ملاهٍ مائية متنقّلة فعالية لكسـ.ـر حر الصيف وعزلة أطفال المخيمات النائية (صور)

19 أغسطس 2021آخر تحديث :
ملاهٍ مائية متنقّلة فعالية لكسـ.ـر حر الصيف وعزلة أطفال المخيمات النائية (صور)

تركيا بالعربي / متابعات

ملاهٍ مائية متنقّلة فعالية لكسـ.ـر حر الصيف وعزلة أطفال المخيمات النائية (صور)

يحاول عبد الرحمن، وهو طفل بعمر عشر سنوات، مهجر من مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، إلى مخيمات كللي على الحدود السورية التركية، الحصول على مساحة كافية داخل البركة البلاستيكية الصغيرة، تتيح له غمر كامل جسده الصغير بمياهها، وإظهار مهارته في السباحة.

ويبدي هذا الطفل فرحته بالحصول على فرصة الاستمتاع بمياه البركة رغم صغر حجمها، مقارنة بالتي كانت موجودة في منزل عائلته، إلا أنه أيضاً، لا يخفي امتعاضه من كثرة عدد الأطفال الذين يشاركونه بها، خاصة أن تعدادهم لم يقل عن الخمسة طيلة فترة وجوده داخلها.

ومع ارتفاع درجات الحرارة في شمال غرب سوريا، تقصد معظم العائلات الأنهار والمسطحات المائية للترويح عن نفسها، بينما يجد الغالبية من سكان إدلب أنفسهم مضطرين إلى التوجه نحو المسابح، بالنظر إلى بُعد الأنهار عن أماكن إقامتهم وارتفاع تكاليف الوصول إليها، لتصبح حلماً صعب المنال بالنسبة لكثيرين من سكان المخيمات النائية، والأطفال منهم على وجه الخصوص.

ملاهٍ مائية متنقلة
وللتعويض عن غياب أماكن الترفيه المائية في مخيمات ريف إدلب البعيدة عن مراكز المدن والبلدات الرئيسية، أطلقت منظمة “بنفسج” العاملة في الشمال السوري، مشروع الملاهي المائية المتنقلة، بهدف الترويح عن الأطفال، في مبادرة هي الأولى من نوعها في المنطقة.

ويوضح “إبراهيم سرميني” منسق الحملة في منظمة “بنفسج”، خلال حديثه لأورينت، أن الألعاب المائية المتنقلة هي واحدة من الأفكار التي يطلقها متطوعو بنفسج استجابةً للوضع الإنساني في المخيمات، خاصةً مع فصل الصيف الذي يزيد من معاناة قاطني الخيام والنازحين، من ناحية ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأمراض الصيفية الناجمة عن ضربات الشمس.

ويقول أيضاً: “تحوي الملاهي المائية مجموعة ألعاب تركز على الترفيه والتسلية وزيادة القدرات البدنية والعقلية للأطفال للهروب من حرّ الصيف وتقديم أفكار للترفيه عنهم، مثل حـ .ـرب بالونات المياه للمسابقات بين الفرق، ومسابقة الحل الأذكى لتوجيه أسئلة ثقافية للأطفال، وألعاب أُخرى، مع توفير ستة مسابح للأطفال بين عمر السابعة والـ15 عاماً”.

ويشير سرميني إلى أن المنظمة تسعى إلى إقامة النشاط الذي بدأ من مخيم حيش في بلدة كللي، بشكل أسبوعي، على أن يكون كل فترة في مخيم جديد ليستفيد منه أكبر عدد من الأطفال وليشمل مختلف الفعاليات.

إعجاب بالفكرة
ويُبدي أبو علي المهجر من بلدة حيش جنوب إدلب، إعجابه بالمبادرة، خاصة أن الأطفال صاروا ينتظرون وصول خزانات المياه التي تقدمها المنظمات الإنسانية، أو تلك التي يشتريها السكان بفارغ الصبر، لعدم توفر مسابح في المنطقة.

ويقول: “يتجمع الشباب ومنهم ابني وعمره 19 سنة، مرة في الأسبوع على الأقل للذهاب إلى المسابح الموجودة في مدينة معرة مصرين، أما بالنسبة إلى الأطفال فلا أحد يأمن على إرسالهم، خاصة أن غالبيتهم لا يجيد السباحة، وهناك لن يضيّع شاب لحظة الاستمتاع في مراقبة الصغار أو تعليمهم السباحة”.

ويضيف: “وللتعويض عن ذلك، أقوم أحياناً بملء جرن الحمام (وعاء بلاستيكي كبير) ليجلس فيه ابني الصغير صاحب السنوات الثمانية، بسبب الحر وتحول الخيمة إلى كتلة جمر، لكن ذلك لا يمنحه المتعة والتسلية التي يحتاجها”.

وتحدث القائمون على مبادرة الملاهي المائية لموقع أورينت، عن مطالبة السكان بإعادة الفكرة وتكرارها بشكل دائم في المخيمات التي شملتها الحملة، بينما ذهب البعض للمطالبة ببناء مسابح صغيرة في المخيمات المركزية، نظراً للارتفاع الشديد في درجات الحرارة.

الترفيه عن الأطفال ضرورة ملحة
وترى “لينا دقسي” منسقة الحماية في منظمة “بنفسج”، أن الأطفال الذين يعيشون في المخيمات، بحاجة إلى الفرح والنشاطات المتجددة لكسـ .ـر حدّة عزلتهم وشعورهم بالملل، الذي يؤثر على حالتهم النفسية مستقبلاً ويضعهم أمام ضغوط وآثار تراكمية لا تُحمد عقباها.

وتضيف: “معظم الأطفال لم يحصلوا على ظروف حياة طبيعية أو تعليم حقيقي، الأمر الذي يعزز الضرر النفسي لديهم في حال تعرضهم إلى حدث صادم أو تلقيهم إساءة لفظية أو جسدية، فضلاً عن جعلهم عرضة لارتفاع معدلات العنف وهو ما يمكن تجنبه من خلال مساعدتهم على تفريغ الطاقة والشحنات”.

وتتابع: “تساهم المبادرات والحملات على غرار الملاهي المائية المتنقلة، بإبقاء التواصل بين الأطفال والمجتمع الخارجي، إذ إن المخيمات النائية وإلى جانب مشاكلها الخدمية والعامة، فإنها أقرب ما تكون إلى السجن بالنسبة إلى صغار السن، تقتل فيهم الشغف وتقوض قدرتهم على التواصل مع الآخرين، ولذلك فإن أي مبادرات للترفيه تُعد مهمة جداً، وفكرة الألعاب المائية المتنقلة تُعد إبداعية بالنظر إلى استجابتها لهذه الحاجة مع توفيرها المتعة، إلى جانب أنها تأتي بالوقت المناسب مع هذا الحر الشديد.

يستذكر قاطنو المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة رحلاتهم الصيفية إلى البحر الذي صار حلماً بعيد المنال، أما بالنسبة للأطفال فإن الحصول على فرصة السباحة والاشتراك في الألعاب المائية تعتبر مناسبة للمتعة لا يمكن تفويتها، خاصة مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.

 

 

 

أورينت نت – إدلب | تحقيق: عبد العزيز نجم

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.