السويداء.. خاصرة سوريا الجنوبية المستعصية على الأسد

13 ديسمبر 2021آخر تحديث :
بشار الأسد في القمة العربية
بشار الأسد في القمة العربية

السويداء.. خاصرة سوريا الجنوبية المستعصية على الأسد

باتت محافظة السويداء في الآونة الأخيرة، محطّ أنظار نظام الأسد، وسط توترات أمنية متتالية، دفعت الفصائل المحلية والفعاليات الاجتماعية والدينية لعقد اجتماعات متكررة لبحث آخر التطورات في المحافظة الواقعة جنوبي سوريا.

وذكرت تقارير إعلامية عديدة، أنّ وجهاء المدينة أكّدوا رفضهم استبدال العصابات الأمنية، بعصابات حكومية، ونيتهم التصدي بالقوة لأي ممارسات عنفية وغير قانونية، كما شددوا على ضرورة إعادة تفعيل الضابطة العدلية، وحماية القضاء، وتأمين متطلباته، لكي يكون الحكم الشرعي، وكفّ يد الأجهزة الأمنية في الشؤون المدنية، والسماح للقضاء بالعمل دون تدخل، وهو أحد السبل لضبط الشارع، بالإضافة إلى إقالة مدراء المؤسسات الخدمية من مياه وكهرباء ومحروقات ومحاسبتهم قضائياً.

ويعتبر الوضع في المحافظة حساس للغاية، حيث أن القوات الروسية بكل عتادها وقوتها لم تستطيع ضبط الوضع الأمني والتعامل مع المعارضة في المدينة، فقد رفض الأهالي، دخول دورية عسكرية للقوات الروسية إلى المنطقة لتوزيع معونات ومساعدات إنسانية، وذلك رغب تطمينات الروس بأنهم يسعون لضبط الوضع في المدينة بعيداً عن الحلّ العسكري والعنف.

ويتوقّع كثيرون أنّ تتدخل روسيا عبر قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة “فاغنر”، لفرض ما بات يُعرف بـ “المصالحات” على غرار ما حصل في الغوطة الشرقية عام 2018.

وقال تقرير إعلامي نُشر قبل أيام إنّ “مطالب أهالي السويداء مرفوضة تماماً من قبل نظام الأسد، الذي يسعى لإطفاء غضب أهالي المدينة عن طريق العنف، والأسلوب الأمني”.

وجاءت تلك التطورات الأمنية، في أعقاب تعيين رأس النظام السوري بشار الأسد، لنمير حبيب مخلوف محافظاً للسويداء بدلاً عن همام صادق دبيات، وهو ما اعتبره البعض تأكيداً من النظام السوري إلى اللجوء للحلّ الأمني والعسكري.

وسربت وسائل الإعلام تسجيلا صوتياً قالت إنه لمحافظ السويداء الجديد، يطالب فيه القوات الأمنية التابعة للنظام بقتل المدنيين في الشوارع لإعادة فرض هيبة “الدولة” على حد قوله.

والمحافظ الجديد، وهو من عائلة مخلوف وأحد أقرباء بشار الأسد، طلب من رئيس فرع أمن الدولة بأنه يريد مشاهدة جثث المدنيين على الأرض في مدينة السويداء، لفرض هيبة النظام مهما تطلب الأمر من ثمن.

يذكر أن التوتر الأمني الذي حدث خلال الأيام الماضية في المحافظة، حدث بالهجوم الأخير على مؤسسات السويداء هم عصابات تتبع لفرع المخابرات العسكرية، ومن قام بإطلاق القذائف التي انفجرت في سماء المحافظة وأرعبت المدنيين هو راجي فلحوط متزعم إحدى هذه العـصابات.

وتنشط في السويداء العديد من المجموعات الخارجة عن القانون والتي سلّحتها مخابرات الأسد من أجل الضغط على الأهالي من جهة والوقوف إلى جانبه ضد قوات الكرامة والفصائل الرافضة للنظام من جهة أخرى. ورغم تبعية تلك المجموعات لأجهزة المخابرات، إلا أن محاولات ضبطها مؤخراً أدت إلى مواجهات بين تلك المجموعات وعصابات الأسد.

كما تعتبر السويداء إلى جانب محافظة درعا أبرز المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد اشتعالاً، والتي تشهد خروج مظاهرات مناهضة له بين الفترة والأخرى، ولا تعدُّ سيطرة النظام فيها كاملة.

وبينما تتركز الهتافات ضمن الاحتجاجات على الواقع المعيشي المتردي والفلتان الأمني، والاعتقالات العشوائية، تنسحب في أوقاتٍ إلى المطالبة بإسقاط الأسد، وتشكيل حكومة جديدة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.