هل أصدر الأردن أمرا ملكيا لوسائل الإعلام حول منع التعرض للنظام أو جيشه أو استعمال غير العلم الوطني؟

27 سبتمبر 2021آخر تحديث :
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وبشار الأسد
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وبشار الأسد

هل أصدر الأردن أمرا ملكيا لوسائل الإعلام حول تعاطيها مع الملف السوري؟

نشرت صفحات إخبارية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاء بأن الأردن أصدر أمراً ملكياً لوسائل الإعلام يحظر بموجبه ما وصفته بـ “التعرض لسورية أو جيشيها”، كما يحظر “الأمر الملكي” المزعوم على وسائل الإعلام “رفع أو استخدام أي علم غير العلم السوري الرسمي”.

حيث نشر المحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر الادعاء عبر حسابه الشخصي بموقع تويتر الجمعة 25 أيلول/سبتمبر الجاري في تغريدة قال فيها “الخبر ليس عاديا الى من يريد ان يفهم ولمن لا يريد،نقول له: سوريا الاسد ستنتصر، تعميم اردني ينص على منع التعرض للقيادة السورية والجيش السوري، ومنع التعامل مع أي جهة غير الحكومة السورية، ومنع رفع أي علم غير العلم السوري الرسمي، ومنع أي انشطة تسيء للعلاقات الأخوية بين البلدين”.

وساهمت بعد ذلك صفحات عامة وحسابات شخصية على موقع فيسبوك معظمها منحازة للنظام السوري بنشر الادعاء دون إسناده لمصادر واضحة أو مرتبطة، يمكنكم الاطلاع على عينة منها نهاية المادة.

الأردن يصدر أمرا ملكيا لوسائل الإعلام الأردنية يمنع التعرض لسورية | ادعاء كاذب

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثا متقدما للتحقق من صحة الادعاء الذي يزعم بأن “الأردن أصدر أمرا ملكيا لوسائل الإعلام يتدخل بموجبه بسياستها التحريرية المتعلقة بالملف السوري”فتبيّن أنَّه ادعاء ملفق.

حيث لم تظهر نتائج البحث باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء أي نتائج تشير إلى أن “الديوان الملكي الهاشمي” أصدر أوامر جديدة تفرض على وسائل الإعلام الأردنية أي قيود حول تعاطيها مع الملف السوري.

وشمل البحث أيضاً موقع وكالة الأنباء الأردنية الرسمية بترا،والحسابات المرتبطة بها على مواقع التواصل الاجتماعي، والموقع الرسمي لـ “الديوان الملكي الهاشمي” الذي يعتبر -بحسب التعريف الرسمي له- ” الواجهة والذراع الرسمية التي تشرف على إعداد وتنفيذ برامج الملك الأردني المحلية والدولية، إضافة إلى دوره في إسناد مختلف مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية لتأدية المهام الموكلة إليها حسب الدستور من خلال ما يقدمه من دعم سياسي وإداري ودبلوماسي محليًا وعربيًا ودوليًا”.

وتواصل معد هذه المادة مع الصحفي الأردني محمد العرسان العامل في وسائل إعلامية أردنية وعربية، للتحقق من صحة الادعاء المتداول، والذي نفى بدوره ورود أي أمر ملكي حول التعامل مع سوريا أو توجيه وسائل الإعلام الأردنية إلى عدم التعرض لها.

وأضاف، خلال حديث خاص لمنصة (تأكد) بأن الادعاء ملفق وعارٍ عن الصحة ولا يوجد أوامر ملكية بهذا الشأن، و”لم يسبق للملك الأردني أن أصدر أوامر مماثلة تحد من حرية الإعلام، وأن الأمر مناط بالادعاء العام في حال وجود قضايا تحت التحقيق”.

العلاقات بين سوريا والأردن

شهدت العلاقات بين سوريا والأردن بعد عام 2011 تحولات عديدة، إذ دعم الأردن فصائل من المعارضة في الجنوب السوري، لكن عقب سيطرة قوات النظام على المنطقة، بدأ بالبحث عن عودة العلاقات خاصة بعد فتح معبر نصيب.

وفي 27 من تموز الماضي، أجرى وزير الداخلية في حكومة النظام السوري، محمد الرحمون، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأردني، مازن الفراية، وشكل وقتذاك حدثا هو الأول من نوعه على مستوى الوزراء، واتفق فيه الطرفان على التنسيق المشترك لتسهيل عبور شاحنات الترانزيت وحافلات الركاب بين البلدين، وبعدها جرى الاتفاق بين النظام السوري والأردن ومصر ولبنان على إيصال خطوط الطاقة إلى لبنان عبر سوريا.

ويذكر أن اللواء الركن يوسف الحنيطي رئيس هيئة الأركان المشتركة في الأردن استقبل، يوم الأحد 19 أيلول/ سبتمبر الجاري، وزير الدفاع رئيس أركان جيش النظام السوري العماد علي أيوب، وسط تأكيدات على استمرار التنسيق والتشاور المستقبلي إزاء مجمل القضايا المشتركة بين الجانبين.

الاستنتاج

الأردن أصدر أمرا ملكيا يمنع التعرض لسوريا ادعاء كاذب.

لم يصدر عبر موقع الديوان الملكي الهاشمي أي بيان بهذا الشأن.

تبين أن الجهات الرسمية في الأردن لم تنقل أي أمر ملكي يتعلق بسوريا.

نفى الصحفي الأردني محمد العرسان الادعاء مشيراً أن “الأمر مناط بالادعاء العام ولم يسبق للملك الأردني إصدار أوامر مماثلة”.

أدرجت هذه المادة في قسم (كذب)، والذي يتضمن محتوىً يتعارض بالكامل مع حقائق مثبتة وجرى تأليفه بالكامل ولا أساس له من الصحة، حسب (منهجية تأكد).

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.