التدخل الأمريكي في ليبيا.. خلط للأوراق ورسالة واضحة للاعبين الإقليميين

2 أغسطس 2021آخر تحديث :
التدخل الأمريكي في ليبيا.. خلط للأوراق ورسالة واضحة للاعبين الإقليميين

التدخل الأمريكي في ليبيا.. خلط للأوراق ورسالة واضحة للاعبين الإقليميين

تركيا بالعربي – متابعات

يُعد وقع التأثير السياسي للدول الخارجية على الأزمة الليبية كبيراً لدرجة أن له تداعيات تلقي بظلالها على مجريات الأحداث فيها، وعلى الرغم من مرور عقد على الانتفاضة الشعبية ضد نظام العقيد معمر القذافي والتدخل العسكري لحلف الناتو للمساعدة في الإطاحة به، لم تشهد ليبيا أي استقرار بل صارت ساحة صراع للميليشيات المسلحة المتنافسة على السلطة هناك، والتي استدعت بدورها قوى إقليمية ودولية مما حول البلاد إلى ساحة نزاع إقليمي وحروب تخاض بالنيابة.

ودائماً ما قامت الرؤية الأمريكية في ليبيا على استراتيجية «القيادة من الخلف» التي تعني أن واشنطن تحرك الخيوط بعيداً عن الأضواء، لهذا ركزت واشنطن على الانتقام من قتلة السفير كريستوفر ستيفنز، وتركت مهمة إسقاط القذافي والملف الليبي في يد حلفائها «الأطلنطيين»، حيث اضطلعت فرنسا وإيطاليا ومعهما تركيا بهدم ليبيا دون أي مساعدة في بناء المؤسسات الليبية بعد ذلك.

فقد اتسمت سياسة إدارة ترامب السابقة بالضبابية وعدم الانخراط بشكل مباشر في تفاعلات الأزمة الليبية.

واتجهت الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس جو بايدن، لإعادة بلورة استراتيجية جديدة في ليبيا، تختلف عن تلك التي تبناها الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي اعتمدت لغة غامضة وملتبسة تجاه الأطراف المتنازعة في ليبيا، لحكم البلاد.

حيث عُرف مؤخرًا عن بدء تشييد منشآت إضافية في قاعدة تمنهنت العسكرية بالقرب من سبها. ومن المعروف أن هذه القاعدة تُسيطر عليها قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر.

وترددت تعقيباً على ذلك عدة أنباء عن تواجد قوات عسكرية تابعة للجيش الروسي “فاغنر” في هذه القاعدة. ومع ذلك، تشير الملاحظات الأخيرة للعمل الجاري في تمنهنت بشكل لا لبس فيه إلى أن الوحدات العسكرية الأمريكية هي التي تنتشر على أراضي هذه القاعدة.

أثار هذا الخبر قلق مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الليبيين. حيث تم تداول لقطات مصورة عبر الإنترنت تظهر أن القوات الأمريكية بدأت بالفعل أعمال البناء في المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، توجد طائرات أمريكية بالفعل على أراضي القاعدة العسكرية.

ويرى مراقبون أن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا وإقامة قاعدة وسط محاولات تركية لتثبيت قواتها في البلاد ومساعي فرنسية للسيطرة على القطاع النفطي، وآمال إماراتية بسلسلة موانئ على المتوسط، من شأنه أن يزيد الأزمة تعقيداً، لأن الأطراف التي تشارك على الأرض في ليبيا، تستطيع أن تفرض رأياً في المحافل السياسية، يمكن التنبؤ بأن الولايات المتحدة الأمريكية غير مستعدة لقبول ليبيا موحّدة ومستقرة بقيادة رئيس من خيار الشعب نفسه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.