دور الإعلام التركي في التصدي لأزمة العنصرية ضد اللاجئين.. صحيفة يني شفق أنموذجاً

29 نوفمبر 2021آخر تحديث :
دور الإعلام التركي في التصدي لأزمة العنصرية ضد اللاجئين.. صحيفة يني شفق أنموذجاً

دور الإعلام التركي في التصدي لأزمة العنصرية ضد اللاجئين.. صحيفة يني شفق أنموذجاً

من المعلوم أن تركيا تستضيف على أراضيها نحو 4 ملايين لاجئ معظمهم من السوريين، يتوزعون على مختلف الولايات والمدن التركية، وباتوا يشكلون مجتمعًا متكاملًا يمكن ملاحظته في شتى جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والمجتمعية في تركيا.

ومثله مثل أي مجتمع مغترب في كل بلد حول العالم، يواجه صعوبات من وقت لآخر تفرضها عوامل عدة تتعلق بديناميات البلد المضيف.

ولعل أبرز تلك الصعوبات التي تلامس حياة اللاجئ بشكل عام هي مسألة الاندماج في المجتمع المضيف، وما يواجه ذلك من تحدٍّ كبير لدى اللاجئ وتقبّل الطرف الآخر لذلك في المقابل، فكلا الطرفين في نهاية المطاف يتحملان مسؤولية متشابهة في الحجم، فاللاجئ مسؤول عن التزامه بقوانين وقواعد البلد المضيف، والمواطن الأصلي يتحمل أيَضًا مسؤولية قانونية وإنسانية قبل كل شيء.

ونظرًا للتجاذبات السياسية داخل تركيا، تحولت مسألة اللاجئين لا سيما السوريين إلى ورقة ضغط طالما استخدمتها بعض أطياف المعارضة من أجل إحراز مكتسبات كما تصورت أمام الرأي العام ضد الحكومة التركية، وكلما حاولت الأخيرة التصدي لذلك من خلال توعية الرأي العام بمسألة اللجوء وتغذية الشعور الإنساني في هذا السياق، زادت المعارضة من حدة الهجمات بما في ذلك من اختلاق شائعات حول اللاجئين لا صحة لها في الواقع، من قبيل تلقي مساعدات مالية خاصة من الدولة، أو دخول الجامعة دون امتحانات، وفتح أماكن العمل دون تراخيص، وما شابه من حملات مضللة باتت منتشرة بشكل كبير.

وعند هذه النقطة بالذات كان لا بد للإعلام التركي بالذات أي الذي يخاطب المواطن التركي بلغته، من أن يلعب دورًا هامًا في عملية توعية الرأي العام، ومكافحة تلك الحملات المضللة ضد اللاجئين، والتخفيف من حدة العنصرية ضدهم، وتسليط الضوء على نجاحاتهم وإسهاماتهم على صعيد الحياة الاجتماعية والعلمية والاقتصادية، والتركيز على الجانب الإنساني قبل أي شيء في هذه القضية التي ترجع في النهاية إلى عامل الحرب التي لا يتحمل أعباءها بالتأكيد لاجئون نصفهم تحت سن 18 عامًا.

لقد قامت العديد من وسائل ومؤسسات الإعلام في تركيا، سواء الرسمية مثل TRT ووكالة الأناضول، أو الخاصة وعلى رأسها “يني شفق” و”صباح” و”يني عقد” وغيرها بهذه المسؤولية الإنسانية، وحاولت منذ أول يوم قدم فيها السوريون إلى تركيا بالتركيز على الجانب الإنساني، وتسليط الضوء على حجم معاناتهم وتضررهم بسبب الحرب الداخلية في بلدهم.

وفي هذا السياق، نلحظ بوضوح أن “يني شفق” بشكل خاص حملت على عاتقها هذه المسؤولية دون أي تراجع، على الرغم من أن العديد من وسائل الإعلام الأخرى باتت أقل تركيزًا على هذه المسألة، بيد أن “يني شفق” بما تؤمن به من حس إنساني وديني ملحوظ إزاء السوريين في تركيا استمرت في تغطيتها بشكل متواصل.

ومن الممكن للمتابع أن يلحظ مئات المواد الإخبارية التي نشرتها ولا تزال تنشرها “يني شفق” حول الجوانب الإيجابية التي جسدتها حياة السوريين في تركيا، مثل قصص نجاح الطلاب المتوفقين في المدارس الثانوية والجامعات، ونجاح رواد العمل كذلك في سوق العمل والإسهامات التي حققوها في سوق العمل التركي، فضلًا عن عشرات القصص الإنسانية سواء من داخل سوريا أو حول السوريين في تركيا بشكل خاص، حيث تشرح أمام الرأي العام بشكل مؤثر حجم المعاناة التي تكبدها هؤلاء اللاجئون، مشيرة لحجم المسؤولية الإنسانية التي تقع على عاتق تركيا في هذا الخصوص.

وعلى صعيد آخر، نلحظ كذلك تقارير مفصلة مدعمة بالأدلة والأرقام، بهدف مكافحة الحملات المضادة التي تنشرها بعض أطياف المعارضة حول السوريين، على شكل أسئلة وأجوبة تفند في النهاية تلك الحملات بشكل قاطع.

ولا شك أن الصحيفة ومن سار على مسارها من وسائل الإعلام الأخرى، تكبدت هي أيضًا حملات موجهة استهدفتها بسبب دفاعها عن اللاجئين، بل وباتت هي الأخرى تتعرض للعنصرية مع اللاجئين.

أخيرًا، يجب النظر باهتمام كبير لهذا الدور الذي يلعبه الإعلام التركي في قضية اللاجئين، وعلى السوريين في تركيا فتح قنوات تواصل مستمرة مع شتى مؤسسات الإعلام بهدف مواصلة هذا الدور ودعمه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.