مصيبة وقعت فيها مارين لوبان والسبب بشار الأسد

18 أبريل 2022آخر تحديث :
مارين لوبان وبشار الأسد
مارين لوبان وبشار الأسد

مصيبة وقعت فيها مارين لوبان والسبب بشار الأسد

مع تصاعد الحملات الدعائية للانتخابات الفرنسية قبيل انطلاق جولتها الثانية في الرابع والعشرين من شهر نيسان الحالي، بدأ كل من المرشحين، الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، وخصمه مارين لوبان بالتركيز على بعض أوراق السياسة الخارجية خلال مؤتمراتهم الصحفية.

لوبان تدعو للتطبيع مع الأسد!

مارين لوبان مرشحة الرئاسة الفرنسية اليمينية المتطرفة، دعت مؤخرا إلى استئناف العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد، إذا ما وصلت إلى سدة الحكم في فرنسا، وهي خطوة رفضها الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، وذلك في مؤتمر صحفي في باريس، قبل يومين، حيث عرضت برنامج سياستها الخارجية إذا تم انتخابها لمنصب الرئاسة،

بحسب تقارير صحفية.وكانت لوبان أعلنت هذا الموقف خلال فترة ترشحها للرئاسة الفرنسية، في عام 2017، فقالت حينها إن السماح لبشار الأسد بالبقاء في السلطة قد يكون الخيار الأقل سوءا، من أجل وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.

وفي مقابل ذلك يرفض الرئيس ماكرون، ومن خلفه الاتحاد الأوروبي بشكل قطعي التطبيع مع الأسد وحكومته ما لم يتم التوصل لاتفاق سياسي كامل ينهي الأزمة السورية، عدا عن اتهامات الاتحاد الأوروبي وعلى رأسه فرنسا للأسد بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد الشعب السوري.

هل تخسر لوبان بسبب الأسد؟

يعتبر رفض إعادة العلاقات الديبلوماسية “التطبيع” مع بشار الأسد سياسة توافق عليها دول الاتحاد الأوروبي، وتعتبرها نهجا مشتركا فيما بينها حول السياسة الخارجية. ويبدو تأثير عزم لوبان إعادة تطبيع العلاقات مع الأسد على نتائج الانتخابات، متوازيا مع المشاكل الأخرى التي باتت تواجهها لوبان.

ويرى الكاتب الصحفي عقيل حسين، في حديثه لـ”الحل نت”، بوجود عوامل متعددة ستحدد خسارة لوبان أو فوزها، كالأزمة الاقتصادية، والوضع المعيشي والتضخم وارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى ما ينتظر الاقتصاد الأوروبي والفرنسي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وتدفق اللاجئين الأوكرانيين، وما ستترك موجات اللجوء الجديدة من آثار سلبية في المرحلة القادمة.

أما الكاتب السياسي رشيد حوراني، فيرى في حديثه لموقع “الحل نت”، أنه حتى لو فكرت لوبان جديا بإعادة العلاقات مع الأسد، فلا يمكنها أن تتجاوز أو تخرج عن الإجماع الأوربي الرافض لعودة العلاقات معه، على الرغم من خلافها أصلا مع الاتحاد الأوروبي.

أما عقيل حسين، فيقول أنه لدى الاتحاد الأوروبي اتفاق على عدم التطبيع مع الأسد، لكن ما تقوله لوبان لا يعني شيء أصلا للأوربيين، لأن حزب الجبهة الوطنية التي تقوده في الأصل ضد الاتحاد الأوروبي.

هل تغطي ورقة الأسد على مشاكل لوبان الأخرى؟

يلجأ مرشحو الرئاسة في الدول الغربية إلى إبراز أوراق محددة والتلويح بها خاصة في السياسة الخارجية للمرشح، وفي الانتخابات الفرنسية الحالية ما بين الجولتين، تلوح مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان بورقة استئناف العلاقات مع بشار الأسد.

وفي هذا السياق يرى حسين، أن كلام لوبان حول الأسد، جاء في سياق جانبي هامشي، “لكن في المقابل فهناك زاوية مهمة، أن جزءا من خطاب اليمين المتطرف الأوروبي ومنه الفرنسي يعتبر أن حكومة الأسد تحارب التطرف الإسلامي والإرهاب وتحمي الأقليات”.

وفي سياق متصل، يقول رشيد حوراني، أن لوبان تحاول الاستفادة من تصاعد اليمين في أوروبا عامة وفرنسا خاصة للعزف على وتر محاربة التطرف، “من هذا الباب ترى أن اعادة علاقات فرنسا مع الأسد يخدم ما يطمح إليه اليمين بملاحقة الإسلام والتضييق عليه، فدمشق لا تزال حتى اليوم تقدم نفسها بأنها تحارب الإرهاب والتطرف الإسلامي”.

يأتي كلام لوبان عن بشار الأسد، في الوقت الذي تواجه فيه مظاهرات انطلقت في أكثر من خمسين مدينة بينها العاصمة باريس، رافضة لانتخابها ولوصول اليمين المتطرف إلى السلطة، وطالب المتظاهرون بعدم التصويت لصالح لوبان بالجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 24 نيسان/أبريل الحالي.

ومن جهة ثانية، تواجه لوبان وشخصيات مقربة منها، باختلاس نحو 600 ألف يورو، من الأموال العامة الأوروبية خلال فترة ولايتهم في البرلمان الأوروبي.الاتهام صدر عن المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال، وفقا لتقرير جديد كشفته مواقع إعلامية فرنسية يوم أمس السبت، وأرسل إلى القضاء الفرنسي.

ويتعلق التقرير الجديد للمكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال، بالنفقات التي يمكن لأفراد المجموعات السياسية استخدامها في إطار تفويضهم بصفتهم أعضاء في البرلمان الأوروبي، وقد تكون المرشحة الرئاسية ومقربون منها استخدموا هذه النفقات لأغراض سياسية وطنية أو لتغطية نفقات شخصية، أو خدمات لصالح شركات تجارية مقربة من حزبها التجمع الوطني، ولكتلة “أوروبا الأمم والحريات” النيابية اليمينية المتطرفة،حسب تقارير صحفية.

يذكر إلى أن لوبان تواجه ماكرون في الجولة الثانية من الانتخابات المقررة في 24 نيسان/أبريل الحالي، وسط استطلاعات للرأي تشير إلى أن ماكرون هو الأوفر حظا في الفوز بالانتخابات، حيث كان قد حصل في الجولة الأولى على على 27,85 بالمئة من الأصوات.

يشار إلى أنه وفي آب/أغسطس العام 2020 التقت شخصيات من حزب “التجمع الوطني” اليميني الفرنسي المتطرف الذي تترأسه لوبان قد التقت الأسد في العاصمة دمشق.وقبل ذلك بعام (2019) التقى الأسد أيضا بنائبين في البرلمان الأوروبي هما نيكولاس باي وفيرجيني جورون. ونشر تيري مارياني، آنذاك، تغريدة عقب اللقاء حينها قال فيها إن الأسد “أبدى استعداده لتفعيل العلاقات مع فرنسا”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.