنبول مع طفليها. ابنتها متزوجة وتعيش مع ابنها البالغ من العمر 9 سنوات والذي يذهب إلى المدرسة ويبيع الماء بعد المدرسة.

أفادت أحلام أنها كانت في وضع صعب جداً، وخضعت لعمليتين جراحيتين كبيرتين، وواجهت صعوبة في العمل، ولم تتمكن حتى من تناول الدواء.

وحين طُرح عليها سؤال: “هل تريدين العودة إلى سوريا؟”، أجابت أحلام: “هناك مجزرة في سوريا، لا أريد العودة. أريد أن أذهب إلى أوروبا لأن الأمر صعب في تركيا، ففي أوروبا يمكنني شراء الأدوية والذهاب إلى المستشفى”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.