السماسرة يتصدرون المشهد.. أزمة جوازات النظام تتفاقم ومصادر تكشف الأسباب والدوافع

19 سبتمبر 2021آخر تحديث :
السماسرة يتصدرون المشهد.. أزمة جوازات النظام تتفاقم ومصادر تكشف الأسباب والدوافع

تركيا بالعربي

السماسرة يتصدرون المشهد.. أزمة جوازات النظام تتفاقم ومصادر تكشف الأسباب والدوافع

تستطيع ببساطة، ومن على مسافة بعيدة من الطابور المُتشكّل أمام إدارة الهجرة والجوازات بدمشق تمييز السمسار من صاحب العلاقة، إذ بات الأمر فرصة ذهبية لبناء ثروة هائلة شأنها كشأن جميع الأزمات في مناطق سيطرة نظام أسد الذي ترك الحبل على الغارب للمقربين من شبـ.ـيحته لمزاولة أنشطة السمسرة والوساطة بعيدا عن المساءلة.

في تصريح خاص لأورينت نت: أشار المحامي (ع.ش) والذي لديه خبرة واسعة وعدد كبير من المعارف في مجال استصدار جوازات السفر:
“لم يعد هناك دور للمحامين الآن… الدور انتقل للسماسرة وحتى من كنا نتعامل معهم داخل الإدارة ونَدفع الرّشاوى لهم بشكل مُستمرّ باتوا يرفضون مساعدتنا، إذ بات لكل موظف سمسار خاص به خارج الإدارة ابتداء من مدير الإدارة وانتهاء بعامل الكافتيريا”.

ريف دمشق الحلقة الأضعف
وأضاف أن قرارات جديدة صدرت مؤخراً أهمّها أنه يتوجّب على كل شخص يريد استصدار جوازه الذّهاب الى الإدارة الخاصة بمحافظته، بمعنى ابن محافظة حمص والمقيم في دمشق يتوجب عليه الذهاب الى إدارة الهجرة والجوازات في حمص، وهكذا قِس على باقي المحافظات، مشيراً إلى أن هذا القرار ظلم بشكل كبير أبناء الريف الدمشقي بعد الحريق الذي شهدته إدارة الهجرة هناك وتوقفها عن إصدار جوازات جديدة بحجة تنفيذ عمليات الترميم والصيانة.

أعرب المحامي عن اعتقاده بأن الحريق “مفتعل” ولم يأت بمحض الصدفة بل يهدف إلى تحويل القسم الأكبر من الجوازات من إدارة الريف الدمشقي نحو القنصليات الخارجية حيث بلغ سعره في القنصلية السورية في لبنان ( 1000$) أمريكي للمستعجل في حين يبلغ السعر الرسمي ( 825$ )، وبهذه الحالة يستطيعون رفد الخزينة بقطع أجنبي كبير في ظل الأزمة الحالية على حساب المواطن في الداخل الذي ذاق ذرعاً من الوضع الاقتصادي الذي خلفته الحرب في سوريا بالمختصر: “أنت وعم تهرب لازم يستغلوك”.

“طلال “26 عاما” من دمشق قضى أسبوعا” كاملا” من الخامسة صباحا” حتى انتهاء الدوام الرسمي أمام إدارة الهجرة والجوزات في دمشق، يقول في تصريح خاص لأورينت نت: حصلت على إجازة من كلية العلوم وأنوي التوجه نحو مصر للبحث عن فرصة عمل، وهذا اليوم الثامن الذي أقف داخل الطابور للحصول على جواز السفر دون جدوى، في كل يوم يتكرّر المشهد سمسار من هنا وسمسار من هناك وتتنوع عروض السماسرة لتبدأ من مبلغ( 500 ألف ليرة) حتّى المليون ليرة سوريّة، يتوقف الأمر على نوع السمسار ومدة الحصول على الجواز لتصل المدة في أسوأ الأحوال إلى شهر، وعن المحسوبيات يبتسم ويجيب أحمد: أنت في “سوريا الأسد” لديك واسطة تستطيع الدخول مباشرة وتقديم الطلب.

في لبنان المشهد ذاته، لا تجد أي خلاف سوى في مكان الطابور، فمن أمام السفارة السورية في لبنان تستطيع أن ترى طوابير السّوريين للحصول على طلب استمارة الجواز. يقول السمسار “أبو علي الأسطورة “ كما يُطلق على نفسه الذي تواصلنا معه بحجة الحصول على جواز سفر: لا يوجد جواز بطيء لا يوجد سوى المستعجل منه، وتبلغ تكلفته (950$) والتسليم خلال عشرة أيام، و(1100$) إذا ما أردت الحصول عليه خلال خمسة أيام.

مصر وبيلاروسيا سبب أزمة الجوازات!؟
وتُعدّ مصر وبيلاروسيا المقصد الأساسي، والوجهة الرئيسية لمعظم السوريين من خلال سؤال طرحناه على 20 شخصاً من طالبي الجوازات داخل سوريا وخارجها لنجد أنّ 5 من كل 10 سوريين وجهتهم مصر في حين 3 وجهتهم كانت بيلاروسيا وتنوع الباقي بين ليبيا والصومال وتركيا.

مصدر خاص لأورينت نت ضمن شركة أجنحة الشّام للطيران الخاصة يقول: مصر هي الوجهة الأولى لمعظم الحجوزات لدى الشركة حتى إن الحجوزات إلى نهاية شهر 10 الجاري مقفلة إذا لم يحدث طارئ يغير مجرى الأمور، وكل ما يشاع عن إلغاء التأشيرة نحو مصر لا يمت إلى الواقع بصلة وليس هناك قرار رسمي من السلطات المصرية بذلك، وتأتي بيلاروسيا خلف مصر في طلبات الحجوزات لكنها أقل من مصر بكثير بسبب اختلاف تكلفة استصدار التأشيرة بين البلدين.

(أحمد 25 عاما من ريف دمشق) خريج كلية الحقوق ووجهته المقبلة مصر عن سبب اختياره وجهته يقول:
كل البلاد أفضل من سوريا، والتأشيرة إلى مصر الأقل 500$ سعرها أقل من سعر جواز السفر إذا أردت الحصول عليه حالياً أو تجديده، يُضيف أحمد: مصر كبيرة جداً، ويمكن الحصول فرص عمل بإجازتي الجامعية، أصدقائي جميعهم وصلوا هناك، “إذا أردت إحصاء الخريجين من دفعتي الذين وصلوا إلى هناك احتاج يوما كاملا”، إنّ الرّواتب هناك أفضل بأشواط من سوريا، أصدقائي وعدد لا بأس منهم وجدوا فرص عمل، لا أريد القول إنها ممتازة، ولا تنسى القضية الأساسية “بدنا نهرب من الخدمة الإلزامية يضيف أحمد مبتسما”.

علي، الذي وصل إلى هولندا منذ حوالي شهر عبر بيلاروسيا قال لأورينت نت: كُنت محظوظاً جداً ،تمكنت أنا والعديد من الشباب السوريين رفقتي من الحصول على الجواز قبل أن تبدأ الأزمة الحالية ووصلنا إلى بيلاروسيا، التكلفة كانت (3000$) للحصول على تأشيرة نحو بيلاروسيا، ومن بيلاروسيا وصلنا وارسو ببولندا، ثم دخلنا ألمانيا وصولاً إلى هولندا حيث بلغت تكلفة الرحلة (7000″$)، بعت كل شيء أملكه بالإضافة إلى استدانة قسم منه، بالمختصر: “بعت يلي فوقي وتحتي” في سبيل البحث عن مستقبل أفضل لي ولأسرتي.

ويردف قائلًا: ما إن نشرت الصّور لدى وصولي هولندا على صفحتي الشّخصية على الفيس بوك، إلّا وانهال عليَّ سيلٌ جارف من الاتصالات والرسائل، ولا أبالغ إن قلت بالمئات لأصدقاء البعض أعرفهم، والباقي لا أعرفه، وسبب الحديث متشابه ” تفاصيل الطريقة التي وصلت بها نحو هولندا”.

كابوس الأزمة يهدد السوريين في الخارج
الطبيب عمر المقيم في الإمارات بموجب عقد عمل كشف عن معاناته من أزمة الجوازات كذلك وقال: صلاحية الجواز الذي أحمله شارفت على الانتهاء وتقدمت بطلب للحصول على تجديد وطُلب مني الانتظار ثلاثة أيام، ولم أتلقّ رداً بعد انتهاء المدّة، لذلك اتصلت بهم فكان الجواب “بدك تتحملنا في أزمة على الجوازات”.

وتابع قوله”: يجب أن يكون في الجواز ستة شهور صلاحية كأقل تقدير لأستطيع تجديد الإقامة، وفي حال فشلي بالحصول على الجواز بالوقت المناسب، سأخسر عملي وأجبر على العودة الى سوريا، حيث تنتظرني الخدمة الإلزامية.

وعود خلبية بقرب انتهاء الأزمة
منذ بدء الأزمة الحالية أطل وزير داخلية نظام أسد (عمر رحمون) في مناسبتين، الأولى كانت عبر تلفزيون النظام في بداية شهر آب الماضي حيث أرجع أسباب الأزمة إلى مشاكل وصفها بالفنية والتقنية دون إعطاء تفاصيل إضافية عن ماهيتها، وحدد 20 من شهر آب الماضي كحد أقصى لتسليم جميع الجوازات المتراكمة لتنقضي المدة دون تنفيذ وعده ليعاود الظهور ولكن هذه المرة من داخل مبنى الهجرة والجوازات في منطقة البرامكة ليطلق وعداً جديداً هو نهاية أيلول الحالي ليرد عليه معلقون عبر صفحة وزارة الداخلية على الفيسبوك بالقول:” “متل ما بقول المثل الشعبي ع الوعد يا كمون”.

يعرب خير بيك (وهو صحفي مقرب من نظام أسد) قدّم شرحا إضافيا عن طبيعة الأزمة الحالية، وأوضح أنّ المشكلة حاليا ليست فقط بالورق والحبر، وإنّما بورق خاص يتم طباعة الكود عليه كان يأتي من الأردن وتضاعفت هذه الكميات بالإضافة إلى الترهل والعجز الذي تعاني منه هذه الإدارة، بمعنى آخر إنّها غير مؤهلة للتعامل مع الضغط العالي للطلب عليها.

مصدر خاص لأورينت نت من الإدارة العامة للجوازات قال: في القسم الذي أعمل به تتم عمليات الطباعة، والتوريدات من الورق الخاص والحبر لم تتغير، الذي تغير هو الكم الهائل للطلب على الجواز داخلياً وخارجياً، الأزمة الأساسية هي بكثرة الطلبات وليست بالورق والحبر، التدقيق الأمني يحتاج وقتاً طويلاً بالإضافة إلى مراسلة الجهات الأمنية الأخرى لمعرفة الوضع الأمني لصاحب الطلب، وخاصة تلك التي تأتي من لبنان وتركيا والأولوية الآن للقنصليات الخارجية كونها ترفد الخزينة بالقطع الأجنبي.

المصدر : أورينت – حبيب عمار

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.