ماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية من سوريا؟

3 أبريل 2022آخر تحديث :
ماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية من سوريا؟

ماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية من سوريا؟

تركيا بالعربي – أحمد سليم

على مدى سنوات طويلة تدخلت أمريكا عسكرياً في مناطق كثيرة وبحجج واهية، وارتكبت خلال ذلك جرائم عديدة لم تتم محاسبتها عليها.

والتدخل في سوريا هو المثال الأنسب لتناقض واشنطن في معالجة الإرهاب، فأمريكا ليس لديها سياسة واحدة تجاه دول المنطقة، بل سياسات متعدّدة، وذلك تبعاً لمصالحها ولم يعد سراً على الإطلاق أن واشنطن سهّلت إرسال مقاتلين إلى سورية، لتحقيق مكاسب سياسية وإستراتيجية في هذا البلد.

تتمسك أمريكا بالسيطرة على مناطق معينة في سورية، لضمان استمرار الاستحواذ على النفط والتحكم بالممرات البرية في شرق سورية لذلك تحاول واشنطن تبرير سيطرتها على النفط، بذريعة محاربة الإرهاب. وتدّعي أمام الشعب السوري أنها جاءت لحمايته من نظام الأسد.

وتسعى أمريكا إلى احتكار النفط السوري عبر شركة إكسون موبايل التابعة لوزير الخارجية الأمريكي السابق والتي تحصل امريكامن خلالها على عمولات مالية ضخمة، ويسمح بموجبها للشركة بإدارة تلك الحقول.

وفي السياق هاجم مجهولون أحد حقول النفط التي يسيطر عليها الجيش الأمريكي شرق سوريا، وأوقعوا 4 قتلى بين صفوف مجموعة مسلحة يستخدمها الجيش الأمريكي للعمل كحراس للقاعدة والحقل النفطي.

وكشفت وسائل الإعلام في دير الزور، أن هجوما مسلحا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة نفذه مجهولون على حقل (الصيجان) النفطي المحاذي لحقل (العمر) النفطي المصنف كأكبر حقول النفط في سوريا، والذي أنشأ فيه الجيش الأمريكي إحدى أكبر قواعده العسكرية شرقي البلاد.

وقالت وسائل الإعلام إن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة عناصر من أبناء المنطقة ممن يستخدمهم الجيش الأمريكي كحراس لمحيط قواعده في حقول النفط التي يقوم ضباطه وجنوده ببيع إنتاجها في السوق السوداء وتصديره تهريبا إلى كردستان العراق ومناطق أخرى.

ويشير الخبراء، إلى أن الجيش الأمريكي له أنشطته في تجارة النفط المسروق، الذي يتم نهبه من حقول الأراضي التي يسيطر عليها شمال شرقي سوريا، كما ينشط ضباطه وجنوده في تنظيم عمليات تصدير النفط السوري المسروق عبر المعابر اللاشرعية شمالي وشمال شرقي سوريا نحو الأسواق القريبة مثل “كردستان العراق”، ووجهات أخرى، منها منطقة إدلب، في حين تعاني سوريا عموما أزمة محروقات خانقة جراء الحصار الاقتصادي على البلاد.

ويضيف الخبراء أن الاحتجاجات المناهضة لوجود القوات الأمريكية والعناصر الموالية لها تتواصل نتيجة الأوضاع المعيشية والخدمية المتردية في ريف دير الزور الواقع تحت سيطرتها.

وردا على احتجاجات الأهالي، قام عناصر من “قسد” بحرق ومصادرة عدد من الدراجات النارية لأبناء بلدة الشحيل دون معرفة الأسباب التي تقف وراء هذه الأعمال.

ويؤكد الخبراء، أن القوات الأمريكية لم تكتفي فقط بسرقة النفط السوري وتهريبه إلى مناطق حلفائه في كردستان، حيث قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإخراج رتلاً من 65 شاحنة وصهريجاً محملة بكميات من القمح والنفط المسروقة إلى الأراضي العراقية عبر معبر الوليد غير الشرعي أقصى الريف الشرقي للحسكة.

وبحسب الخبراء، فإن الرتل كانت ترافقه مدرعات عسكرية تابعة للقوات الأمريكية خرجت عبر معبر الوليد غير الشرعي في ناحية اليعربية متجهة إلى كردستان.

الجدير ذكره، بأن رتلاً أمريكياً مؤلفاً من خمس آليات عسكرية حاول العبور عبر قريتي الدمخية وتل ذهب باتجاه مدينة القامشلي فقام الأهالي باعتراض الرتل وطردوه من محيط القريتين وسط هتافات الأهالي مجددين رفضهم للوجود الأمريكي لأجزاء من الأراضي السورية.

ويختم الخبراء، أن أمريكا ترى في تواجدها شرق سورية ورقة يمكن أن تستخدمها لتأمين مصالحها في أي تسوية للأزمة السورية مستقبلاً، بعد أن فقدت كل أوراقها هناك.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.