بدعم تركي.. افتتاح أول منطقة صناعية منظمة في الشمال السوري

14 أبريل 2022آخر تحديث :
بدعم تركي.. افتتاح أول منطقة صناعية منظمة في الشمال السوري

بدعم تركي.. افتتاح أول منطقة صناعية منظمة في الشمال السوري

تركيا بالعربي – متابعات

مع استمرار جهود تركيا لإحياء شمال سوريا وإرساء البنية التحتية اللازمة للحياة اليومية، تبدأ الأعمال التجارية والصناعية في الازدهار في مدينة الباب المحررة بعد سنوات من الحرب والدمار والإرهاب.

وتقع مدينة الباب على أطراف منطقة حساسة احتلها الإرهابيون في السابق، وهي محصورة بين جدار حدودي تركي من الشمال وخط أمامي مع قوات النظام السوري في الجنوب، وتبرز المدينة الصغيرة حالياً كمركز أعمال حيوي يعكس تباشير السلام والتعافي من آثار الحرب.

وفي إحدى المناطق الصناعية في مدينة الباب التي تسيطر عليها المعارضة شمال سوريا، ينتج أبو عمر الشهابي في فرن الصهر الذي يملكه قضباناً حديدية يقول إنها يمكن أن تنافس أي منتج في سوريا وخارجها.

والمنطقة الصناعية في مدينة الباب، وهي واحدة من خمس مناطق صناعية أخرى منتشرة في الجوار تسيطر عليها المعارضة، أساسية للجهود المبذولة لتطوير اقتصادٍ تضرر جراء المصاعب والدمار خلال الصراع السوري المستمر منذ 11 عاماً.

ويمكن لتطور وازدهار الصناعة والأعمال التجارية المرافقة لها أن يجلب الوظائف والفرص التي يحتاجها الناس بشدة بعد 6 سنوات من قيام القوات التركية والجيش السوري الوطني بطرد المنظمات الإرهابية من المنطقة.

وبفضل المشاريع المنفذة في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية والخدمات المدعومة من تركيا، بلغ عدد سكان وسط مدينة الباب والتجمعات المحيطة نحو 400 ألف نسمة.

وتولي تركيا أهمية كبيرة للتعليم لمن يعيشون في المنطقة، وقد لعبت دوراً رئيسياً في إعادة بناء 150 مدرسة في مدينة الباب، يتلقى فيها حالياً حوالي 150 ألف طالب وطالبة التعليم في المدينة.

وتؤمن تركيا أن الاستقرار يمكن أن يشجع اللاجئين السوريين على العودة عبر الحدود إلى سوريا.

وفي معرض حديثه مع الصحافة التركية قال أبو عمر الشهابي إن الأجور المنخفضة في شمال سوريا وكثرة الخردة المعدنية بعد سنوات من الحرب، توفران مزايا كبيرة لمصهر الحديد الذي يمتلكه.

وأضاف الشهابي الذي يبيع منتجاته بشكل أساسي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وكذلك في تركيا: “يمكنني منافسة الأتراك بمنتجاتي داخل سوريا”.

وأقيمت المنطقة الصناعية التي تضم نحو 30 مصنعاً وورشةً قبل 4 سنوات على الطريق الشمالي من الباب بدعم من تركيا.

كما نفذت وزارة الصحة التركية أيضاً أعمالاً في المنطقة لمساعدة السكان وتوفير خدمات الرعاية الصحية في نطاق المساعدة الإنسانية والتقنية حيث تعمل الوزارة على تقليل نقل المرضى من سوريا إلى تركيا.

وأصبح مستشفى الباب الذي أنشئ وسط المدينة بمساهمة من وزارة الصحة التركية، من أهم المستشفيات شمال سوريا.

كما قامت مؤسسة وقف الديانة التركية بترميم العديد من المساجد في المنطقة بدعم من فاعلي الخير.

وتُستخدم الليرة التركية على نطاق واسع في الأعمال التجارية هناك ويساعد المسؤولون الأتراك في إدارة المدارس والمستشفيات.

المنطقة الصناعية رمز الاعتماد على الذات:

عمر واقي رجل الأعمال الذي أنشأ المشروع، قال إن المصانع في المنطقة الصناعية تنتج مجموعة من السلع بما في ذلك القضبان الحديدية المستخدمة في البناء، والأحذية والملابس والحصير والمياه المعدنية والطحينة. مضيفاً أن “الحافز الأكبر لبدء عمليات الإنتاج… هو التكلفة المنخفضة والعمالة الرخيصة مقارنة بالمناطق الأخرى”.

وتُباع معظم البضائع المنتجة في الباب، داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة الشمالية، مع وصول بعضها إلى أسواق أبعد عبر الخطوط الأمامية أو الحدود.

وبالرغم من تكاليف العمالة الرخيصة، تواجه الشركات في المنطقة الصناعية تحديات كبيرة، إذ لا تزال هذه الجغرافيا عرضة لهجوم محتمل من قوات النظام السوري، في حين أن ضعف خطوط النقل وارتفاع تكاليف الكهرباء يعيقان التوسع.

وكمثال آخر عن المصانع التي تنتج في الباب، أقام عبد الخالق طباش مصنعاً لإنتاج السجاد والحصر بعد فراره من قصف النظام السوري في إدلب. وبالرغم من الشكاوى بشأن تكاليف الكهرباء وعقبات البيع في الخارج، قال إنه سعيد لوجوده في الباب.

مضيفاً: “أفضل العمل في سوريا. هذه بلدي”.

وقال واقي إن الأمن شمال غرب البلاد يتحسن، مما جذب المزيد من الناس للاستثمار بما في ذلك 3 شركات تركية. وبالرغم من تواضع الإمكانات في المنطقة الصناعية في الباب إلا أنها تظهر مرونة الشركات السورية.

وأوضح: “بدلاً من الاستيراد من الصين أو تركيا، يمكننا الاعتماد على أنفسنا ونصنع منتجاتنا بايدينا”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.