بقي عام ونصف.. أيام عصيبة على السوريين في تركيا فيجب عليهم التأقلم

16 سبتمبر 2021آخر تحديث :
بقي عام ونصف.. أيام عصيبة على السوريين في تركيا فيجب عليهم التأقلم

تركيا بالعربي

بقي عام ونصف.. أيام عصيبة على السوريين في تركيا فيجب عليهم التأقلم

لم تعد التصريحات عن ملف اللاجئين السوريين المتفاعل والحديث عن إعادتهم إلى بلادهم حكراً على المعارضة التركية، فحسب بل امتدت لتشمل أعلى هرم السلطة الحاكمة.

وأتت آخر هذه التصريحات، على لسان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي أعلن أن بلاده تعمل مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على إعادة اللاجئين بشكل آمن إلى بلدانهم، وخاصة سوريا.

ويحاول حزب “العدالة والتنمية” الحاكم أن يتفاعل مع ملف اللاجئين لمخاطبة الشارع الداخلي التركي المشحون بغالبيته ضد اللاجئين.

ويرى الكاتب الصحافي التركي عبد الله سليمان أوغلو أن التصريحات الرسمية بخصوص اللاجئين، تهدف إلى استرضاء الناخب التركي مع اقتراب موعد الانتخابات التركية، أولاً، ويوضح ل”المدن” أن حديث اللجوء يطغى على الشارع التركي.

وثانياً، حسب أوغلو، تريد تركيا تخفيف الضغط الذي تتحمله من تبعات استقبالها للاجئين من سوريا وأفغانستان والعراق، بدعوة المجتمع الدولي عموماً، والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص، إلى تحمل جانب من الأعباء الثقيلة الناجمة عن ملف اللجوء.

ويقول الكاتب الصحافي إن تركيا تريد لفت أنظار العالم إلى معاناتها من ملف اللجوء السوري، على أمل دفع المجتمع الدولي لإيجاد حل للمسألة السورية، من شأنه إعادة اللاجئين إلى بلادهم، وخصوصاً أن الملف السوري يشهد حراكاً على المستوى الدولي.

ومؤخراً، شددت السلطات التركية من الإجراءات المتعلقة بتنقل اللاجئين السوريين وإقاماتهم بين الولايات التركية ومنحهم بطاقات الحماية المؤقتة (الكملك)، وهو ما أدى وفق مصادر “المدن”، إلى زيادة أعداد الهجرة غير الشرعية نحو دول الاتحاد الأوروبي، وعن ذلك يقول أوغلو: “تدرك تركيا أن الهجرة تشكل عامل ضغط على الاتحاد الأوروبي، ولذلك هي تتغاضى عن موجات حركة الهجرة نحو الاتحاد الأوروبي”.

وتحت عنوان “تنظيم أوضاع اللاجئين السوريين”، بدأت السلطات التركية باتخاذ إجراءات “صارمة” في أنقرة، بعد شهر على تسجيل المدينة أحداث عنف ضد اللاجئين، وهو ما أثار مخاوف واسعة من أن تعمم الإجراءات هذه على الولايات التركية الأخرى، مما قد يدفع بالسوريين إلى خيار العودة إلى الشمال السوري، الذي يعاني بدوره من حالة عدم استقرار أمنية واقتصادية.

أيام عصيبة على السوريين

وتبدو مدة العام ونصف العام التي تفصلنا عن موعد الانتخابات التركية المقررة في العام 2023، صعبة على اللاجئين السوريين، مع تصاعد الضغوط التي تمارسها المعارضة التركية، واستخدام الأخيرة ورقة اللاجئين في السباق الانتخابي.

لكن عضو الائتلاف السوري ومنسق “اللجنة السورية التركية المشتركة” أحمد بكورة، أكد ل”المدن”، أن سياسة تركيا الرسمية لم تتغير تجاه اللاجئين السوريين، كاشفاً عن تطمينات رسمية مصدرها شخصيات تركية رفيعة المستوى، بعدم ترحيل أي لاجئ سوري نحو الشمال السوري.

وقال بكورة إن التصريحات الرسمية الأخيرة بخصوص اللاجئين، لا تعني أبداً تغيراً في السياسة الرسمية للبلاد، وإنما هي تأكيد لشروط نظام “الحماية المؤقتة” الذي لا يُسمح بمخالفتها. وتابع: “لن تسمح تركيا باستمرار المخالفات، وكذلك لن تقبل بتسجيل أي لاجئ جديد، ضمن نظام الحماية المؤقتة، لكنها في الوقت ذاته لن تعيد أي لاجئ في حال كانت هناك تهديدات على حياته”.

ورداً على سؤال حول الغرض من كل هذه التصريحات في هذا التوقيت؟، قال بكورة: “هو خطاب داخلي بالدرجة الرئيسية، فبعد أن بلغ الخطاب التحريضي على اللاجئين ذروته، تريد السلطات التركية طمأنة الشارع التركي، بأنها لا تسعى إلى توطين 3.7 مليون لاجئ سوري في البلاد”.

وإلى جانب ذلك، تريد تركيا الحصول على دعم دولي لمشروعها الهادف إلى إنشاء مساكن في شمال شرق سوريا (نبع السلام)، وتخديم المنطقة، تمهيداً للطلب من السوريين الانتقال إليها طوعاً، وفق بكورة، الذي ربط التصريحات التركية حول اللاجئين بمحاولات الدفع قدماً لتسريع إيجاد الحل السياسي.

المصدر: المدن

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.