لماذا عاش الكثير منهم ليلةً مرعبةً في أنقرة؟

22 أغسطس 2021آخر تحديث :
لماذا عاش الكثير منهم ليلةً مرعبةً في أنقرة؟

بينما السوريون تحترق قلوبهم مع الغابات التركيّة ويشاركون بأنفسهم لإطفاء الحرائق ويبذلون ما بوسعهم للوقوف مع تركيا وشعبها.

لماذا عاش الكثير منهم ليلةً مرعبةً في أنقرة؟

اقرأ المقال باللغة التركية

لماذا اقتحمت بيوت السوريين وكسرت الأبواب على نساء وحيدات الليلة الماضية؟

لماذا تم إيذاء أطفال السوريين وإصابة الكثير منهم بجروح؟

لماذا استهدف السوريون في أرزاقهم وكسرت محالّهم التجارية وحرقت سياراتهم؟

بل لماذا حدثت المشاجرة التي أشعلت كلّ ذلك منذ يومين ؟

الجواب واضحٌ جداً .. إنَّ الضخّ الإعلاميّ الموجّه والمكثف بافتراءاته على اللاجئين هو السبب الرئيسيّ لاحتقان الشارع التركي ضد اللاجئين السوريين. وإنّ أصحاب الفتنة ممّن يقف وراء هذه الافتراءات يحملون مسؤولية ما حدث للجانبين.
لذلك أوجّه كسوريّ ثلاثة نداءات:

النداء الأول إلى الشعب التّركي:

أيها الإخوة الأتراك لقد لجأ الشعب السوريُّ هارباً مضطراً من بطش وظلم وقتل نظام الأسد وحلفائه، إلى أهله وأحبابه الأتراك لنصرته وإعانته، وقد وجد في تركيا الجارةِ الملاذَ الآمنَ بعكس جميع الدول العربية والصديقة.

لذلك وأمام هذه الفاجعة نوجّه هذه الكلمات لكم من قلبٍ يعتصر ألماً لما حدث ويحدث:

أوّلاً: إن الخطأ الفردي لا ينبغي أن يتحمّله الجماعة.

ثانياً: نرجو من أصحاب العقول الواعية والمسؤولة، المحافظة على اللاجئ المستجر ووأد الفتنة وتوجيه الشعب التركي لضبط النفس وعدم الانجرار وراء من يصطاد بالماء العكر.

ثالثاً: نطالب الحكومة التركية وهي دولةُ قانونٍ؛ بمحاسبة ومعاقبة أيّ مسيء، لاجئاً كان أو مواطناً تركياً، وإنصاف المظلوم منهم.

رابعاً:. نحن السوريين نريد العودةَ إلى بلادنا تحت بيئة آمنة، ولا يتحقّق ذلك إلا بزوال هذا النظام المستبد، وتركيا هي الضامن والطّرف الأقوى في المفاوضات عن السوريين لتحقيق ذلك.

أما رسالتنا للاتحاد الأوروبي:

إن الاتحاد الأوروبي وما يسمّى أصدقاء سوريا، يتحملون المسؤولية لما يحدث في سوريا، وما يتعرض له اللاجئون في تركيا التي حملت همّ خمسة ملايين لاجئ سوري، خلال الفترة الماضية.

ولذلك فإننا نطالب الاتحاد الأوروبي بتحقيق قرارات الأمم المتحدة 2254 وتسريع زوال النظام المستبد، أو فتح ممرات اللجوء إلى أوروبا، وأن يكون لدى دول الاتحاد موقفٌ إنسانيٌّ واضح تجاه اللاجئ السوريّ.

أما رسالتنا إلى الإخوة اللاجئين:

الكل يعلم أن هناك من يصطاد في الماء العكر، ويريد استخدام ملف السوريين واللاجئين بشكل لا أخلاقي وجعله ورقةً في التجاذبات الحزبية والانتخابية؛ لذلك:

أولاً: نرجو من الإخوة اللاجئين التقيد بالتعليمات والقوانين التركية.

ثانياً: ضبط النفس وعدم الانجرار تحت ردات فعلٍ لا يحمد عقباها.

ثالثاً: في حال وقوع أي اعتداء، عليكم باللجوء إلى الجهات المعنية.

رابعاً: نرجو عدم الخروج من المنازل إلا للضرورة الماسّة في هذه الفترة الحرجة.

وختاماً: نرجو لتركيا شعباً وحكومةً الأمن والأمان وأن يبقوا عوناً للسوريّين وقضيتهم وملجأ للمستضعفين في الأرض.

باسل هيلم

منبر منظمات المجتمع المدني

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.